🍃قوله تعالى ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ ..)
المشركين إجتهدوا باليمين وبالغوا في القسم واجهدوا أنفسهم ..
ماذا أقسموا ❓حلفوا إيمان مؤكدة لأن جاءتهم آية معجزة وخارقة أنهم ليؤمنن بها ويصدقن .. وقد جاءتهم الآيات من القرآن الكريم ، شق القمر ..
لكنهم اقترحوا آيات مثل ( أن يتحول جبل الصفا ذهب )
لذلك قال تعالى : قل يا محمد ( طلبهم تعنت وكفر وعناد ) سؤالهم لا على سبيل الإسترشاد .. فالله يتولى الأمر .
وقد جاء جبريل يحول جبل الصفا ولكن الرسول قال له اتركهم حتى يتوب تائبهم .
▪سنة الله في ذلك :
من أقترح آية على رسوله وجاءتهم ولم يؤمنوا يستعجل عليهم العذاب )
لذلك قال تعالى :
وما يدريكم أنها لو جاءت الآية أنهم لا يؤمنون .
▪القول الثاني :
ان المخاطب المؤمنين ويقول لهم بإعتبار أن المؤمنين تمنوا أن تنزل آية حتى يؤمنوا الكفار الذين حلفوا الإيمان المغلظة .
▫أخبر الله ما العباد قائلون قبل أن يقولون وعملهم قبل ما يعملون ..
قال تعالى ( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ )
🍃قوله ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )
المرء لا يملك أن يفعل ما يريد لا يملك قلبه ، لما جحد المشركون ما أنزل الله لم تثبت قلوبهم ..
نقلب ../ نحول بينهم وبين الإيمان ولو جاءتهم كل آية لا يؤمنوا لأن صار حائل ، كما حالنا بينهم وبين الإيمان أول مرة ، وهي الآيات التي أقترحوها وهذا تأكيد :
▫أن الإنسان لا يملك قلبه
ان الله عز وجل يصرف قلوبهم وأبصارهم فلا تؤمن بالحق ولا تنصره ، وذلك لما جاءهم الحق أول مرة ولم يستجيبوا فالله يصرف قلوبهم وأبصارهم بإعراضهم ومكابرتهم .
▫وهذا من عدل الله ان فتح لهم الباب ولم يسلكوا الطريق فهذا مناسب لأحوالهم .
💦 نتعلم :
سرعة الإستجابة لما يظهر الحق لأن عدم الإستجابة مبارزة ، وقد يحول الله بينه وبين قلبه .
وان القلوب بيد الله عزوجل ، واذا فسد القلب فسد الجسد بالمعاصي وتمرد في طاعة الله عز وجل .
▫ونذرهم في طغيانهم ../
اي نتركهم في كفرهم وضلالهم يلعبون
💎ما يعين على اصلاح القلب :
🔅السعي الدائم في اصلاحه بالدعاء ( اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك )
🔅مجاهدة النفس مع القلب حتى لا يدركنا المهالك .
📍( ابن المنذر كابد قلبه 40 سنة حتى يستقيم ، وآخر يقول حرسته 20 سنه ارابطة حتى حرسني )
🔅كثرة ذكر الموت .
🔅كثرة مجالسة الصالحين لأنها تعين على الإستقامة .
تعلق القلب بالله من كثرة الأعمال الصالحة ، فهيا نور في القلب وضياء في الوجه وقوة في البدن .. بإستعمال ما خلقت له في عبادته .
🔅الإعتدال في النوم والأكل والإختلاط .
📍معنى الإستجابة :
أن المؤمن يخضع لله في رغباته واهوائه وتصرفاته لدين الله ، استنهاض همة العبد لطاعة الله وما يليق بجلاله وما عرضه الله لنا لمن إستجاب وأطاع وأناب من جنات تجري من تحتها الأنهار .. من يستحقها ؟ من شمر وتعب وبادر وجاهد وعقد النية .
🍃 والإستجابه :
المبادرة ، الإستمرار ، الإتقان ، موافقة القلب الجوارح ، الإخلاص 🍃
وهذا حال الصحابة والسلف ..
ومن أعجب الإستجابة :
✨إبراهيم واسماعيل عليهم السلام : لم يقفوا ولم يتواطؤا ابدآ ، لا جدال ولا اعتراض ولا حجج ولا شبه .. وهذه صفة الأنبياء والملائكة والمؤمنين .
ابراهيم لما رأى إبنه في المنام يذبحه فخضعت رغباته لحكم الله ، ويأتي الولد البار ليعينه على الإستجابة والتطبيق افعل ما تؤمر .
✨الصحابة رضي الله عنهم : سرعة الإستجابة للصلاة عندما أمروا بتحويل القبلة من البيت المقدس الى الكعبة فاستداروا وهم راكعون .
✨استجابة حنظله للجهاد وهو في اول ليلة عرسه .
استجابة في اليسر والعسر والمنشط والمكره من غير معرفة العلّة .
🍃قوله ( وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ )
لو اجبنا سؤالهم ونزلت الملائكة تخبرهم بتصديق الرسل كما سألوا وكلمهم الموتى اي قاموا وأخبروهم بصدق ما جاءت به الرسل ، وحشرنا عليهم اي قبيلة تعرض عليهم وتخبرهم بصدق الرسل - اي تريهم عيانآ - ما كانوا ليؤمنوا .
هم أهل شقاء إلا أن يشاء الله ، استثناء أهل السعادة الذين هم أهل الإيمان .
لأن الإيمان الى الله لا إليهم هو الفعال لما يريد ، ومشيئته مقرونة بحكمته وعلمه فيهم ، وعلمه هدايتهم لكن أكثرهم يجهلون .
💦 العبد إذا أراد الإيمان ، لابد أن يكون القلب صادق في إرادته الهداية واتباع الحق فإذا كان كذلك فإن الله يهديه ويصدقه .. لذلك على العبد أن يفعل ما يصدق هدايته حتى يستجاب الله إليه ..
▪ومما يعين على ذلك :
▫أرى الله منك حسن اتباع الحق - النيّة -
▫تسعى وتطلب الحق بالطريقة التي يبينها الله .
▫تستعين بالله في اتباعه بالتوكل ولا يكلها إلى نفسه .
▫لا تجادل لا تعاند لا تطلب الإقتراحات .
▪من الأخطاء أن يوكل أمر الإستجابة والعمل بالطاعة الى النفس .. فأنت ايها العبد لا تملك شيء ولا تملك قلبك وما يدريك لعلى الله أن يحول بينك وبين ما تريد .
🍃قوله ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يفترون )
كذلك جعلنا يا محمد اعداء يخالفونك ويعادونك ، ولكل نبي من قبل اعداء فلا يحزنك ذلك هذه سنة الله ان يجعل لكل نبي مرسل أعداء .. من الشياطين ( الإنس ، الجن )
▫الشيطان : كل من خرج عن نضيره بالشر ، وكل متمرد شيطان .. هنا نص صريح ان من الإنس شياطين وهم اشد من شياطين الجن وهم باقين في كل زمان ومكان إلا ماشاء الله تعالى .
▫يوحي .. زخرف :
يلقي بعضهم الى بعض القول المزيف المزخرف حتى يغيروا اسماء الأشياء ( يسمون الخمر مشروب روحي ، الربا فوائد ، النمص تنظيف ) فيغتر سامعه إذا كان جاهل مسكين بالأمر ، لأنهم يحرفون العبارات ليغتر بها السفهاء وأهل البلادة فيرددوا ويعملوا خلفهم في التزيين فيقع مطلوبهم .
▫ولو شاء ربك :
كل هذا بقضاء الله وقدره أن يكون لكل نبي عدو .. فدع آذاهم وتوكل على الله ، فالله كافيك وناصرك عليهم .
🍃قوله ( وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ )
من هم الذين يستحسنوا الكلام المزخرف ❓
▫ولتصغى : الام للتعليل ، اي هؤلاء يوحي بعضهم إلى بعض من أجل أن تميل القلوب وتحبه وتريده
الى الباطل ثم تفسد الأعمال ، واحتمال تعليل لفعل الله أن جعل لكل نبي شياطين ليوحي لبعضهم بحكمته ، لتصغى إليه ..
▫ما هي علة قلوبهم ❓
لا يؤمنون بالآخرة .. اي انقسم الناس الى قسمين ، فيحصل الإبتلاء .
ومقتضى اسماء الله وصفاته أن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ..
لذلك يميز الكاذب من الصادق والبصير من الأعمى .. فكل ما يقع هو بإرادة الله وحكمه الا أن يشاء الله وأن بها يحصل التوازن ويظهر حزب الله والشيطان .
📍الحكمة :
ان يستمسك بالحق ويرد الباطل وهذا واجب الإنسان وليعلم أن دين الله منصور والخلق خلقه ولو شاء الله لآمن جميع الناس .
وقفة 📍
خطوات الميل القلوب ( الأفئدة ) ..
الإصغاء ، يرضوه ، اقتراف .. مالت للكلام ثم رضت ثم اقترفت اي اكتسبت وعملت ماهم عاملون .
والإنسان يمكن أن يغمض عينه ولا يسمع لكن لا يستطيع إيقاف القلب .
▪نتعلم :
حقيقة تعاهد القلوب بإيمان ويقين الآخرة . وكل من عاهد قلبه بالإيمان اقبل على الأعمال الصالحه والدعوة والذكر .
🍃قوله ( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًاۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ..)
قل يا محمد لهؤلاء المشركون الذين يعبدون غيره وهو الذي أنزل الكتاب مفصلآ : اتقيد بأوامر ونواهي ..
كيف اتخذ حاكمآ وكل محكوم تحت مشيئته وهو الحاكم وحده لا شريك له .
أفغير :
الهمزة للإنكار ..
▫وأصل الحكم : منع المؤمنين من التعدي على الآخر ، وهي الحديدة التي توضع في الدابة لمنعها من الإنفلات ، والحكمة تمنع صاحبها من السفه والرأي .
▫والذين ءاتيناهم الكتاب : يعلمون أنه منزل من ربك بالحق وبما عندهم من البشارات فلا تكن من الشاكين في حقيقة الأخبار الذي أوحاه الله إليك ، فإذا كان هؤلاء الجهلة يكذبون فهم يعلمون أنه منزل من ربك لما عندهم من الدلائل في كتابهم والحقائق .
قاعدة 📍
الشرط لا يقتضي وقوعه .
🍃 قوله ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )
صدق في أقواله وعدل في أحكامه ، وعدلآ في الطلب والأمر والنهي لأن الكلام - خبر ، طلب ، أمر - فالخبر صدق والطلب عدل .
▫لا مبدل لكلمات الله :
كلمة ربك : كلمات القرآن . لا أحد يعقب حكم الله لا في الدنيا ولا الآخرة وهوالسميع لأقوال عباده العليم لحركاته وسكناته .
وفسرت عدل : بالكلمات الشرعية والقدريه والكونية ، والأخبار عن يوم القيامة ودين الرسول وكلها وقعت .
🍃قوله ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ )
يخبر تعالى عن حال أكثر أهل الأرض من بني آدم من ضلال وظنون كاذبة وعدم يقين .. وتحذير الله منهم .
▫يخرصون :
يتخرصون في القول على الله تعالى ، ويتبعون الظنون .
🍃 قوله ( القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
الله يعلم من يضل عن سبيله واعلم بالمهتدين فإذا علم فسيسره للضلال أو الإهتداء وكل ميسر لما خلق له وهو أرحم بنا من أنفسنا .
▪نتعلم :
أن لا يستدل على الحق بكثرة أهله ولا يدل قلة السالكين أنهم على غير حق بل الواقع خلاف ذلك ، بل هم الأعظمون عند الله قدرآ وأجرآ ..
🍃 قوله ( فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُم بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ )
يبيح الله الأكل مما ذكر اسم الله عليه من الذبائح ، ولم يبح مالم يذكر اسم الله عليه ، كما فعل المشركون من أكل الميتة .
▫سبب النزول :
اتوا قوم الى النبي عليه السلام فقالوا يا رسول الله إنا نأكل ما نقتل ولا نأكل ما قتل الله - الميته -
وهذا من إيحاء الشياطين زخرف القول ..
ثم أمرهم بمقتضى الإيمان إن كانوا مؤمنين أن يأكلوا ما ذكر اسم الله في سائر المأكولات .
🍃قوله ( وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّاحَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ ربك هو أعلم بالمعتدين )
اي شيء يمنعكم وقد فصل وبين ووضح أن الأصل في الأشياء والأطعمة الإباحة اذا لم يرد في الشرع بتحريمها لأن الحرام قد فصله الله وما لم يفصله ليس بحرام .
▫إلا ما اضطررتم :
من أجل الضرورة مباح لكم ثم حذر جهالة المشركين من استحلال الميتة ، وذلك أنهم مجرد ما تهوى أنفسهم بغير علم وحجة يضلون ، والله اعلم بالمعتدين لأنهم أعتدوا وأفتروا فليحذر العباد من الضالين لأتباعهم أهوائهم بغير علم وحسب آرائهم القاصرة .
إضاءة ✨
إن الله يحب الهادين المهتدين الذين يدعون الناس الى الحق والهدى .
🍃قوله ( وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ )
ذكرنا ان المعاصي سبب فساد القلب الذي يؤدي الى زخرف القول فيضلون ..
▫ظاهر الإثم : المعصية في السر والعلانية .. ظاهر الإثم وباطنه قليله وكثيره .
الظاهر أعمال الجوارح من الزنا والباطن أعمال القلوب التي لا يطلع عليها إلا الله تعالى .. ومما لا يحبه الله ويرضاه وأعظمها الشرك والخوف بغير الله .
والمعاصي ما تعلق بحقوق الله وحقوق العباد والعقوبة تكون على المذنب ، سيجزون على حسب كسبهم بما كانوا يقترفون سواء كان ظاهرآ أو باطنآ ، فالله يجزيهم قلة أم كثرة .
▪نتعلم :
▫تحذير الآية من المعاصي صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها .
▫أهمية معاهدة النفس بتخليصها من المعاصي بالتوبة والإستغفار ..
سأل الرسول عليه السلام عن الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ :
( الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ )
معيار يرجع فيه الإنسان الى نفسه عند التردد .. فشرب الخمر واضح لكن هناك من يسوغ له ويقننه بالجواز ، هنا يستفتي قلبه ، لكن لا يترك العلم وحكم ما أنزل الله وسؤال أهل العلم ..
والمراد : ليطمئن ما يجده من إنكار إذا كان حي ناطق بالحق ، أما اذا كان ميت لا .
▫لا يتم للعبد ترك المعاصي صغيرها وكبيرها الا بعد معرفتها من العلم ، اذآ العلم واجب ومتعين على المؤمن .
كثير من الناس من يخفى عليه من المعاصي القلب - الرياء ، الكبر ، سوء الظن - يغفل عنها ، ويعلم بمعاصي الجوارح ، لأن سيجزى الإنسان على قدر ذنبه قل أو أكثر ، وكم من الإستغفار يصعد وتوبه ، لأن عقوبة الباطن شديدة .
🍃قوله ( وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِوَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إنكم لمشركون )
استدل بهذه الآية أن الذييحة لا تحل إلا بذكر اسم الله وان كان الذابح مسلم ، وإذا كان الذابح متعمد ترك التسمية ، ويخرج منها الناسي بالنصوص ، والميتة لأنه لم يذكر اسم الله عليها .
▫من الذي القى هذه الشبه : الشياطين من أجل المجادلة فرد الله عليهم - ولا تأكلوا ..-
لم يذكر الله طرق الإحتجاج والعقل لأنهم لا يؤمنون بالوحي ، فهذا حكم الله وانتهى ، وقد يرد بالتفصيل .
▫وأنه لفسق : أكلكم فسق
أو المأكول فسق إلا لعذر .
وأصل الفسق الخروج عن طاعة الله مطلقا سواء الاكبر وهو كفر ، أو جزئيآ بالمعصية .
▫الشياطين : الجن والإنس .. ممكن شياطين الإنس يوحي للجن والعكس ، ويحتمل شياطين الإنس يوحي لشياطين الإنس .
▫وإن أطعتموهم :
اي شرك الطاعة والإتباع وهو عبادة - عن عدي بن حاتم قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وسمعته يقرأ في سورة براءة { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله } قال أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه .
▪نتعلم :
▫الحذر من التعصب لمذهب فيه مخالفة لأمر الله .
▫الشياطين يقودون القلوب للباطل .. وقد يأتي عن طريق الرؤية وهذا من التلبسات ، فالجاهل يظن هذا حق .
▫شياطين الإنس لبعضها التشجيع والإغراء والتعاضد على الشر .
▫شياطين الجن مع الإنس ، تلبيس الرقاة يقرأون القرآن والإخبار عن الغيب من الشيطان .
🍃 قوله ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كذلك زُين للكافرين ما كانوا يعملون )
مثل ضربه الله للمؤمنين من كان ميت في ضلاله حيران فأحيا الله قلبه بالنور والإيمان ، هداه وفقه لإتباع الرسول عليه السلام والشرع .
ميتا / موت الكفر وموت العاصي .
الحياة / الإيمان والطاعة والهدى .
إضاءة ✨
من كان قبل هدايته ميتآ فأحييناه بنور الإيمان والطاعة فصار يمشي بين الناس بنوره مستبصر بنوره مهتدي بسبيله يعرف الخير فيتبعه والشر فيبغضه وإزالته عن نفسه وغيره ..
كمن خالد في الظلمات ليس بخارج منها - ظلمة الجهل ، الكفر ، المعاصي - التبست عليه الأشياء والطرق فحضره الهم والغم والحزن والشقاق لا يستوون أبدآ .
وقفة 📍
بقدر إيمانك بالقرآن بقدر حياة القلب فكلما عظمت الهداية واكتملت كان ذلك أمكن في الحياة ، وكل ما نقص من الهداية والبصيرة وما أنزل الله ضعف في الحياة ، هناك أموات وهناك نصف أموات وهناك أحياء .
كل ما كمل الإيمان عرف اللذة والسرور والإنشراح .
يجد الحياة في مجالسة اهل العلم فيقوى إيمانه ، يعرف أمور تخفى كثير ، فالعلم حياة .
▫الظلمات :
الجهل ليس بخارج منها لا يهتدي الى منفذ ومخلص مما هو فيه ، الله تعالى رش النور فمن أصابه اهتدى ومن أخطأه ضل .
🔅مناسبة النور والظلمات :
▫النور :
يمشي بالناس في النور وهم في ظلمة ويمشي بنوره وهم يقتسبون منه لحاجتهم ويمشي بنوره يوم القيامة وعلى الصراط .
▪الظلمات :
زين للكافرين ما كانوا يعملون ، زين لهم الشيطان سوء عملهم حتى استحسنوها ورأوها حقا ، لذلك الكفار يتوالون ويربون ابناءهم .. وهكذا يعيش جيل بعد جيل في ظلمات .
💦 يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ 💦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق