الاثنين، 30 نوفمبر 2015

✨فقة أسماء الله الحسنى مع الغاليه انفال ✨


🔸الرحمن الرحيم 🔸
☁🍃☁🍃☁🍃☁


وهما اسمان جليلان كثر ورودهما في القرآن الكريم، قال تعالى :{ الرحمن على العرش استوى }[طه]،
وقال : { ثم استوى على العرش الرحمن }[الفرقان]،
وقال : { إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن }[مريم]،
وقال: { رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن }[النبأ]،
وقال : { الرحمن * علم القرءان }[الرحمن]


وغالب مجيء اسم "الرحيم"  إما مقيدا كقوله :{ وكان بالمؤمنين رحيما } الأحزاب، أو مقرونا باسم "الرحمن" كما في سورة الفاتحة والبسملة، أو باسم آخر نحو :

{ العزيز الرحيم }
و{ الغفور الرحيم }
و { البر الرحيم }
و{ التواب الرحيم }.

ولهذين الاسمين شأن كبير ومكانة عظيمة؛ فهما الاسمان اللذان افتتح الله بهما أم القرآن، وجعلهما عنوان ما أنزله من الهدى والبيان، وضمنهما الكلمة التي لا يثبت لها شيطان، وافتتح بها كتابه نبي الله سليمان -عليه السلام-، وكان جبريل ينزل بها على النبي -صلى الله عليه وسلم- عند افتتاح كل سورة من القرآن .

وقد ورد هذان الاسمان مقترنين في عدة مواضع من القرآن، وكل منهما دال على ثبوت هذا الوصف وحصول أثره وتعلقه بمتعلقاته؛ 

☁فالرحمن أي : الذي الرحمة وصفه

☁والرحيم أي : الراحم لعباده، ولهذا يقول تعالى : { وكان بالمؤمنين رحيما }، { إنه بهم رؤوف رحيم } التوبة، ولم يجئ ( رحمن بعباده ) ولا ( رحمن بالمؤمنين ).

والرحمن جاء على وزن ( فعلان ) الدال على الصفة الثابتة اللازمة الكاملة، أي : من صفته الرحمة، والرحيم دال على تعديها للمرحوم، أي : من يرحم بالفعل .
إن في هذين الاسمين دلالة على كمال الرحمة التي هي صفة الله وسعتها، فجميع ما في العالم العلوي والسفلي من حصول المنافع والمحاب والمسار والخيرات من آثار رحمته، فإنه لا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يدفع السيئات إلا هو، وهو أرحم الراحمين .

🔹ورحمته تعالى سبقت غضبه وغلبته، وظهرت في خلقه ظهورا لا ينكر حتى ملأت أقطار السماوات والأرض، وامتلأت منها القلوب حتى حنت المخلوقات بعضها على بعض بهذه الرحمة التي نشرها عليهم وأودعها في قلوبهم، وحتى حنت البهائم التي لا ترجو نفعا ولا عاقبة ولا جزاء على أولادها، وشوهد من رأفتها بهم وشفقتها العظيمة ما يشهد بعناية باريها ورحمته الواسعة، 

🔴وكذلك ظهرت رحمته في أمره وشرعه ظهورا تشهده البصائر والأبصار، ويعترف به أولو الألباب، فشرعه نور ورحمة وهداية، وقد شرعه محتويا على الرحمة، وموصلا إلى أجل رحمة وكرامة وسعادة وفلاح؛

شرع فيه من التسهيلات والتيسيرات ونفي الحرج والمشقات ما يدل أكبر دلالة على سعة رحمته وجوده وكرمه، 

ومناهيه كلها رحمة؛ لأنها لحفظ أديان العباد، وحفظ عقولهم وأعراضهم وأبدانهم وأخلاقهم وأموالهم من الشرور والأضرار .


🔹ويوم القيامة يختص سبحانه بالرحمة والفضل والإحسان المؤمنين به وبرسله، ويكرمهم بالصفح والعفو والغفران ما لا تعبر عنه الألسنة ولا تتصوره الأفكار، ففي الحديث (( إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها . وأخر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة )) متفق عليه .

فهي رحمة لا يعبر عنها لسان يمن بها أرحم الراحمين ويتفضل بها من وسعت رحمته كل شيء على عباده المؤمنين { ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بئياتنا يؤمنون } الأعراف.

💎💦 والعبد كلما عظمت طاعته وزاد قربه وتقربه لربه عظم نصيبه من استحقاق هذه الرحمة، قال تعالى :{ وهذا كتاب أنزلنه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون } الأنعام،
وقال تعالى :{ وأقيموا الصلوة وءاتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون }النور،
وقال تعالى : { إن رحمت الله قريب من المحسنين }الأعراف، 

والآيات في هذا المعنى كثيرة .

والله عز وجل أرحم بعباده منهم بعضهم ببعض مهما علا قدر التراحم بينهم، ففي "الصحيحين" عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال : " قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبي، فإذا امرأة من السبي تبتغي إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟، قلنا : لا والله وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لله أرحم بعباده من هذه بولدها ).

فأرحم ما يكون من الخلق بالخلق رحمة الأم بولدها، فهي رحمة لا يساويها شيء من رحمة الناس، والله جل وعلا أرحم بعباده منها بولدها، بل لو جمعت رحمات الراحمين كلهم فليست بشيء عند رحمة أرحم الراحمين .

🌺وينبغي أن يعلم هنا أن الرحمة المضافة إلى الله نوعان :

🍥- رحمة عامة : وهي التي قرنها بالعلم في قوله : { ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما } غافر، فكل شيء وصله علمه -وهو واصل لكل شيء- فإن رحمته وصلت إليه؛ لأن الله قرن هذه الرحمة به؛ 

وهي الرحمة التي تشمل جميع المخلوقات حتى الكفار، وهي رحمة جسدية بدنية دنيوية بالطعام والشراب واللباس والمسكن ونحو ذلك .

🍥- ورحمة خاصة : وهي التي خص بها عباده المؤمنين؛ وهي رحمة ( إيمانية دينية دنيوية أخروية ) بالتوفيق للطاعة والتيسير للخير، والتثبيت على الإيمان والهداية على الصراط، والإكرام بدخول الجنة والنجاة من النار .

والله المسؤول، أن يدخلنا برحمته في عباده الصالحين، وأن يمن علينا برحمته التي كتبها لأوليائه المؤمنين، إنه سبحانه جواد كريم، وهو أرحم الراحمين .


انتهى كلام الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله-/ كتابه: فقه الأسماء الحسنى 📗



.،...................

الديَّـان-
ٰ
ٰ🔷 وهو اسم ثابت لله -عز وجل- في سنة النبي ﷺ ، روى الإمام أحمد في المسند والبخاري في الأدب المفرد وابن عاصم في السنة ... عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: ٰ
ٰ( بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله ﷺ ؛ فاشتريت بعيرا ثم شددت عليه رحلي فسرت إليه شهرا حتى قدمت عليه الشام، فإذا عبد الله بن أُنيس -رضي الله عنه- فقال للبواب : قل له : جابر على الباب، فقال : ابن عبد الله ؟ قلت: نعم ، فخرج يطأ ثوبه، فاعتنقني واعتنقته، فقلت : ٰ
ٰحديثا بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله ﷺ في القِصاص، فخشيت أن تموت أوأموت قبل أن أسمعه، ٰ
ٰ📎 قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: يحشر الناس يوم القيامة - أو قال: العباد - عراة غرلا بهما، قال: قلنا : وما بُهما ؟ قال : ليس معهم شيء، ثم يناديهم يسمعه من بَعُد كما يسمعه من قرب : أنـا الملـك أنـا الدَّيَّــان، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أُقِصّه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه، حتى اللطمة، قال : قلنا : كيف وإنما نأتي الله -عز وجل- عراة غرلا بهما ؟ قال : " بالحسنات والسيئات")،
ٰ
ٰزاد الحاكم: (( وتلا رسول الله ﷺ : ﴿ اليومَ تُجزى كلُّ نفسٍ بما كسَبَتْ لاَ ظُلْمَ اليومَ ﴾ )).
ٰ
ٰ🔷📝 والديَّـان :
ٰ
ٰمعناه المجازي المحاسب، والله جـل وعلا يجمع الأولين والآخرين يوم القيامة عراة ليس عليهم ثياب، حفاة بلا نعل، غرلا أي : غير مختتنين، بُهْما ليس معهم شيء من متاع الدنيا، ثم يجازيهم ويحاسبهم على ما قدَّموا في حياتهم الدنيا من أعمال، إن خيرا فخير، وإن شرا فشرّ .
ٰ
ٰقال الله تعالى : ( اليوم تجزى كل نفسٍ بما كسبتْ لا ظُلم اليوم إنَّ الله سريع الحساب ) غافر
ٰ
ٰوقال تعالى : ( ونضعُ الموازين القِسطَ ليوم القيامة فلا تُظلَم نفسٌ شيئا وإن كان مِثقال حبة من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حَاسبين ) الأنبياء
ٰ
ٰوقال تعالى : ( فمن يعمل مِثقال ذرة خيرًا يره * ومن يعمل مِثقال ذرةٍ شرًّا يره ) الزلزلة .
ٰ
ٰوقال تعالى :( إن الله لا يظلم مِثقال ذرة وإن تكُ حسنةً يُضاعفها ويؤتِ من لدنه أجرا عظيما ) النساء
ٰ
ٰوقال تعالى :( يوم تجدُ كلُّ نفس ما عملت من خيرٍ مُحضرا وما عملتْ من سوءٍ تودُّ لو أنَّ بينها وبينه أمدًا بعيدًا ويحذِّركم الله نفسَه والله رؤوفٌ بالعباد ) آل عِمران
ٰ
ٰ
 ٰ☁🔹☁🔹☁
ٰ
ٰٰويوم القيامة يُسمى " يوم الدِّين"؛ لأنه يوم الجزاء والحساب، قال الله تعالى :
ٰ
ٰٰ﴿ مالِكِ يومِ الدِّين ﴾، أي: مالك يوم الجزاء على الأعمال والحساب بها،
ٰ
ٰيدل على ذلك قوله تعالى : ( يومئذٍ يوفيهم الله دينَهم الحقَّ ) النور
أي : حسابهم،
ٰ
ٰ 🔴 وإذا عرفَ العاقل أن الربَّ سُبحانه ديَّــان، وأنَّ يوم القيامة يومُ جزاءٍ وحِساب، وأنه سيلقى الله ذلك اليوم لا محالة، وأنه في ذلك اليوم سيجد أعماله كلها مُحضَرة خيرها وشرّها، حسنها وسيّئها؛ فإنه سيحسب لذلك اليوم حسابه ويعدُّ له عدَّته .
ٰ
ٰ 🌴 روى الإمام أحمد عن أبي قلابة، قال : قال أبو الدرداء -رضي الله عنه- :
ٰٰ
ٰ" البِرُّ لا يبلى، والإثم لا ينسى، والديَّـانُ لا ينام، فكن كما شئت، كما تدين تدان "
ٰ
ٰ🔴 فالكيِّس من دان نفسه وحاسبها ما دام في دار المهلة والعمل، والعاجز من أهملها سادرة في غيّها وأتبعها هواها إلى أن يفجأه النَّدَم !
ٰ
ٰروى ابن أبي الدنيا عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال : ٰ
ٰ" حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيَّنوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ".
ٰ
ٰأولا يذكر الظالم الغشوم هولَ المطلع وشدَّة الحساب وقولَ الديَّـان سبحانه في ذلك اليوم :( لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أُقِصَّه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصّه منه حتى اللَّطمة ) .
ٰ
ٰولما سأل الصحابة -رضي الله عنهم- كيف يكون الحساب حينئذ والناس إنما يقدمون إلى الله يوم القيامة عراة غرلا بهما قال : " بالحسنات والسيئات "، أي : أنه سبحانه يأخذ للمظلوم من حسنات ظالمه، فإن لم يكن عنده حسنات أخذَ من سيئات المظلوم فطُرحت عليه ثم طُرِح في النار،
ٰ
ٰ🔷 كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال :
ٰ
ٰ" أتدرون من المُفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال : إنّ المفلس من أمّتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذفَ هذا، وأكل مال هذا، وسفَكَ دم هذا، وضرَبَ هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنِيتْ حسناتُه قبل أن يُقضى ما عليه، أُخِذ من خطاياهم فطرحتْ عليه ثم طُرحَ في النّـار " رواه مسلم.
ٰ
ٰ☁ ومن كمالِ مُجازاة الرَّب سُبحانه في ذلك اليوم أنه يجيء بِنفسِه في ذلك اليوم للفَصل بين العباد، قال الله تعالى :
ٰ
ٰ﴿ وجاءَ ربُّك والمَلَك صفّا صفّا * وجيءَ يومئذٍ بجهنَّمَ يومئذٍ يتذكَّرُ الإنســان مَا سعَى وأنَّـى
له الذكرى* يقول ياليتني قدّمتُ لحياتي ﴾ الفجر
ٰ
ٰ🔶🔸فتفكَّر أيها العبدُ في هذا اليومِ العظيم، وتذكَّر أن الرب سُبحانه ديَّان، وأن الحقوق ستُؤدىٰ في ذلك اليوم إلى أهلها، وأن ما ثمَّ في ذلك اليوم إلاَّ الحسنات والسيِّئات .
ٰ
ٰتذكــر يومَ تأتي اللهَ فـــــردا
ٰوقد نُصِبَت موازين القضــاء
ٰ
ٰوهُتِّكتْ السُّتورُ عن المعَاصي
ٰوجاءَ الذَّنــبُ منكشفَ الغِطاءِ
ٰ
ٰاللَّهم أجرنا من خزي يوم النّدامة، ومن الفضيحة يوم القيامة، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم .

[ فقه الأسماء الحسنى/ للشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله-]📗

......................

🌿🍁


ذو الجلال والإكرام

وقد ورد هذا الاسم في قوله تعالى : "تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام" [الرحمن]

وقد جاء في السنة النبوية فضل الدعاء بهذا الاسم، ففي المسند عن ربيعة ابن عامر -رضي الله عنه-: قال سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : " ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام "، أي : الزموه واثبتوا عليه وأكثروا من قوله والتلفظ به في دعائكم، يقال : ألظ بالشيء يلظ إلظاظا : إذا لزمه وثابر عليه . كذا في "النهاية" لابن الأثير .

وفي المسند أيضا عن أنس -رضي الله عنه- قال : كنت جالسا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في المسجد ورجل يصلي، فقال : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، المنان بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى " 


،،،
🌼🍃

" فهذا سؤال له وتوسل إليه بحمده وأنه الذي لا إله إلا هو المنان، فهو توسل إليه بأسمائه وصفاته، وما أحق ذلك بالإجابة، وأعظمه موقعا عند المسؤول " ابن القيم

🔸وفي صحيح مسلم عن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا، وقال :" اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام "

وهو من الأسماء المضافة، وهي معدودة عند جماعة من أهل العلم في أسماء الله الحسنى .

🔸قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : وكذلك أسماؤه المضافة  مثل : أرحم الراحمين ، وخير الغافرين، ورب العالمين ، ومالك يوم الدين، وأحسن الخالقين، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه، ومقلب القلوب، وغير ذلك مما ثبت في الكتاب والسنة وثبت في الدعاء بها بإجماع المسلمين ".


...

☁☁☁☁


🍀،، وهو من الأسماء الدالة على جملة أوصاف عديدة لا على معنى مفرد كما نبه على ذلك ابن القيم -رحمه الله- في القواعد المتعلقة بأسماء الله الحسنى التي ساقها في كتابه (( بدائع الفوائد )) .

والإضافة في قوله : { ذو الجلال والإكرام } هي من باب إضافة صفاته القائمة به إليه سبحانه وتعالى؛ فالجلال والإكرام والرحمة والقوة كلها صفات لله -عز وجل- مختصة به، دالة على عظمته وكماله سبحانه، بخلاف قوله تعالى :{ ذو العرش المجيد } فإنه من باب إضافة المخلوق إلى خالقه على وجه التشريف .

...

-🔻🔻🔻🔻🔻

✴ قال الخطابي -رحمه الله- في بيان المعاني التي يحتملها هذا الاسم : 

والمعنى : أن الله جل وعز مستحق أن يجل ويكرم فلا يجحد ولا يكفر به، 

🔹وقد يحتمل أن يكون المعنى : أن يكرم أهل ولايته ويرفع درجاتهم بالتوفيق لطاعته في الدنيا، ويجلهم بأن يتقبل أعمالهم ويرفع في الجنان درجاتهم،

🔹 وقد يحتمل أن يكون أحد الأمرين -وهو الجلال- مضافا إلى الله سبحانه بمعنى الصفة له، والآخر مضافا إلى العبد بمعنى الفعل منه، كقوله سبحانه : { هو أهل التقوى وأهل المغفرة } [المدثر] فانصرف أحد الأمرين وهو المغفرة إلى الله سبحانه، والآخر إلى العباد وهو التقوى .

،،،

🌳🍂

والعباد لا يحصون ثناء عليه وهو كما أثنى على نفسه، كذلك هو أهل أن يجل وأن يكرم، وهو سبحانه يجل نفسه ويكرم نفسه، والعباد لا يحصون إجلاله وإكرامه .

والإجلال من جنس ( التعظيم )، والإكرام من جنس ( الحب والحمد ) .


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

📗انتهى كلام الشيخ الفاضل عبد الرزاق البدر -حفظه الله ورعاه-
...........،..........................

اسم الله النور (1)



وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في قوله تعالى :" اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " [النور:35]

وقد أفاد هذا النص وغيره من النصوص الواردة في هذا الباب تسمية الرب سبحانه نورا، وبأن له نورا مضافا إليه، وبأنه نور السماوات والأرض، وبأن حجابه نور، فهذه أربعة أنواع :

الأول : إطلاقه عليه سبحانه اسما .
الثاني : إضافته إليه وصفا، كما يضاف إليه حياته وسمعه وبصره وسائر صفاته، وتارة يضاف إلى وجهه كقوله في الحديث :" أعوذ بنور وجهك "، وتارة يضاف إلى ذاته كقوله تعالى :" وأشرقت الأرض بنور ربها " 

الثالث : إضافة نوره إلى السماوات والأرض، كقوله :" الله نور السماوات والأرض "

الرابع : ذكر أن حجابه النور؛ كما في الحديث الصحيح :" حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ".

قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله- في كلام جامع له في بيان معنى هذا الاسم وتوضيح مدلوله :

( النور من أوصافه تعالى على نوعين :
نور حسي : وهو ما اتصف به من النور العظيم، الذي لو كشف الحجاب عن وجهه لأحرقت سبحات وجهه ونور جلاله ما انتهى إليه بصره من خلقه، وهذا النور لا يمكن التعبير عنه إلا بمثل هذه العبارة النبوية المؤدية للمعنى العظيم، وأنه لا تطيق المخلوقات كلها الثبوت لنور وجهه لو تبدى لها، ولولا أن أهل دار القرار يعطيهم الرب حياة كاملة، ويعينهم على ذلك لما تمكنوا من رؤية الرب العظيم، وجميع الأنوار في السماوات العلوية كلها من نوره، بل نور جنات النعيم التي عرضها السماوات والأرض - وسعتها لا يعلمها إلا الله- من نوره، فنور العرش والكرسي والجنات من نوره، فضلا عن نور الشمس والقمر والكواكب .

والنوع الثاني : نوره المعنوي، وهو النور الذي نور قلوب أنبيائه وأصفيائه وأوليائه وملائكته، من أنوار معرفته وأنوار محبته، فإن لمعرفته في قلوب أوليائه المؤمنين أنوارا بحسب ما عرفوه من نعوت جلاله، وما اعتقدوه من صفات جماله، فكل وصف من أوصافه له تأثير في قلوبهم، فإن معرفة المولى أعظم المعارف كلها، والعلم من أجل العلوم، والعلم النافع كله أنوار في القلوب، فكيف بهذا العلم الذي هو أفضل العلوم وأجلها وأصلها وأساسها.

فكيف إذا انضم إلى هذا نور محبته والإنابة إليه، فهنالك تمتلئ أقطار القلب وجهاته من الأنوار المتنوعة وفنون اللذات المتشابهة في الحسن والنعيم .

💧فمعاني العظمة والكبرياء والجلال والمجد تملأ قلوبهم من أنوار الهيبة والتعظيم والإجلال والتكبير .

💧ومعاني الجمال والبر والإكرام : تملأها من أنوار المحبة و والود والشوق .

💧ومعاني الرحمة والرأفة والجود واللطف : تملأ قلوبهم من أنوار الحب النامي على الإحسان، وأنوار الشكر والحمد بأنواعه والثناء .

💧ومعاني الألوهية : تملأها من أنوار التعبد وضياء التقرب وسناء التحبب  وأسرار التودد، وحرية التعلق التام بالله رغبة ورهبة وطلبا وإنابة وانصراف القلب عن تعلقه بالأغيار كلها .

💧ومعاني العلم والإحاطة والشهادة والقرب الخاص : تملأ قلوبهم من أنوار مراقبته، وتوصلهم إلى مقام الإحسان الذي هو أعلى المقامات كلها، أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .

فكل معنى ونعت من نعوت الرب يكفي في امتلاء القلب من نوره، فكيف إذا تنوعت وتواردت على القلوب الطاهرة الزكية الذكية، وهنا يصدق على هذا القلوب القدسية انطباق هذا المثل عليها، وهو قوله :" ... مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ ..."

وهذا النور المضروب هو نور الإيمان بالله وبصفاته وآياته مثله في قلوب المؤمنين مثل هذا النور الذي جمع جميع الأوصاف التي فيها زيادة النور، وهو أعظم مثل يعرفه العباد، وقد دعا -صلى الله عليه وسلم- لحصول هذا النور فقال :" اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورا ومن فوقي نورا ومن تحتي نورا، اللهم اجعلني نورا " متفق عليه .


🔴🍃 ومتى امتلأ القلب من هذا النور فاض على الوجه فاستنار الوجه وانقادت الجوارح بالطاعة راغبة، وهذا النور الذي يكون في القلب هو الذي يمنع العبد من ارتكاب الفواحش، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " متفق عليه.


فأخبر أن وقوع هذه الكبائر لا يكون ولا يقع مع وجود الإيمان ونوره " اه

وبهذا التقرير الوافي والبيان البين يظهر معنى هذا الاسم العظيم ويتضح مدلوله.

🔸هذا ولما كان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا، ورسوله نورا وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورا يتلألأ، والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين يوم القيامة، كما قال سبحانه :" نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "[التحريم:8]

نسأل الله تعالى صلاح القلوب وصلاح الأحوال ونسأله من نوره ما نهتدي به حتى نلقاه، والحمد لله .

................،..................


🌿☁ ،~

《الرب》

- وهو اسم عظيم لله جل وعلا، تكرر وروده في القرآن الكريم في مقامات عديدة وسياقات متنوعة تزيد على خمسمائة مرة!، قال الله تعالى :

▫-" الحمد لله رب العالمين "[الفاتحة]
▫-" وقال تعالى :" قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" [الأنعام]
▫- وقال تعالى :" قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء" [الأنعام]
▫- وقال تعالى :" وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين" [التكوير]
▫- وقال تعالى :" سلام قولا من رب رحيم" [يس]


🔶🔹ومعنى الرب أي : ذو الربوبية على خلقه أجمعين خلقا وملكا وتصرفا وتدبيرا، وهو من الأسماء الدالة على جملة معان لا على معنى واحد .

🔹قال ابن جرير الطبري رحمه الله: " الرب في كلام العرب متصرف على معان، فالسيد المطاع فيهم يدعى ربا، والرجل المصلح الشيء يدعى ربا، والمالك للشيء يدعى ربه، وقد يتصرف أيضا في وجوه غير ذلك، غير أنها تعود إلى بعض هذه الوجوه الثلاثة، فربنا جل ثناؤه السيد الذي لا شبه له ولا مثل في سؤدده، والمصلح أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه، والمالك الذي له الخلق والأمر" [تفسيره].

🔸وقال ابن الأثير رحمه الله :" الرب يطلق في اللغة على المالك والسيد والمدبر والمربي والقيم والمنعم، ولا يطلق غير مضاف إلا على الله تعالى، وإذا أطلق على غيره أضيف؛ فيقال : رب كذا ".

🌳🍁،'


بل إن هذا الاسم إذا أفرد تناول في دلالاته سائر أسماء الله الحسنى وصفاته العليا،


🐚 وفي هذا يقول العلامة ابن القيم رحمه الله: 

إن الرب هو القادر الخالق البارئ المصور الحي القيوم العليم السميع البصير المحسن المنعم الجواد، المعطي المانع، الضار النافع، المقدم المؤخر، الذي يضل من يشاء ويهدي من يشاء، ويسعد من يشاء ويشقي من يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء، إلى غير ذلك من معاني ربوبيته التي له منها ما يستحقه من الأسماء الحسنى .[بدائع الفوائد]


 وربوبية الله للعالمين تشمل العالم كله، فهو الذي ربى جميع المخلوقات بنعمه وأوجدها بمشيئته وقدرته، وأمدها بما تحتاج إليه، أعطى كل شيء خلقه اللائق به، ثم هدى كل مخلوق لما خلق له، وأغدق على عباده النعم، ونماهم وغذاهم ورباهم أكمل تربية .

🔴 ذوتربيته سبحانه وربوبيته نوعان :

1) ربوبية عامة تشمل كل مخلوق برا أو فاجرا، مؤمنا أو كافرا، سعيدا أو شقيا، مهتديا أو ضالا، وهي تربيته لهم أجمعين بالخلق والرزق والتدبير والإنعام، والعطاء والمنع، والخفض والرفع، والإحياء والإماتة، والتولية والعزل، والقبض والبسط، وكشف الكروب وإغاثة الملهوفين وإجابة المضطرين " يسئله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن " [الرحمن-29]

2) وتربية خاصة لأوليائه حيث رباهم فوفقهم للإيمان به والقيام بعبوديته، وغذاهم بمعرفته والإنابة إليه، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، ويسرهم لليسرى وجنبهم العسرى، ويسرهم لكل خير، وحفظهم من كل شر .

☁🌱


ولهذا كانت أدعية أولي الألباب والأصفياء الواردة في القرآن باسم الرب استحضارا لهذا المطلب، وطلبا منهم لهذه التربية الخاصة، فتجد مطالبهم كلها من هذا النوع، واستحضارا لهذا المعنى عند السؤال نافع جدا للعبد .

🔴 ثم إن إيمان العبد بالله ربا يستلزم إخلاص العبادة له وكمال الذل بين يديه،

- قال تعالى : " وأنا ربكم فاعبدون"[الأنبياء]، 

-وقال تعالى :" يا أيها الناس اعبدوا ربكم "[البقرة]،

>> فكونه سبحانه رب العالمين يقتضي ألا يتركهم سدى وهملا لا يؤمرون ولا ينهون، بل خلقهم لطاعته وأوجدهم لعبادته، فالسعيد منهم من أطاعه وعبده، والشقي منهم من عصاه واتبع هواه، 

🌹ومن آمن بربوبية الله ورضي بالله ربا رضي بما:

- يأمره به،
-وينهاه عنه،
-ويقسمه له،
- ويقدره عليه،
- ويعطيه إياه،
- ويمنعه منه،

ومتى لم يرض بذلك لم يكن محققا الرضى بالله ربا من كل الوجوه، وفي الحديث :" ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد -ﷺ- رسولا " رواه مسلم .

🔶🍃

هذا وإن شهود العبد انفراد الرب تبارك وتعالى بالخلق والحكم وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه لا تتحرك ذرة إلا بإذنه، وأن الخلق مقهورون تحت قبضته، وأنه ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابعه إن شاء أن يقيمه أقامه، وإن شاء أن يزيغه أزاغه فيه تحقيق مقام

🔸(( إياك نعبد وإياك نستعين ))🔸

علما وحالا فيثبت قدم العبد في توحيد الربوبية ثم يرقى منه صاعدا إلى توحيد الألهية، فإنه إذا تيقن ذلك لم يتخذ سواه سبحانه إلها ومعبودا، فأول ما يتعلق القلب يتعلق بتوحيد الربوبية ثم يرتقي إلى توحيد الإلهية، كما يدعو الله سبحانه عباده في كتابه بهذا النوع من التوحيد إلى النوع الآخر ويحتج عليهم به ويقررهم به ثم يخبر أنهم ينقضونه بشركهم به في الإلهية .

قال الله تعالى :" ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون ؟" [الزخرف]، أي فأين يصرفون عن شهادة أن لا إله إلا الله وعن عبادته وحده وهم يشهدون أنه لا رب غيره ولا خالق سواه، 


🔹وقال تعالى :" قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل أفلا تذكرون ؟" [المؤمنون]؛

 فتعلمون أنه إذا كان هو وحده مالك الأرض ومن فيها وخالقهم وربهم ومليكهم فهو وحده إلههم ومعبودهم فكما لا رب لهم غيره فهكذا لا إله لهم سواه، وفي هذا احتجاج عليهم بأن من فعل لهم هذا وحده فهو الإله لهم وحده، فإن كان معه رب فعل هذا فينبغي أن تعبدوه وإن لم يكن معه رب فعل هذا فكيف تجعلون معه إلها آخر .

وهذا من أبين ما يكون دلالة على فساد الشرك وما عليه أهله من السفه والضلال، تعالى الله عما يشركون .

📗انتهى كلام الشيخ الفاضل/ عبد الرزاق البدر -حفظه الله وبارك فيه-، والحمد لله.

◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇


📃تٌلّخِيِصـ..

       🌻سواعد الإخاء 🌻


             🎀اسم الله الجبار 🎀

           ✨مع الغلا انفال اسعدها الرحمن ✨


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، العظيم الحليم، البر الرحيم، والصلاة والسلام على رسوله الأمين خاتم المرسلين وسلم تسلينا كثيرا مباركا وبعد ...:


حيا الله الغاليات العاليات 🌹 طالبات الهدى والعلم والخير .. فأسأل الله تعالى كما جمعنا على الخير أن يؤتينا من لدنه خيرا وعلما نافعا وعملا بعده صالحا متقبلا .. آمين 

يحتل اجتماعنا هذا في قلبي مكانة عظيمة!

فأي خير أعظم من أن يثني الله علينا في ملئه الأعلى ونحن في درسنا هذا نثني عليه في ملئنا المبارك بإذن الله معكم ..

رفعنا الله وإياكم جميعا وأعلى شأننا عنده ☁

باسم الله وعلى بركة الله

اسم الله ( الجبار )

لم يرد اسم الله الجبار إلا في هذه الآية؛ في قوله تعالى :

🔸" هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ "الحشر

🌸إن من معاني الجبار أي : 

▪-أنه القاهر لكل شيء،!

▪-الذي دان له كل شيء،!

▪-وخضع له كل شيء؛!

✨🌹فالعالم العلوي والسفلي بما فيهما من مخلوقات العظيمة كلها قد خضعت في حركاتها وسكناتها، وما تأتي وما تذر لمليكها ومدبرها، فليس لها من الأمر شيء، ولا من الحكم شيء،

بل الأمر كله (( لله ))، 

والحكم الشرعي والقدري والجزائي كله له، لا حاكم إلا هو،ولا رب غيره، ولا إله سواه .

🔸🔸وليس معنى هذا أن العبد مجبور على فعل نفسه، بل الأمر كما قال الله تعالى : "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ " الكهف

، وقال سبحانه : " وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6)وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا(9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا" الشمس.

🌱والجبار له ثلاثة معان :

🔴الأول : بمعنى القهار؛ كما تقدم .

🔴 الثاني : يرجع إلى لطف الرحمة والرأفة؛

فهو الذي يجبر الكسير،

ويغني الفقير،

وييسر العسير،

ويجبر المريض والمصاب بتوفيقه للصبر وتيسير المعافلة له، مع تعويضه على مصابه أعظم الأجر.

ويجبر جبرا خاصا".. 

☁قلوب الخاضعين لعظمته وجلاله، 

☁وقلوب المحبين له الخاضعين لكماله، الراجين لفضله ونواله،

بما يفيض على قلوبهم من :
المحبة  / وأنواع المعارف / والتوفيق الإلهي / والهداية والرشاد 

🔴ولي تعليق هنا بعد إذنكم وهو خارج كلام الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله

🌹✨مصيبتنا أن قلوبنا متعلقة دائما ومنتظرة للجبر لما يخص أمورنا الدنيوية

سعادتنا الدنيوية!

نقصنا الدنيوي!

💫فعلينا أن يكون همنا أجل وأشرف من مطالب هي لا تعدو مما لا يزن عند الله جناح بعوضة!

وهو ما اختاره الله واجتباه لمن اصطفاهم الله من الصحابة الأخيار والمرسلين كذلك.اه

وقول الداعي "اللهم اجبرني" يراد به هذا الجبر الذي حقيقته إصلاح العبد ودفع جميع المكاره والشرور عنه، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول بين السجدتين : 


" اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني " 
رواه الترمذي، وابن ماجه .

🔸الثالث من معاني الجبر : 
أي : العلي على كل شيء، الذي له جميع معاني العلو : 

علو الذات، 

وعلو القدر، 

وعلو القهر .

✨🌹وقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- يعظم ربه في ركوعه وسجوده بذكر جبروت الله -عز وجل- الدال عليه اسمه الجبار، ففي "المسند" و"السنن" عن عوف بن مالك الأشجعي -رضي الله عنه- قال :" قمت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة، فقام فقرأ سورة، لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ، قال : ثم ركع بقدر قيامه يقول في ركوعه : سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، ثم سجد بقدر قيامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قرأ بآل عمران، ثم قرأ سورة سورة ".

والجبروت لله وحده، ومن تجبر من الخلق باء بسخط الله واستحق وعيده وقد توعد جل وعلا من كان كذلك بالنكال الشديد والطبع على القلوب ودخول النار يوم القيامة، 

🔗قال الله تعالى :" ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ" (35) غافر .

🔗وقال تعالى : وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) إبراهيم .


🔹وروى أحمد والترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :

 "يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصر بهما، وأذنان يسمع بهما، ولسان ينطق به، فيقول : إني وكلت بثلاثة : بكل جبار عنيد، وبكل من ادعى مع الله إلها آخر، والمصورين ".

💫نعوذ بالله من النار، ومن سخط الجبار، ونعوذ به سبحانه من منكرات الأخلاق والأهواء والأدواء، إنه تبارك وتعالى سميع الدعاء.

📗 انتهى كلام الشيخ الفاضل عبد الرزاق البدر -حفظه الله-.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجبر لنا إيماننا .. يقيننا .. طاعاتنا وتقصيرنا فيها .. سهونا وغفلاتنا ..

إنه ولي ذلك ☁🌴

🌹✨وصلى الله وسلم وبارك على خير خلق الله رسولنا محمد وآله وصحبه وسلم . والحمد لله 🌱


🌻مجموعة سواعد الإخاء🌻




هناك تعليق واحد: