الاثنين، 22 مايو 2017

✨وقفات إيمانيّة من سورة الأعراف من آية ( ٨٥ : ١٠٢)


🍃قوله ( وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا... )
🔺فائدة :
▫إذا ذكر أصحاب الأيكة يقطع النسب ، وإذا ذكر مدين يذكر أخاهم لعدم وجود كلمة الشرك . 
▫مدين من أبناء إبراهيم سكنوا المكان وصارت قبيلة  وأخذت بإسمه .
دعاهم أخاهم شعيب -في النسب - الى عبادة الله وحده ونهاهم عن الفساد في الأرض ، وبين لهم حجة واضحة من خالقكم ومدبر شئونكم على أصدق ما جئتكم به ، ثم ذكر لهم أمر عرف به من الفساد وهو يبخسون الناس حقوقهم كانوا ينقصون عند الكيل بالإحتيال لأخذ ما لديهم بدون ثمن .
▫البخس : من أكبر المظالم ولا يخص المكيال والميزان إنما تكون في جميع التعاملات الإجتماعية .. فلما منعهم من النقص والتنقيص بجميع الوجوه - سرقه ، رشوه -
▫لا تفسدوا : 
في الأرض بالشرك والمعاصي وظلم الناس بعد أن أصلح الله الأرض ببعث الرسل وإنزال الكتب .
✨إضاءة :
اصلاح الأرض بتطبيق شرع الله بالأوامر وترك النواهي ، الدعوة الى الناس بالخير والدين والصلاح .
▫ذالكم خير لكم :
هذا الذي أمرتكم به من الإخلاص في العبادة والإفاء وترك الفساد في الأرض هو خير لكم - وهذا تأكيد من شعيب لهم - 
🔺فنفي الخير الكامل عن تلك الأعمال الصالحه إن لم يكن فاعلوها مؤمن حق الإيمان .

🍃قوله ( القول في تأويل قوله : وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَوَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلا ...)
اي لا تجلسوا في كل طريق - قطاع الطرق - تهددون الناس بالقتل أو العذاب إن لم يعطوكم أموالكم ( حسي )
أو أرادوا الإيمان بالله وإتباع شعيب ( معنوي ) 
☁ يقال لشعيب خطيب الأنبياء ، لفصاحته في الموعظة ☁
▫تبغونها عوجآ :
يريدون الطريق مائل عوج تابعه لأهوائهم وشهواتهم ، لما كان طريق الدين أهم خصه بالذكر .
▫وتصدون :
الصد عن سبيل الله المنع عن التعلم أو طاعة الله بالعمل به وتسهيل أمور المعصية بالصرف عن إتباع شرع الله .
▫غايتهم :
يودون أن تكون سبيل الله معوجآ يلتمسون الزيغ عن سبيل الله بإلقاء الشبه وأن التشدد باطل - يسمونه تشدد وهو تطبيق - تميلون إتباع لأهوائكم .
▫واذكروا إذ كنتم قليلآ :
تذكير بالنعمة كانوا قليل العدد مستضعفين فصاروا أعزة وأقوياء .
▫ثم حذرهم بالنظر الى آخر أمر المفسدين بالشرك والمعاصي من الأمم السابقة الذين حل عليهم العذاب والخزي .
📍وقفة : 
الأشياء الموجبة لردع الإنسان من الوقوع في المعاصي /
التذكير بالنعم وبالأمم السابقة ، وأن الإيمان يثمر العمل الصالح .

🍃 قوله ( وَإِن كَانَ طَائِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَّمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ )
اي جماعة منكم آمنت بما أرسلنا وجماعه لم تؤمن ، فانتظروا حكم الله بيننا ، ليفصل بين الفريقين ، بنجاة المؤمنين وهلاك الكافرين .

💦 تعلمنا :
▫رسالة الرسل واحدة وهي الدعوة الى التوحيد .
▫عادة الرسل اذا رأوا قومهم مقبولين على الفساد بدأو به للدعوة ، كشعيب لما رأى قومه مشغوفين بالبخس والكيل بدأ به .
▫نتعلم من الأنبياء تصحيح العقيدة - بمعرفة الله من القرآن -ثم أبرز معصية .
▫ترك المعاصي إمتثال لأمر الله وتقرب إليه خير وأنفع للعبد من إرتكابها الموجب لسخطه وعذابه .
▫ان الله تعالى لا يأمر الا ما هو نافع ولا ينهى الا عن كل ضار .
▫التوحيد وإجتناب نزعات الشرك وتطبيق العبادات ترفع قدر الإنسان .
▫ترتقي الأخلاق ، الأعمال ، السلوك بطهر العقل فيرتقي عن الأوهام والخرافات .
▫الذلة لا تكون لغير الله تعالى .
▫العبادة تربي الإنسان - كالصيام يتدرب على الصبر والتحكم بالنفس .
✨إضاءة :
💦 ملكات الفضائل لا تطبع في الأنفس إلا بالتربية الدينية .💦
▫المؤمن يثاب على عمله لأنه مبني أساسآ على الإيمان ، أما الكافر ولو كانت أعماله صالحه فهيا فاسدة لأنها غير مبنية على أساس الإيمان ففعله ليس خير له في سعادة الآخرة لأن لا ثواب له .
▫تذكير عاقبة المفسدين وما لحقهم من خزي .
حكم الله بين الأمم الحق وأن أقربها للعدل وإصلاح الأرض هم المنتصرون .
▫كثير ما يوجه الأنبياء أقوامهم بالتذكير بالنعم لأنهاتحمل على الطاعة وتبعد عن المعصية .
 
📍وقفة : 
احترام الواجب الذي تصبه الله لعباده وذلك :
▪احترام الحرام والحلال من غير تبديل ولا جدال ولا تسخط  ، لأنه السبيل الذي نصبه الله لعباده .
▪نصر هذا الدين بالدعوة إليه والذب عنه ليصلوا لدار كرامته .

💠 حاصل ما أمر به شعيب عليه السلام من قومه :
▪حفظ حقوق المشري من قوله ( أوفوا الكيل والميزان )
▪حفظ حقوق البائعين .
▪طلب الهداية وحفظ حقوق حرية العباده لله عز وجل .
▪كيف أن الله كثرهم بعد قلة ، فكيف تبخسوا الكيل والميزان ، مقابلة النعمة بالكفر بها .
▪ - تذكير النعمة بإعتبار النقمة - غضب عليهم بإستئصالهم .
▪الثناء على الله بحكمه العدل الذي لا يحتمل الظلم عمدآ ولا خطأ .

🍃 قوله ( قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ )
الملأ ؛ الرؤساء الذين تكبروا عن الإيمان وبشعيب واتباعه وقومه .
📍وقفة ؛
أكثر العلماء بينوا أن الأنبياء لم يكونوا مشركين أبدآ .. 
فلماذا قالوا أو لتعودن في ملتنا ❓
قالوا ؛ أن العرب تطلق لفظ عاد إطلاقين / 
١-عاد الى أمر كان سلفآ .
٢-عاد بمعنى صار الى الكفر .
🔺شعيب معه جماعة من قومه ءامنوا كانوا كفار ثم ءامنوا وكانوا كثير وهو رجل واحد فاعبروا بإسم الأغلبية فصار الخطاب أو لتعودن .
فهدد بالطرد إذا لم يعود لملتهم .

💠 كيف أيسهم من أن يصير في ملتهم :
١- من جهة الكراهه لملة الشرك ، ولعلمنا أنها باطلة  .

 🍃 قوله ( قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا ۚ وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا ۚ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ ..)
٢- ماهم عليه من الكذب وفعل مايوجب سخط الله عليهم .
٣- عدم العودة بإعترافه بمنة الله عليهم بالهداية إذ أنقذهم ونجاهم من الشرك والظلمات  .
٤- وأنه لا ينبغي أن نعود لملتكم بترك دين الحق إلا أن يشاء الله - سبق في علم الله إنا نعود لأن مشيئته تابعه لعلمه وحكمه لا مفر عما جاء الله وقدر .

📍وقفة : 
ليس المقصود بالمشيئة أن الله شاء الكفر وإنما الكونية التي في علم الله وسيحصل ولابد ، فلا يقع في الكون من تحريك أو تسكين إلا بمشيئته سبحانه ، وأدب مع الله بتفويض العلم بالمستقبل الى الله فالله يعلم ولا يخفى عليه ماكان وما سيكون ، والكناية عن سؤال الدوام يارب ثبتنا .
▫تفويض والتسليم على الله وحده بتوكل جميع الأمور .. بالدعاء افتح بيننا وبين قومنا بالحق اي انصرنا عليهم . 

🌀 الفتح نوعان :
١- فتح العلم أن يتبين لك الحق من الباطل .
٢- الفتح بالجزاء والحكم وإيقاع العقوبة على الظالمين والنجاة للصالحين .

🍃 قوله ( وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ ، فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ )
لما تحقق اليأس علموا أنه ثابت فخافوا أن يكثروا المهتدين من قومه فاحذروهم من اتباعهم لشعيب وترك دينهم بالخسارة الدنيوية .
فأخذتهم الرجفة الزلزال الشديد فأصبحوا في دارهم لاصقين في الأرض خامدين لا حياة فيهم ، بسبب الكفر والإلحاد .
🔺عذابهم :
سحابة أضلتهم فيها الشرر واللهب - قيل ان الظل صار نار فأحرقتهم - ، ثم جاءتهم صيحه من السماء صاح بهم الملك صيحة شديدة فلما صاح اهتزت بهم الأرض وزلزلة برجفة شديدة وقوية  .

▫كأن لم يغنوا فيها :
صارت خالية كأن لم يكونوا عايشين ولم يعمروا الدور والأسواق .
▫فتولى عنهم :
بعد ما أصابهم العذاب .

🍃 قوله ( الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ )
هلكوا كأنهم ما أقاموا في بلدهم ولم يتمتعوا فيها من قبل ، والخاسر الهالك هو من كذب شعيب فخسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة بسبب شدة تمردهم وما هم فيه من الضلال .

🍃 قوله ( فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ )
أنصرف عنهم شعيب بعد العقاب وقال توبيخ لقد نصحتكم واردت الخير لكم ونهيتكم عن الشرك ولم تقبلوا نصحي وتنقادوا لقولي ، فكيف أحزن على قوم لا خير فيهم من الكفر والتكذيب بي .

💦 نتعلم :  
▪أمر الدين هو الأعظم عند المؤمن والمؤثر في الدنيا ، شعيب لم يؤثر التمتع والإقامة في بلدهم ومجاورة الأهل على الكفر بل قدم مرضاة الله .
▪افترق عنهم بعد أن كان أخاهم ، لأن أفترق مصيره عن مصيرهم - انقطع صلة الأنساب والأرحام -
▪الميزان في الإرتباط بين الناس الدين .
أعداء الله لا يأسى عليهم ولا يحزن لأنهم اعداء الدين .
▪ تبين أهمية الإتباع لأن من لا يتبع دين الله فيه كبر . 
▪قصص الأنبياء نماذج من الكبر بعدم الإتباع فكانت الهلكة .
▪من القصص لتحظنا مع الشرك بالله أنواع من الفساد - الترف ، الكبر ، الفواحش ، فياد الأخلاق ، شذوذ جنسي ، فساد إقتصادي .
📍تنبيه :
الحذر من إتباع الأولياء في الفساد ، لابد من اليقظة لأن الكبر أحد سكراته الغفلة .

🍃 قوله ( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ  )
بين تعالى ان هذا الجزاء من العذاب قد نزل لمن قبلهم من العذاب .
والعلة في ذلك : ما يرسل نبي  يدعوهم الى التوحيد الا كذبوه ، فأخذنا أهل هذه القرية بإبتلاهم بالشدة والفقر والأمراض والأموال لعلهم يرجعون الى الله ويتضرعون ويخشعون ويبتهلون الى الله وينيبون إليه بالدعاء بترك الكفر والتكذيب واتباع الرسل والإبتهال ان يكشف ما نزل بهم .
ما الذي حصل ❓
استمروا على المعصية والطغيان .

🍃 قوله ( ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوا وَّقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ ..)
استمرار الشدة الى رخاء من عافية الأبدان وجريان الأرزاق .
حتى عفوا / كثرة الأموال والأولاد .
🔺الضراء :
وسيلة تنبيه للغافل يتذكر الإنسان له رب فيعود ، ام من استمر سيبتليه الله بالعمياء ، بدلنا السيئة الحسنة من عافية الأبدان ورفع الإبتلاء حتى انبسطوا في فضل الله فنسوا أمر الله .. وقالوا هذا عادة آباءنا وسنة الله أن يصيب بالبأساء والضراء . اصابت الدهر على حسب الزمان ، تارة لك وتارة عليك فلم يستشعروا أمر الله وأنها موعظة 

▫بخلاف المؤمن :
في السراء شاكر ومتحري أن يرضى الله عنه ، وفي الضراء صابر ومحتسب .

▫أخذنا أهل القرى :
بغتة فجأة في حالة السكر الفرحة والنعمة وهم لا يشعرون بالعذاب ، وما خطر ببالهم أن يأتيهم العذاب وهم لا يشعرون به .
💠 درر ابن الجوزي :
أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة ، وأشد من ذلك أن يقع في السرور بما هو عقوبة كالفرح بالمال الحرام والتمكن من الذنوب ، ومن هذه حاله فلا يفوز بالطاعة .

🍃 قوله ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )
يخبر الله عن قلة إيمان أهل القرى الذين أرسل فيهم الرسل ، سواء كفار أو مسلمين قليل الإيمان .. 
بين الله لو أنهم أطاعوا : من التضرع والإيمان وصدقوا بما جاء به الرسل من الوحي واتقوا الله بترك المحرمات لفتح الله عليهم من السماء والأرض بركات فأنزل المطر وأنبت الزرع بأنواع النبات .
بالإيمان وفعل الطاعات تسعد المجتمعات ويعم الأمن والرزق والخيرات .

📍وقفة :
الإيمان لا ينفع إلا بالعمل اذا كان على حال يرضي الله ظاهرآ وباطنآ فليبشر بوعد الله ، فتح وبركات مغموره وليس محصورة وليس بركة واحده وانما أنواع من الأجناس والأحوال ما ينزل من السماء ويخرج من الأرض .. ولا فائدة برزق لم يبارك الله فيه .
🔺قد يعطى قليل المال ولكن معه البركة ، وهناك من يضيق الله عليه لأن الله يريد لهم الخير ورفع الدرجات .
🔺ليس البركات فقط في المال ، بل في الأولاد بصلاحهم وهي أعظم البركات .
🔺بركة الصحة بالإيمان بالله تأتي العافيه والشفاء من اللأمراض .

▫ولكن كذبوا :
اتاهم العذاب والهلاك بسبب الذنوب فمحقت البركة .

🍃 قوله ( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ ، أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ، أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الخاسرون )
ردع الإنسان عن العصيان ، ابعد ذلك يظن أهل القرى الكافرة أن يأتيهم عذاب شديد وهم نيام ، أو يظن أنهم في مأمن ان يأتيهم وهم غافلون في أول النهار .
▫مكر الله : الإستدراج بالنعم من مكر الله ، ومكره أن يوصل العقوبة لمن يستحقها من حيث لا يشعر وهذا عدل فيه ، وهذا إنكار على أهل القرى أنهم جمعوا بين الكفر والتكذيب وعدم خوفهم من بطش  الله ، فأخذهم العذاب بإستدراج النعم مع الإقامة على الكفر وإصرارهم على الكفر .. فهم الخاسرون الذين أضاعوا عقولهم فجلبوا لأنفسهم ما يضرها .
🔺تنبيه :
لا ينبغي للمسلم أن يكون آمن فمع الإيمان لايزال خائف ، فهو وجل أن يبتلى بالفتنة ، وان يضع ربه عليه العدل فلا يبقى له حسنة ، يعرف الله بعظمته فيكون خائف أن يغضبه ، وهكذا القلوب المؤمنه حذره خائفه .

💦نتعلم :
▫متى يأمن العبد من مكر الله ، إذا كان خائف في حالة الرجاء والخوف .. اذا غلب الرجاء على الخوف فلا يأمن مكر الله .
▫لأن اذا أحسن الإنسان الظن بالله حقآ لأحسن العمل .
▫الأمن من مكر الله ينقص التوحيد وينافي كماله .
▫الأمن من مكر الله يستلزم المعاصي فيترك التوبة .
💠 سأل الن عباس رضي الله عنه عن الكبائر :
الإشراك بالله واليأس من روح الله والأمن من مكر الله .
▫من الصفات الثابته لله ومنها لا تضاف الى الله على الإطلاق - لا يقال الله ماكر - تطلق على الله مقيدة .
📍أنواع الصفات :
١- صفة كمال لكن قد ينتج عنها نقص ، هذه لا يسمى الله بها ، لكن يوصف بها ، مثال : - المتكلم ، الإرادة - هما ليس من أسماءه إنما من أوصافه ، لأن الكلام قد يكون - عدل ، ظلم -
▫ من أكمل صفات الله أنه متكلم ويتكلم لذلك .. يعيب الله الآله أنها لا تتكلم .

٢- ما هو كمال على الإطلاق هذا يسمى به الله - الرحمن ، العفو ، العليم ، السميع - وهو متضمن للصفة .

٣- مالا يكون كمال عند الإطلاق ويكون كمال عند التقييد ، هذا لايجوز أن يوصف إلا مقيد ، لا يجوز أقول - الماكر ، الخداع - وأنما أقول إن الله يمكر .

٤- ما يتضمن النقص على سبيل الإطلاق - العاجز ، الضعيف ، الأعور - الله لا يوصف أبدآ بها بل ينزه عنها من كل عيب أو مشابه للمخلوقين . 
مثال : الخيانة لايوصف ولا على سبيل التمثيل أبدآ لأنها نقص .

🍃 قوله ( أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ )

▫أولم يتبين ويظهر للذين يرثون الأرض - من جاء بعد هلاك الأرض من قبلهم - أن نقدر ان شئنا على إهلاكهم أولم يتبين لهم ذلك ، انه كما عاقبنا الذين من قبلهم من صار على صنيعهم .
▫نطبع : نختم على قلوبهم فيؤدي الى عدم إستجابة الحق فهم لا يسمعون حتى يصلوا الى هذا الطبع على القلوب فهيا كالأوعية حين يملأ الإنسان وعاءه بالكفر والمعاصي ، فهذا يوفقه للعسرى فيطبع عليه فلا يخرج الكفر ولا يدخل الإيمان ، لأن الإنسان ما تعاهد قلبه للصلاح ، وهذه سنة الله في الأولين والآخرين أن عاقبة من يكذب الطبع على القلب فيكون الران والختم فلا يسمع المواعظ سمع إنتفاع .
💦نتعلم : 
لابد للإنسان الإعتبار من الأمم السابقة ، عن طريق القصص القرآنية أو العاقبة ، والحذر من الذنوب فهيا تحرم بركة العلم والهداية .

🍃 قوله ( تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الكافرين )

الأمم السابقة ( نوح ، عاد ، ثمود ، لوط ، أصحاب مدين )
نتلو عليك يا محمد في القرآن من أخبار أهلها تسلية وموعظة للمعتبرين ، لقد جاءت الرسل بالمعجزات فخالفوا ولم يؤمنوا وكذبوا .. لماذا ❓
١- لأن ان لم يستجيبوا ممكن يحرموا الهداية بسبب عدم هدايتهم الأولى فلا تصل المواعظ إلى قلوبهم .
٢- في علم الله أنهم لا يؤمنوا فلا تنتفع الآيات مهما وردت على أسماعهم وشاهدوا الحق لذلك حرمهم الله تعالى .

💦 نتعلم :
▪أن الإنسان إذا عرف الحق يستجيب ويمتثل لأمر الله بعدم المكابرة والإعراض فهما سبب الطمس على القلب .
▪يمتنع عن أهل القرى الإيمان بما جاء به الرسل بسبب تكذيبهم أول مرة ، كذلك يطبع ويختم على قلوب جميع الكافرين .

🍃 قوله ( وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ )
ما علمنا لأكثر الأمم الماضية من وفاء وعهد من توحيد وإتباع الرسل ، وإن وجدنا أكثرهم كانوا فاسقين .
▫العهد :
أنه ربهم ومليكهم لكنهم خالفوه وتركوه وراء ظهورهم وعبدوا غير الله بغير حجة .
🔺قال عليه الصلاة والسلام
( خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ ..)
🔺وقوله عليه السلام :
 (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ )

💦 رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ 💦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق