الاثنين، 8 مايو 2017

🍋 أترجة التدبر 🍃 ✨وقفات إيمانيّة من سورة الأعراف من آية ( ٣٣ : ٥٥ )

🍃 قوله ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ..)

لما بين الله تعالى ان الذي حرمه المشركون من الطيبات ليس بحرام .. بين أنواع المحرمات :
▫الفواحش : وهي الذنوب التي تناهت في القبح علانية وما كان منها خفاء . قال عليه الصلاة والسلام  ( لا أحد أغيَر من الله عز وجل، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ..)
▫الإثم : كل ذنب وهو أعم من الفواحش وذكرت للتحذير منها من عموم الذنوب وهي المعاصي المتعلقه بالفاعل نفسه .
▫البغي : المعاصي المتعدية على الناس - الدماء ، الأموال ، الأعراض - وهو الظلم والكبر .. وأفرد بالذكر للمبالغه في الزجز عنه .
بغير الحق / لا يكون بغي بحق أبدآ ، فهو تأكيد أن البغي هو أمرآ ليس بحق يأكده الله عز وجل - لأن من بغى عليه ثم انتقم يسمى بغي .
▫وأن تشركوا بالله : شرك وجعلوا له شركاء في عبادته .
▫وأن تقولوا على الله : القول على الله بما لا يعلم في - صفاته وأسماءه  وأفعاله وشرعه - كمن يفتي على جهل يتكلم في الأحكام ، يفسر القرآن والحديث بعلمه .
☁ حتى يبقى الإنسان خليفة لابد أن تصان خمسة ضروريات ☁
تسلسل من أدنى إلى أعظم .

 🍃 قوله ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ )
انذار ووعيد بإقامة الحجة عليهم قبل حلول العذاب ، ثم بين أن لكل أحد أجل معين لا يتقدم ولا يتأخر .
تهديد وتخويف ليجد المرء بالقيام بالتكاليف كما ينبغي له .. كل أمة لها وقت محدد ثم يأتي العذاب فإذا جاء هلكوا .. فلا يتأخرون بالبقاء في الدنيا ساعة واحدة ولا يتقدمون .
الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب وبين شرائعه ، فوقت لهذه الأمة زمنآ عند تكذيبهم الرسل .. 
أمة / اي لكل جيل زمن .
ساعة / لأنها كانت أقل اسم للأوقات في العُرف .

💦 تعلمنا ؛
ذكر الله المحرمات واتفاق كل الأديان على تحريمها وهي محرمة في كل الأحوال .
المحرمات نوعان :
▫محرم لذاته لا يباح بحال .
▫محرم تحريم عارضآ في وقت دون وقت .
▫ليس في أجناس المحرمات أعظم عند الله من القول بغير علم هو أصل الكفر وعليه أسس البدع .
ذك الأول شهوة ، والثاني البغي الغضب ، والشرك بالله والقول على الله فساد .
▫الفاحشة تتناول كشف العورة  .

🍃 قوله (  يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ )
أعاد النداء ليزيد الإهتمام - يا أولاد آدم من أخرج آدم من الجنة - وساوس الشيطان - 
جاءكم رسل من جنسكم البشري ، وهذا أقطع للعذر والحجة عليهم ، يتلون عليكم كتبي لابد من الإتباع وإلا انقسم الناس إلى قسمين .
▫فمن أتقى وأصلح :
حال الناس بعد نزول الرسل ، من أتقى بترك المحرمات والتطبيق بالطاعات فلا خوف عليهم مما يستقبلون ولا حزن على ما مضى .

🍃 قوله ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )
المتكبر لا يتبع ويكذب بالرسل والآيات فهو كذب بالخبر واستكبر عن العمل وأعرض .
استكبر / س، ت .. مبالغه في التكبر .. فهم أهل النار الملازمون لها الماكثون لا يخرجون منها أبدآ ..
كلمة أصحاب : مؤذن بالملازمة .

🍃 قوله ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ أُولَٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَايَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا ..)

▫استفهام أنكاري فيها تهويل .. لا أحد أظلم ممن هذه صفته - كمن أدعى أن لله ولدآ أو شريك - 
▫أولئك : نصيب مكتوب في اللوح المحفوظ من أرزاق - نبآ لهم ما قدر لهم من سعادة أو شقاء وسيكون واقع بهم لا محالة .
▫ويحتمل المراد / القرآن أخبر عن عقوبة المكذبين فيكون تحقيق بما أخبر به .
▫حتى إذا جاءتهم رسلنا : ينالهم ماكتب لهم في الدنيا من نصيب الى أن تأتيهم الملائكة لقبض الروح .
الرسل المقصود بهم الملائكة .. وهو ملك الموت وأعوانه يقبضون الأرواح ..
▫ الله تعالى اسند قبض الروح الى نفسه ، وأسندها في ملك واحد ، واسنده في آيات كثيرة للملائكة .. ولا يمكن أن يقع وفاة أحد إلا بمشيئته .
📍وقفة :
اسناده لملك الموت لأنه الرئيس الموظف لقبض الأرواح وله أعوان كثيره ، حتى تبلغ الحلقوم فيأخذها .
▫ماذا تقول الملائكة للكفار عند قبض الأرواح ؟
توبيخ وتهكم وتيّأييس  ، اين الذين كنتم تزعمون من دون الله ، قال الكفار ضلوا عنا تركونا غابوا عنا ما نفعونا .. إذآ أعترفوا بذنبهم وأقروا على أنفسهم .

🍃 قوله ( قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُممِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَاحَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا ..)
اي ادخلوا معهم انتم وهم في النار من على شاكلتكم وصفاتكم من الجن والإنس 
- قدم الجن على الإنس لأنهم الأصل في الإنحراف والضلال -
كلما دخلت أمة جماعة النار شتمت ولعنت من سبقها لكراهة دينهم ولأن بعض الأمم بقت على ضلالهم فاتبعوهم لذلك لعنوهم ، يلعن المشركون المشركون - يلعن اليهود اليهود - يلعن النصارى النصارى - المجوس وهكذا .
▫حتى إذا إداركوا :
اجتمعوا فيها الأولين والآخرين قال أخرهم دخولآ وهم الأتباع لأولاهم من القادة المتبعون - الأشد جرمآ هو أول من يدخل النار -
ربنا هؤلاء هم الذين أضلونا عن سبيلك ، فضاعف عذابهم عن الضلال وعذاب عن الإضلال ، فقال الله تعالى للإتباع الذين يدعونهم لكل منكم ومنهم زيادة العذاب ، لكن لا تعلمون مقدار العذاب فكلآ يأخذ ما يناسب . 
▫الإتباع أخذوا ذنوب أنفسهم وذنوب من وقع الإضلال بهم - كأن ينشأ كافر ولده على الكفر فصار تابع ومتبوع .
والله تعالى عدل لا يظلم أحدآ ، ومضاعفة العذاب لإنهم يقلدونهم تقليد أعمى ويتعصبون ولا ينظرون للآيات والمعجزات .
🍃قوله ( وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ )
اي بسبب ما تكسبون في الدنيا من المعاصي تعاقب الذين كفروا وحرموا .

💦 تعلمنا :
▫جميع الرسل بلغوا فمن اتبع ترتب عليه الأمن من الخوف والحزن بإتباعه ، ام التكذيب والإستكبار ترتب عليه الخلود في النار .
▫أن الجن مكلفين وكفارهم يدخلون النار .
▫المكذبون مخلدون في النار وإن كانوا متفاوتون بحسب ظلمهم وأعمالهم وأن مودتهم في الدنيا ستنقلب في الآخرة الى لعن .

🍃قوله ( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي  ... )
عقاب من كذب واستكبر ولم يؤمن بالآيات ، حكم عليهم باليأس من كل خير ، هؤلاء لا يصعد لهم في حياتهم الإيمان ولا قول ولا عمل .. 
▫ولا تفتح لهم باب السماء : 
•لا تفتح ولا يرفع لهم عمل صالح لأنها مردوده .
•عدم إجابة دعائهم .
•لا تنزل البركات ولا الرحمات لأنهم كفار .
•لا تفتح لأرواحهم السماء عند الموت .
ولا يدخلون الجنة أبدآ كما لا يدخل البعير في ثقب الإبرة .
يلج : تضييق 
سم : ثقب
الخياط : الإبرة  
وذكر لأن يضرب فيه المثل في ضيق المسلك ، لايمكن أن ترى جمل يدخل في سم الخياط ، لو كان دخولهم الجنة غاية ، لكان غايته دخول الجمل وهذا لا يمكن .
وخص الجمل لأنه أكبر الحيوانات جسم عند العرب مع أضيق المنافذ الإبرة .
وقرأت / الجُمّل : اي الحبل الغليظ حبل السفينة .
▫وجزاءهم حرمانهم من الخير بذكر عذابهم .

✨إضاءة :
▫الجزاء من جنس العمل ، فكما لم تصعد الأرواح من ايمان ومعرفة الله ، كذلك لا تصعد بعد الموت أرواحهم .
▫الأرواح إما أن تكون سعيدة ينزل عليها من السماء خيرات وإما أن ترفع الأقوال والأعمال ، فالسماء موضع بهجة الأرواح وأماكن السعادات .

🍃 قوله ( لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ )
فراشهم من تحتهم نار ومن فوقهم غطاء من نار ، فالنار محيطة لهم من كل جانب ، لهم - غطاء ، فراش ، لحاف من نار - انتفاء الراحة في جهنم . 

🍃قوله ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَاأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )
صدقوا انقادوا بالإيمان وعملوا بما أمرهم وتركوا ما نهاهم ، جزاءهم اصحاب الجنة .
( لانكلف نفسآ ) جمله إعتراضية ، لماذا ؟ 
لدفع توهم قد يتوهم أن هؤلاء قاموا بكل الأعمال الصالحة المقدور عليها وغير مقدورة ، هذا غير صحيح لأن الله لا يكلف نفسآ إلا وسعها ، لا يكلف إلا مايقدر عليه ولا يعجز عنه الإنسان وهم أهل الجنة دون غيرهم ماكثون لا يخرجون منها .

🍃 قوله ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ ..)
▫نزعنا : قلعنا من صدور أهل الجنة الكراهية ، الحسد ، البغضاء .. كل جرائمهم في الدنيا ، حتى يكونوا في الجنة متحابين .. والأعلى يزور الأدنى لكن لا حسد بينهم لأنها منزوعة .
▫الغل : الرباط الذي يكون في العنق ، فكأنه يربط القلب فلا يهنأ الإنسان براحة ، لأن قلبه مربوط ، مايلتذ بالعيش يحمل الغل على المسلمين هو اول من يعذب حيث يتكدر وينغص لذلك .. هذا نفاه الله عن أهل الجنة نزعها من صدورهم .. تجري من تحتهم من بين إيديهم يرونها من علو ومن تحت قصورهم وهم سعداء يتكلمون ..
▫الحمد لله الذي وفقنا للإيمان والعمل الصالح الذي أكسبنا هذا النعيم ودخول الجنة ، وما كنا لنوفق لولا أن وفقنا الله بفضله ورحمته ، وهدانا للجنة ومنازلنا فيها ، فإن لم يهدنا الله لن نهتدي .
▫حديث : قال عليه الصلاة والسلام ( لن يدخل أحد منكم عمله الجنة قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة )
▫لقد جاءت رسل ..:
ربنا بالحق في الدنيا الحق الذي لاشك فيه فهم سعداء بإتباعهم ويقرون ذلك ، فهذه حالة إبتهاج بتذكرهم أسباب الهداية، وهم معجبين بمطابقة ماجاء به الرسل ووعدوهم ورأوه ، وثناء على الرسل ، والشهادة بالصدق مع الثناء على الله .
▫ ونودوا : أهل الجنة ان الجنة أورثتموها بسبب طاعتكم فنلتم رحمته وبوأكم الجنة ومنازلكم ومنازل الكفار لو ءامنوا وعملوا الصالحات ، اعطاكم الله عطية هنية لا منازعه مع البقاء ، خالدين مورثون كما يبقى المال للموروث ، بحسب أعمالكم .
▫قال عليه الصلاة والسلام ( ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعدة من الجنة ومقعده من النار، فقالوا: يا رسول الله ففيم العمل؟- يعني إذا كانت مقاعدنا معلومة فلم العمل؟- قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له ..)
📍وقفة :
كيف نجمع بين من يدخل الجنة بعمله - ورواية برحمته ؟
تدخل برحمته بسبب عملك الجنة لكن الجنة ليس عوض لعملك - جزاء عظيم مقابل أعمال بسيطة لكن العمل سبب لدخولها وانما يدخل الجنة برحمة الله إذا أخذ السبب ، لابد العمل بالسبب الذي جعله الله سبب للدخول فلن ينال الرحمة الا بالإجتهاد بالعمل الصالح ولا يركن له وإنما يدخل بفضل الله .

💦نتعلم :
▫اهل الجنة نجو من النار بعفو الله وادخلوا الجنة برحمته واكتسبوا المنازل وورثوها بالأعمال الصالحه .
▫ان العمل الصالح سهل بقوله ( لا يكلف نفسآ ) فالجنة على عظم محلها يوصل اليها بالعمل السهل  ، فليتقي الله بحسب استطاعته .
ان العمل فضل من الله والترغيب بإكتساب النعيم .
▫نزعنا ماضي تحقق الوقوع من نزاع الغل .
▫تشبيه أهل الجنة بالوارث والموروث لأن من لا يؤمن جعل منزلته للمؤمنين فأشبه الميراث .
▫استحقاق العامل عوضآ عن عمله الجنة .

🍃 قوله ( وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ ...)
نادى أهل الجنة أهل النار بعد الإستقرار هل وجدتم ما وعد ربكم حقآ ، قالوا نعم ، فنادى منادي بصوت عالي بين الجنة والنار أن لعنة الله على الظالمين الذين يعرضون عن الإسلام وان الدين أعوج غير مستقيم .. وجدنا من ثواب العمل الصالح بإيماننا ، فهل وجدتم العذاب بكفركم ، قالوا نعم وجدنا حقآ فاعترفوا ، والإستفهام من الشماته ، لأن أصحاب الجنة يعلمون وكانوا اصحاب النار يتغامزون ويضحكون لذلك كان تحقير ..
فأذن مؤذن واعلم بصوت مرتفع باللعن وابعاد الخير ورحمته لزيادة اليأس والدعاء عليهم بالتحقيق والخلود .

🍃قوله ( الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ )
يصدون عن سبيل الله ويظهرون الإعوجاج في الدين حتى لا يتبعه أحد يوهموا الناس النقائص لينفروهم عن الدين ويوم القيامة جاحدون مكذبون ، يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ، والوعد لكل الناس - عام - لمن كذب وأعرض ،،

🍃قوله ( وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ )

▫هناك من خفت موازينه وهناك من رجحت ، اناس رجحت حسناتهم على سيئاتهم هذا السعيد المفلح ثقلت موازينه بالحسنات .
▫ هناك من رجحت سيئاته على حسناته هذا لو كان مسلم يدخل النار يهذب فيها وينقى ويخرج منها ويدخل الجنة ، وان كان كافر يبقى في النار خالدآ فيها .
▫هناك من استوت حسناته وسيئاته هؤلاء أصحاب الأعراف ، مكانهم بين الجنة والنار يطلعون على هؤلاء وهؤلاء ، لأن المكان مرتفع فيكون حجاب حاجز يسمى عرفآلإرتفاعه  - عرف الديك -   
📍وقفة :
▫ذكر ابن تيمية رحمه الله ..
وقد يفعل مع سيئاته حسنات توازيها وتقابلها فينجو من النار ، لكنه لا يستحق الجنة ، فيكون من أصحاب الأعراف وإن كان مآلهم الى الجنة ، فلا تقرب  لهم الجنة لأنهم لم يأتوا بالخشية والإنابة فهم في برزخ عالي يبقون ماشاء الله ثم يدخلون الجنة وهذا من عدل الله تعالى ، لكن الأعراف ليس مستقر إنما المستقر إما الجنة وإما النار .
▫وقيل أن الأعراف إذا عيروا الكفار وأخبروهم ما اغنى عنكم استكباركم ، تقول الملائكة أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم رحمة أدخلوا الجنة .. الآية - فجعل السابقين الى الجنة يتفاوتون لا يعلمه الا الله . 
▫وسمي رجال لأن العرب تسمى المرأة رجلّة فهم - رجال ، ونساء- 
والرجال يعرفون كلآ بسيامهم  بعلامات أهل الجنة  - بيض  الوجوه ، حسان ..-
 وأهل النار - سواد ، زرقاء ، قبح الوجوه - 
نادى رجال أهل الجنة بالتحية سلام عليكم - سلم من الآفات وصرتم بمأمن وأنكم صائرون إلى الجنة .. لم يدخلوها - الأعراف - وهم يطمعون في دخولها برحمة الله عز وجل .
- ما جعل الطمع في قلوبهم إلا لكرامة يريدها لهم -
ونداءهم بالسلام يأذن أنهم في إتصال بعيد عن الجنة وقولهم سلام أنهم كانوا يطمعون أنهم من أهل الجنة والطمع الشيء القريب المنال ، لأن دخولها أمر قريب بالنسبه لهم فاطمعوا بدخولها خلاف لأهل النار .. والسبب 📍
أنهم أهل إيمان وعندهم من الأعمال الصالحة لكن ما رجحت .. لضياع أوقاتهم وعدم إستثمارها ..
 
🍃 قوله ( وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )
بين الله أن أصحاب الأعراف  ربما نظروا تارة الى الجنة وربما أجبروا على النظر لأهل النار لهول المنظر لايقدر أحد ينظر لذلك قال صرفت لأن ليس عن إرادة منهم ، فأبصروا مابهم من عذاب ، فادعوا الله قائلين ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين .

🍃قوله ( وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ )
الأعراف ينادون رجال يعرفونهم بسيماهم بأعيانهم وعرفوهم في النار بعلامات ..
السيما : المراد بها المشخصات الذاتية يتميز بها صفات معينة وليس سيم يتميز بها كل أهل النار .. فمثلآ يرون ابو جهل ، فيقولوا لهم ماذا نفعكم من جمع الدنيا ( اولاد ، مال ، جنود ، استكبار عن الحق ) ما أغنى عنكم جمعكم وتكبركم .

🍃قوله ( أَهَؤُلاَءِ الَّذِينَ أقْسَمْتُمْ لاَ يَنالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَة ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ )
اأقسمتم أن لا ينالهم رحمة - كلام أهل الأعراف - أهؤلاء الضعفاء الذين أدخلوا الجنة هم من أقسمتم أن لا يدخلهم وقد استهزأتم بهم وأنهم ليس على خير .
وقيل أن الأعراف لما عيّروا الكفار بتخلفهم عن الجنة ومآلهم الى النار .. بعد القسم أن الله لا ينالهم رحمة ، هنا تقول الملائكة أدخلوا الجنة يا أهل الأعراف لا خوف عليكم ولا حزن .
💦نتعلم :
▫والأعراف من بني آدم وليس ملائكة .
▫ان الأعراف في مكان مرتفع بين الجنة والنار .
▫اصحاب الأعراف آخر من يدخل الجنة .
▫الحث والحرص على العلم والحث على الخير وإن كان مثقال ذرة .

وإذا صار أهل الأعراف للجنة قيل طمع أهل النار فيقولوا لنا قرابات في الجنة نكلمهم .

🍃قوله ( وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَامِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ ..)
دليل على ذلة أهل النار ومسألتهم وحاجتهم  لأهل الجنة من شراب وطعام لقولهم أفيضوا لما أصابهم من شدة الجوع والعطش ، صبرا علينا من الماء أو من أكل الجنة ، فيقولوا أن الله حرمها على اهل النار.
ينادي الرجل اباه أخاه فيقول قد إحترقت فاقض علي من الماء فيقال أن الله حرمها على الكافرين .

🍃 قوله ( الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ )
اتخذوا الدين الذي ادعوه واستهزؤا بكلام الله ورسوله والمؤمنين ، وخدعتهم الحياة الدنيا بزينتها ، فاطمأنوا بها وأعرضوا عن الآخرة وهي الغفلة .
فاليوم نتركهم كما تركوا الإستعداد ليوم الآخرة فنعاملهم معاملة النسيان .. نسوا الله فنسيهم من الرحمة وأعرض عنهم وتركوا في النار .
▫حديث قدسي / قَالَ :  يَلْقَى الْعَبْدُ رَبَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ : أَيْ فُلُ ، أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ ، وَأُزَوِّجْكَ ، وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالإِبِلَ وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ ، فَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلاقِيَّ ؟ فَيَقُولُ : لا ، فَيَقُولُ : فَإِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي ..)

🍃 قوله ( وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
يقسم الله - ولقد - بالقرآن الذي فيه الحق وصلاح الخلق في كل زمان ومكان ، اذا كان حال جحودهم من الجهل ولقد اتيناهم العلم مفصل بأحوال العباد وما يصلحهم وما لا يصلحهم في الدنيا والآخرة .. ولم يلتزموا بالكتاب ولا انقادوا استحقوا العقاب .

🍃قوله ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ ..)
تهديد للكفار :
هل ينظرون بمعنى التفسير بمعنى ما يأول اليه الشيء اي ينتهي إليه ، بمعنى فعل المأمور ووقوع المخبر به ، هل ينظرون الا ما أخبر الله به عن الجنة والنار والبعث ، يوم يأتي تأويله ويقع ما أخبر به يوم القيامة من تحقق ما وعد القرآن من حساب وعقاب ، يقولوا الذين تركوا العمل متندمين قد تبين أن رسل ربنا حق وجاءوا بالحق ، فيقول الذين كفروا هل لنا أن نرجع للدنيا لنعمل صالح ، هل لنا من شفعاء ، يقول الله قد خسروا أنفسهم بدخولهم النار والخلود فيها .
📍وقفة :
▫سؤالهم الرجوع للدنيا إنما يريدوا دفع العذاب عنهم ، فهم كاذبون في مقصودهم .
▫ابن آدم لا يستغني عن الطعام والشراب حتى وهو يعذب وطلبهم للماء والطعام لما في بطونهم من لهيب وحراق فقدموا الماء لأن من كان في سموم وحميم بحاجة للماء البارد وأشد من الطعام .
▫سقي الماء من أفضل الأعمال وأدومها عند الحاجة .
▫قوله لقوم يؤمنون ، لأن لا ينتفع بالقرآن الا المؤمن ، كلما كان أكثر إيمانآ كان أكثر إنتفاعآ .
▫قولهم هل لنا من شفعاء فهم يسألون عن اي شفيع حتى لو كان الرسول عليه السلام .. النتيجة الخسران .
 
🍃 قوله ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ..)
ربكم يشعر بالتربية وكثرة الفضل والإحسان ، الذي خلق السموات والأرض المعبود وحده لا شريك له وما بينهما في ستة ايام - من الاحد الى الجمعة - ويوم الجمعة خلق آدم ويجمع الخلق كلهم .
يوم السبت لم يقع فيه خلق لأنه السابع لذلك سمي القطع .
تنبية 📍
اراد الله أن يعلم الناس التدريج والتمهل في الأمور ليقدروا عليها وهو القادر سبحانه .

ثم استوى على العرش علوآ يليق بجلاله بلا تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل وهو عظيم يسع السموات والأرض وما بينهما ويسع الكرسي ، استواء يليق بجلاله ، واحتوى على الملك ودبر المماليك واجرى عليهم أحكامه الشرعية والكونية ، لذلك قال خلق الليل بطلامة والنهار بضياءه كلآ منهما يطلب حثيثا ، لا يتأخر عنه الشمس ولا القمر .. خلق هذه الأوصاف بالكمال دل على عظمة الخالق وقدرته ، والإحكام والإتقان في الخلق دل على كمال حكمته وما فيه من منافع ومصالح دل على سعته ورحمته وعلمه وانه الإله الحق المتصرف وحده .
تبارك : تعاظم في نفسه وذاته ، فكثرة بركاته واتسعت رحمته .

🍃 قوله ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )
▫دعاء المسألة يارب اعطني .
▫دعاء العبادة .
ادعوا ايها الناس خالقكم مدبر شئونكم تضرعآ أذلاء خاشعين خاضعين ، حققوا ذلك في الدعاء .
🍀 فوائد الدعاء خفيّة :
▫أعظم إيمان لأنه يعلم أن الله يسمع .
▫ادب وتعظيم وابلغ في حالة التضرع والخشوع .
▫روح الدعاء بأن تستشعر من تسأله فهو لب الدعاء .
▫الإخلاص وجمع القلب وابعد عن التقاطع والتشويش لأن لا أحد يعلم به .
▫لا يتفطن له أحد من الأرواح الشريرة من الجن والإنس .
▫دال على قرب صاحبه من القرآن .  
▫ادعى الى دوام القلب والسؤال فلا يتعب اللسان والجوارح .
▫حفظ من الحسد .
لا يحب المعتدين :
الإعتداء بعدم التضرع ، الله لا يحب المتجاوزين في في الدعاء وغيره - كأن يسأل الله الخلود في الدنيا -
✨اضاءة : 
الدعاء سلاح فإذا اقترن بصاحبه التضرع وابتعد عن المعاصي وراعى بركة الزمان والمكان والحّ بالدعاء وصادف وقت إجابة وحسن ظن بالله والدعاء بالأسماء والصفات أن شاء الله تكون الإجابة .

💦 اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة 💦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق