الأحد، 23 أبريل 2017

🍋أترجة التدبر🍃 ✨وقفات إيمانيّة من سورة الأعراف من آية ( ١: ١٨) .

سورة مكية وهي السابعه في العدد والسادسة في السبع الطوال والثالثة من حيث الطول - عدد آياتها ( ٢٠٦) سميت بالأعراف وهو الحجاب الحاجز بين الجنة والنار ، الذي يمنع أهل النار وصولهم للجنة ومنها الميثاق الذي أخذه الله من بني آدم .
🔅فضلها ومزاياها  :

▫تسلية النبي عليه الصلاة والسلام في تكذيب الكفار له .
▫أصول العقائد وأهمية إتباع القرآن الكريم .
▫تذكير الناس بالنعم وكيف مكن لإبن آدم من خيرات الأرض ، وأهمية شكره سبحانه .
▫ذكر قصة آدم وتكبر إبليس ورفضة للسجود ووسوسته لآدم وحواء .
▫ذكر عدواة الإنسان وأحوال الرسل مع أقوامهم وما كان من عنادهم .
▫تخويف من أمن مكر الله والإنذار بعدم الإعتذار قبل نزول العذاب ، بأن يقلعوا عن عنادهم واستكبارهم .
▫بشارة الله ببعثة محمد عليه الصلاة والسلام .
أمر من الله لرسوله بسعة الصدر واستمرار الدعوة .
▫التحذير من عداوة الشيطان بمراقبته . 
▫من أخذ السبع الطوال فهو حبر .
▫( قرأ في المغرب الأعراف ) عليه الصلاة والسلام .
▫تعيننا أن نتخلص من الكبر ..
 📍ومن آثاره :
▫ينجم عنه الغفلة والكذب والحسد وعدم الخضوع لأمر الله عز وجل .
▫وأعظمها مصيبة التكبر على الخالق وعلى رسوله . 
الكبر من أركان الكفر يمنع صاحبه من الإيمان والحق .
▫يمنع الكبر التعلم والتفقه في الدين .. ينازع الله في رداءه ، فالله رداءه الكبرياء وإزاره العظمة .
▫المتكبر محروم ويشعر بالنقص والتعالي مستغني يحتقر الناس .
▫أحد عثرات العبودية ، وهو الدين الإسلامي الذي أرسل الله رسله وأنزل الكتب وأن يستسلم العبد لله لا لغيره .
▫قال عليه الصلاة والسلام ( الجنة لا يدخلها من كان في قلبه مثقال ذرة كبر ) ( والنار لا يدخل فيها من كان في قلبه مثقال ذرة إيمان )
🍃 قال تعالى ( المص ) --
إشارة لإعجاز القرآن الكريم ، تشير عن عجز الخلق بإتيان شيء منه ، فهو مركب بحروف عربية تتحدث بها ، لكن هل يستطيع أن يدمج هذه الحروف - لا-
وفضل الله عظيم أن جعل لكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها .. وتتضاعف .
🍃 قوله ( كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ )
أنزل جاء من العلو اي التشريع من عند الله ، من أعلى كتاب حوى كل ما يحتاج إليه العباد جميع المطالب الإلهية والمقاصد الشرعية ، كتاب مفصل أنزل إلى رسوله عليه السلام .
▫كتاب : فيه تنكير وتذكير للمشركين ، وللإنكار عليهم  أنه من عند الله ، 
فذكر كتاب :
من جنس الكتب التي نزلت على موسى وعيسى .
أو أريد بالتنكير التعظيم اي هو كتاب عظيم تنويهآ بشأنه ، أو أريد التعجب من فصاحته وبلاغته وإعجاز وإرشاد فهو كتاب أنزل إليك أيها النبي .
▫ثم خاطبه أن لا يكون في صدره حرج ويضيق من إبلاغه ، فهو منزل من عند الله ليخوف الكافرين وموعظة للمتقين .
▫حرج : الضيق وهو تجمع الشيء وضيقه ، ومنه الشجره الملتفة لا يدخل بينها شيء .. كأنه قيل لا تسبب في شيء ينشأ منه حرج .
▫وتأتي بمعنى الشك ، وقيل لا تتحرج في ابلاغه من مخافة التكذيب والكفر بما جئت به وعدم استجابتهم للدعوة .
▫لتنذر به وذكرى للمؤمنين :
ليشرح صدرك وليطمئن قلبك ، اصبر بما كلفت به من النبوة ولا تخشى معارضآ أبدآ .
▫قوله حرج : دليل أن الله رفع الحرج من الصدر بكتابه وكلما كانت الصدور أقبل لكتابه كانت أعظم إنشراح .
▫وقبل إنزال الكتاب كانت الصدور أعظم الحرج والضيق فلما نزل الكتاب رفع الحرج وبقي الجرح والضيق على من لا يتبع هذا الكتاب وإنذار وتخويف للكافرين وموعظة وبشرى للمؤمنين .
الإندار عام لجميع الناس وأهل الإيمان بشرى لهم لأنهم من ينفع بالذكرى .

🍃 قوله ( اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ )
الخطاب للناس ، المطلوب الإتباع ما أنزل ، لأنه يدل على الإستسلام والعبودية والخضوع لرب العالمين .
▫من ربكم : 
الذي خلقكم ومدبركم ، ووصف الربوبية فيه لطف وعناية وإمتثال بما أنزل من رب العالمين الذي يريد أن يتم تربيته لكم فأنزل عليكم هذا الكتاب .
هذه الآيات عنوان لبداية الدعوة الجهرية : فوجب عليكم اتباع هذا الكتاب .
▫ولا تتبعوا من دونه ؛
لا تتبعوا شيء غير ما أنزل إليكم من ربكم فتخرجوا عن الحق الذي جاء بكم الرسول فتكونوا عدلتم عن شرع الله ، لحكم آخرين تتبعون أهواءهم .. إذآ المطلوب اتباع القرآن الكريم .
▫نتعلم :
اتباع المنزل من عند الله وعدم اتباع من دونه ، كل من لا يتبع الوحي سيتبع الباطل وأولياء من دون الله .
▫قليلآ ما تذكرون :
تقبيح لحال المخاطبين ، قليل ما تتعظون وتتبعوا وتشكروا ، قليل ما تذكرون .
▫إن الله بين أنه أنزل على نبيه هذا الكتاب ليخوف الخلق من عقوباته وسخطه .
▫يجب علينا أن نتعلم الكتاب ومعانيه لنتعرف على أوامر الله الذي أمرنا فيه والنواهي الذي نهانا عنها .
▫نتدبر القرآن فنحل حلاله ونحرم حرامه ونعتقد بعقائده .
▫التأثر بالقصص والمواعظ والأذكار التي تلين القلب .  
▫طاعة أحد من أهل الدين بغير ما أنزل الله فقد اتخذه أرباب من دون الله .
▫اتباع الكتاب هداية لأحسن الأخلاق .

🍃 قوله (  وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ )
اي كثير ما أهلكنا وذكر قرية المقصود أهلها ، الإحاطة والشمول ، كل من فيها هلك من كاذب ، فجاءهم بأسنا - العذاب -بياتآ وقت الليل أو وقت القيلولة في وسط النهار وهو وقت الغفلة والإستراحةً كل الوقتين غفلة ، وجاءهم قبل أن يصبحوا والقيلولة فاحذروا من عدم الإتباع لله ورسوله - وقت مجيء العذاب مبالغة في تصوير غفلتهم لأنها وقت السكون فيأتي العذاب أدفع وأشد وأقطع ، وينغص على المكذبين نعيم الوقتين حتى يكونوا دائمآ وجل في كل وقت .

🍃 قوله ( فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلَّا أَن قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ )
فما كان قولهم الإقرار على أنفسهم بالإساءة ولم يقدروا على رد العذاب عنهم إنا كنا ظالمين ، اي بعدم تصديق الرسول وعبادة من دون الله  .
▫ دعواهم : فيرت بالدعاء وقيل الإدعاء .
الله تعالى بعث لجميع الأمم رسل فلم يعذبهم إلا بعد تكذيبهم .. اي بلغنا ما تقوم عليه الحجة .

🍃 قوله ( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ )
اي لا يقع يوم القيامة ما يكون من إعتراض بل يسأل الكل عن كيفية أعمالهم ، وأنه لا يختص فقط لأهل العقاب بل عام ولأهل الثواب كلآ بحسبه .. 
لنسئلن الأمم .. توبيخ وليس استعلام فالله لا يخفى عليه خافيه ، ماذا عملوا بالأوامر والنواهي ، هل أطاعوا أم كفروا ، ماذا أجبتم .. كلآ سيسأل عن رعيته ، المرأة راعية على بعلها وولدها ..
قال عليه الصلاة والسلام ( 
 لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة ، حتى يُسألَ عن أربع : عنعُمُره فيمَ أفناه ؟ وعن عِلْمِهِ ما عمِل به ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ) ماذا أعددنا جوابآ لهذه الأسئلة ؟

🍃 قوله ( فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ ۖ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ )
اي على الخلق ما عملوا بعلم من الله بأعمالهم ، الله أعلم بالمسئول لذلك قال لنقصن بما عملوا في الدنيا وما كنا غائبين في أي وقت من أفعالهم ، الله ليس بغافل الله شهيد على كل شيء لا يغيب عنه شيء .
📍وقفة :
سيعلن الله تعالى بما فعلت من أعمال بوضع الكتاب فينبئكم بما عملتم فهو عالم بالغيب وما تخفى الصدور ..
فهناك : عقاب لمن كذب قبلنا ، وهناك سؤال ، وهناك أعلام بكل ما فعلت .. وهناك ميزان :

🍃 قوله ( وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
وزن أعمال الخلق ( الحسنات ، السيئات ) بالعدل والحق لا يظلم ربك أحد ..اذا أنقضى الحساب  كان بعده وزن الأعمال .
📍مسئلة :
هل توضع الأعمال أو العامل نفسه ، او الحسنات والسيئات .. 
🔅الأعمال يقلبها الله يوم القيامة أجسام .
حديث البقرة وآل عمران يأتيان غمامتان يوم القيامة .
والأعمال توضع في ميزان حقيقي له كفتان حسيتان مشاهداتان .. والله أعلم 
✨آضاءات ✨
▫ما وضع في الميزان أثقل من حسن الخلق .. دليل وضع - الحسنات والسيئات -
▫ويوضع العامل ( أتعجبون من دقة ساقي عبد الله ابن مسعود والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أُحُد) 

▫كتاب الأعمال  :
في الرجل الذي يؤتى به، فينشر له تسعة وتسعون سجلاً، كل سجل منها مد البصر، فيوضع في كفة، ويؤتى ببطاقة فيها شهادة أن لا إله إلا الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فطاشت السجلات وثقلت البطاقة )

▫الأشخاص يوضعون في الميزان : حديث (  إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضه )

ومن كمال حكمته البالغة أن جعل الأعمال توزن كما جعل الإنسان ناطق لنفسه  وشاهد بما عمل .

🔅عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال  ( كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ) 
▪المفلح :
من رجحت حسناته بتحقيق الإيمان الواجب ، فالله يغفر لمن يشاء ويدخل النار من لم يحقق الإيمان الواجب .

🍃 قوله ( وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ )
رجحت سيئاتهم ، أضاعوا أنفسهم وخسروا بما كانوا يظلمون والإستمرار في الظلم في الدنيا بالتكذيب والمعارضة ..
وزن أعمال الكفار قيل توزن وقيل لا توزن لأنه غير موحد ..
▪نتعلم :
▫توزن الأعمال ثم توزع الصحف - الكتب-
▫ينبغي للعاقل أن يأمن من صفو الليالي ولا يغت بالرخاء ويحتاط من مكر الله عز وجل .
▫ان الله سيسأل جميع الناس سؤال توبيخ وتقربر وإستخبار وإستعلام ، وفي بعض المواقف يسأل وبعضها لا يسأل .
▫سؤال الرسل مع العلم لظهور براءتهم وتكريم لهم وليتضاعف الخزي في حق الكافرين .
▫أن الله عالم بكل شيء ومحيط .
▫ينصب لكل عبد ميزان .

🍃 قوله ( وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ )
هيأ لنا الأرض للإنتفاع والعيش ومع ذلك القليل من يشكر على نعمه .
كثرة النعم توجب الطاعة والشكر ، وسبب لإصلاح الأرض فهيا قرار وفراش نستقر فيها وأباح لنا المنافع بيسر من أشجار وحيوانات وصنائع وتجارة فيها منازل وأنهارآ وجبال .

🍃 قوله ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ  )
⚡النعمة الأولى ؛ تمكين الأرض .
⚡النعمة الثانية ؛ الإيجاد وهي عناية بعد ما كانوا عليه من العدم .. فضل الأب آدم بخلقه من طين وصوره بشر ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكة بالسجود فأطاعوا ،  دل على شرف آدم وتبين عداوة ابليس وما فيه من حسد ، والإنعام على الأب يجري على الإبن ، ولما خالف الأب نزل الأرض وفي ذلك تحذير للذرية .
☄إبليس :
سمي الشيطان ابليس لأنه ابلس من وحمة الله اي يأس لا رجاء منه - ولم يثبت في التوراة ولا الإنجيل أسماء أخرى أو كنى - لم يأمر بالسجود إلا أبوهم إبليس فامتنع وعصى فهو أبو الجن وليس من الملائكة .
📍وقفة :
▫ذكر ابن حجر - أصل الجن ولد إبليس فمن كان منهم كافر سمي شيطان وان ابليس خلق من نار .
▫نص القرآن أن ابليس من الجن .
▫وأن الملائكة معصومون وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم .
▫الملائكة لا ذرية لها لأن الذرية لابد من ذكر وأنثى ، كما نفى الله أن الملائكة إناث وليس ذكر ، هم عباد ، وأنهم رسل الله عز وجل .
▫حقيقة السجود تشريف وتعظيم لله لا سجود عبادة لآدم بل هي عبادة لله لأن الله أمره فهيا تحية تكريم وتعظيم .
سجود الإبتلاء يكون في الأمر والنهي .
⚡صفات إبليس :
الإباء عن الأمر والإستكبار عن الحق والكفر والجحود .
▫لماذا لم يسجد ❓تكبر
على آدم وإعجاب بنفسه ، وقوله لم يكن من الساجدين : اي أشد النفي .

🍃 قوله ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِيمِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ )
ماأحوجك ما الذي اضطرك لعدم السجود ❓ ..
الدافع - الكبر- أنا خير منه ، الكبر ينشأ الحسد .
📍وقفة :
أول ذنب عصى به في الأرض الحسد - حسد قابيل على هابيل -
وأول حسد في السماء - حسد إبليس لآدم -
أقر على نفسه الإعجاب والكبر والقول على الله بغير علم .
☄ تنبيه :
- القياس الفاسد في مقابلة النص -
.. قال خلقته من طين وابليس من نار وفي نظره أن النار أشرف من الطين ، وأعتقاده الفاسد أنه أفضل من آدم ، فنظر الى الأصل والعنصر ولم ينظر الى الأمر والتعظيم والتشريف وان الله خلق آدم بيده ونفخ فيه .
⚡قاعدة :
كل قياس خالف النص فاسد الإعتبار -

خطأ القياس من عدة أوجه :
ان قياسه مقابل لأمر الله تعالى .. والمقصود بالقياس أن يكون الحكم الذي لم يأتي منه نص .
قوله أنا خير - تدل على نقصه هو - على اي اساس ان النار خير من الطين ، فإن مادة الطين فيها خشوع ورزانة وحلم وأناة وصبر وثبات ، والأرض مافيها من أرزاق ، لذلك رجع آدم بالتوبة والإستسلام لأمر الله ، ام النار ففيها الطيش والإحراق .
📍فوائد :
▫ تراب الجنة مسك وليس فيها نار ، وان النار تراب والنار سبب العذاب لأعدائه وليس التراب ، الطين مستغني عن النار والنار محتاجه ، والتراب مسجد وطهور ، النار تخويف وعذاب .
▫ابليس مأخوذ من الإبلاس بمعنى القنوط .
▫الملائكة مخلوقة من نور وهي أشرف من النار ومع ذلك سجدت لآدم . ولم تعترض . 
▫ قد تكون في مداخل الإنسان - الكبر- ولا تظهر إلا في المواقف .
▫أشد أنواع الكبر على الله عدم الخضوع والإنقياد بالحق .
▫ من أنواع الكبر - النسب ، تصنيف الناس ، الكبر في المال والولد ، بالجاه والملك ، بالجمال ، القوة ، كثرة الإتباع .. ويؤدي الى سوء الظن بالله وبالناس والكذب .
درر 💦
( من كانت معصيته في شهوة فأرجوا له التوبة ، فإن آدم عصى مشتهي فغفر له ومن كان معصية في كبر فاخشوا عليه اللعنة فإن إبليس عصى فكبر فلعن )
سفيان إبن عيينه -

⚡شياطين الجن : 
هم مثل ابن آدم أصلهم من نار ويعذبون في النار وقد يحترقون بها في الدنيا ..
والإنسان من طين واذا ضرب به ضره .
▪وقفة :
المحنة أظهرت ضغينة قلب ابليس ، لما أمر الله الملائكة بالسجود ابليس معهم في ضمن الخطاب وإن لم يكن من عنصرهم ، إلا أنه تشبه بهم في أفعالهم لذلك دخل الخطاب وكان من الملائكة بإعتبار صورته وليس بإعتبار أصله ، إذآ هو معهم وليس منهم .

🍃 قوله ( قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ )
قال الله لإبليس اهبط من الجنة وقيل من المنزلة التي كان فيها في الملكوت الأعلى الى أقل، قابل الأمر بالإستكبار فجوزي بالصغار ، الله تعالى عامل إبليس بالنقيض قصد التكابر والتعاظم فأخرجه الله ذليلآ صاغرآ ، فأخرج من الجنة وصار من الذليين الحقيرين بسبب عصيانه وخروجه عن طاعته .
الجنة لا تليق بأخبث خلق الله وشرهم فهيا للطيبين الطاهرين .
📍وقفة :
▫التكبر يوجب العقاب الشديد والإخراج من زمرة الأولياء والإدخال في زمرة الملعونين .
▫ان ليس في الجنة من يتكبر ، ولا يليق بذلك .
▫طرد ابليس للتكبر ، لا مجرد معصية ، حديث ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من الكبر )

🍃قوله ( قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ، قَالَ إِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ )
أمهلني الى يوم القيامة يوم البعث ، الله قدر وأعطاه المنظار الى وقت المعلوم ، وقيل يوم النفخ  الأولى يميتهم حين يموت الخلق كلهم ، والعلم عند الله تعالى . فهم من المنظرين لوقت آجالهم .
📍تنبيه : 
أنظار الله لأبليس أمر قد قدره الله من قبل سؤال ابليس ، اي تحقق قولك من الفريق الذين انظروا ، فجواب الله عن أمر تحقق وليس إجابة لطلب إبليس ، فهناك حكمة من الله أن أنظر إبليس .

🍃 قوله (  قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ  )
بسبب هلاكك لي وكما أضللتني  ، أقسم لألزمن الجلوس لذرية آدم على طريق الحق المستقيم القويم الموصل الى الجنة وهو الاسلام وشرائعه وأصدهم عن طاعتك وأزين لهم الباطل لكلا يعبدونك ولا تجد أكثرهم شاكرين .

✨إضاءة :
أفضل ما يقدره الله لعبده وأجل ما يقسمه للعبد الهدى ، وأعظم ما يبتليه عليه ويقدره الضلال ، وكل مصيبة دون مصيبة الضلال ، وكل نعمة هي دون نعمة الهداية .
فهو ( الإهتداء والإضلال ) فعل الله وقدره ، لكن الهداية والضلال فعل العبد وكسبه .
▪لأقعدن : لام القصد تأكيد حصول وتحقيق العزم ، فهو مصر وإصراره تعد الحدود وتعد نفسه لدرجة أنه يضل الجميع حتى يهلكوا ويضلوا ، كما أضل وهلك من الحسد .
والقعود بمعنى انه منتبه متربص وانه سيواظب على الإفساد لا يفتر منها .

🍃 قوله ( ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ )
لآتي بني آدم من جميع الوجوه ومختلف الطرق فأصدهم عن الحق وأحسن لهم الباطل من بين أيديهم وخلفهم اي اشككهم في الآخرة وما يتركوا وراء ظهورهم في الدنيا من القلق ، وقيل ايمانهم الأعمال الطيبة والشمال المعاصي ، فهو لا يترك طريق الا وسلكه ، يأتيه بحب الدنيا والمال ، الشرك ، أفساد العمل ، يشغله بالوساوس والخواطر المزعجة ، من باب الكبائر والصغائر ، من باب المباحات فبشتغل بها فيضيع عمره بلا فائدة ، او يشغله بالعمل المفضول عن الأفضل يدعو الى ٧٠ خير الى ان يوصله الى شر او يفوت بها خير ، يصدهم عن الخير ويحبب لهم الشر .
فنبهنا الله لنأخذ الحذر ونستعد ونحترز بالعلم والكتاب .
ما سبب الضياع ❓
الغفلة .
ولم يقل تعالى فوق لأن الرحمة تنزل ..
ولعزم إبليس على اضلالهم ، ظن أن لا يجد أكثرهم شاكرين ، فصدق طنه فاتبعوه بل يشركون ولا يطيعون ، إلا فريق من المؤمنين . 

🍃 قوله ( قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ )
أخرج من الجنة مطرود من رحمة الله .
مدحورآ : أبعده
الله يقسم لمن تبعك من بني آدم أن أملأ جهنم منهم ومنك ومن ذريتك ..
والمار دار العصاة لابد أن يملأها .
💦 نتعلم :
▫إبليس كان عالم بالدين القويم والمنهج المستقيم ، لقوله لأقعدن صراطك وهو الدين الحق فهو عالم أنه وحده سبب للضلالة والغواية بقوله - فبما أغويتني - 
▫إبليس أول من قدم القدر على الأمر وعارضه به بما أغويتني ، فرد أمر الله بقدره واحتج على ربه بالقدر .

💦اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين 💦

•°| 🍃 هل بدأت ؟ 🍃 |°•


• جاء عن بعض السلف قولهم:
رجب شهر البذر،
و شعبان شهر السُقيا،
ورمضان شهر الحصاد ..

• حول هذا المعنى، ومن باب الإستعداد لرمضان -بلغنا الله وإياكم هو ونحن في عافية وزيادة إيمان- 
____________
-١-
• يقول الله تعالى{ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً }
إنه امتحانٌ من امتحانات الصدق في القرآن، فالصادقُ فينا الذي يريد أن يفوز في رمضان هو الذي يعد العدة ويستعد ..
*" فالإمدادُ على قدْرِ الإستعداد "*
• بعض الناس ينتظر رمضان لكي  يبدأ بالتغيير  ويصلح من قلبه وعبادته وصلاته وتلاوته وتعامله مع القرآن، وهذا من أكبر الأخطاء التي نقع فيها ..!

بل إن أكبر شرَك ومصيدة للشيطان أنه يمُد حبل الأماني للإنسان ..

تأمل في حال كعب بن مالك رضي الله عنه في غزوة تبوك، لم يخرج مع الجيش، 
تراخى..
تأخر..
كان يقول لنفسه ألحقهم متى شئت، فهم جيش كبير، حركتهم بطيئة، وأنا شاب ومعي فرس وسألحق بهم ..
ثم ماذا؟
يمضي اليوم الأول والثاني والثالث والرابع ...
وهو يقول لنفسه غداً سأخرج غداً سأخرج .. ومضى الجيش وابتعد الجيش، وتخلّف كعب ..!!

• لا تتباطئ، لا تؤجل، لا تتراخى .. فقد يحول الله بينك وبين عزيمتك
وبينك وبين إرادتك،
وبينك وبين العمل ..

{ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } ،،،
____________
-٢-
• *رجب شهر البذْر،* والمقصود كل ما تريد أن تجنيه وتظفر به في رمضان فأبذر بذوره من الآن ..
 
• تريد صلاةً خاشعةً في رمضان تتلذذ فيها وتتفتح لها أبواب السماء 
فأول ما تبدأ به الفرائض، اعزم أمرك واحبس قلبك في صلاة الفريضة وخاصة عند قراءة الفاتحة، كن حارساً يقِظاً على قلبك.
 
أطل في قراءتك، في ركوعك، في سجودك في دعائك شيئاً فشيئاً .. الزم نفسك بأن تسبح عشراً في الركوع وفي السجود ..

اخرج من دائرة التخفيف فالتخفيف لا نهاية له ومن تعود عليه فلن يصل للخشوع.

اعزم على نفسك وجاهدها أن لاتقوم حتى تنتهي من أذكارك بعد الصلاة وتتبعها بالسنة الراتبة.

صلى رجل بجانب عبدالله ابن المبارك ولما انتهت الصلاة قام الرجل مسرعاً فجذبه ابن المبارك من ثوبه وقال له: أما لك إلى ربك حاجة.

*وكم لنا إلى ربنا من حاجات..!*

• اجعل من ضمن برنامجك للاعتناء بصلاتك أن تنتهي من قراءة شرح أذكار الصلاة كاملة من كتاب (شرح الأذكار والأدعية) للدكتور عبدالرزاق البدر،
أو سماع شرحها من دروس فضيلة الشيخ خالد السبت.

ثم اجمع الفوائد وانشرها لتنفع نفسك وتعين غيرك، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ..

أعانني الله وإياكم على طاعته ،،،
____________
-٣-
• القرآن هو مادة العمل الكبرى وتاج الأعمال في رمضان، صفقة القرآن في الميزان ثقيلة، والمحروم من حُرم غُنمها.

فإن أردت فتحاً في القرآن في رمضان فاشتغل به من الآن وكثف الإشتغال، فالقرآن *عزيز* لا يفتح أبوابه إلا لمن أقبل عليه ..!

• اجعل لك ورداً يومياً من تلاوته لا تُنقصه أبداً، ولاتكن همتك ضعيفة فتكتفي بأقل القليل فكلما أكثرت زاد الفتح.

• اجعل لك حظاً من سماعه في أوقات الصفاء من نفسك فإنَّ في سماع القرآن سِراً ...
ابحث عن التلاوات المؤثرة، القديمة، النادرة التي تنفع قلبك وتأخذك من نفسك .

• اجعل لك حظاً من تدبر وفهم القرآن .
ثم حدد لك جزءاً تقف مع آياته بقراءة تفسيرها وسماعه من طلبة العلم المهتمين بالتدبر ..

مثلا : استمع لتفسير الشيخ أحمد خضر حسنين لقصار المفصّل، ستجده سهلا ميسراً نافعاً ..
أو تفسير الشيخ إبراهيم الحسن، أو الشيخ عبدالعزيز السدحان، أو الشيخ محمد الخضيري لجزء عم .. ستجد فيها خيراً وعلماً وتربيةً وإصلاحاً لقلبك ...

• استمع لدورة كاملة من دورات مفاتيح التدبر للقرآن ستجدها في موقع البث الاسلامي .

• أنصحك بقراءة ثلاث كتب قبل رمضان ستنقلك إلى عالمٍ سماوي عجيب، ربما من لذته ستعيد قراءة الكتاب أكثر من مرة :

° الطريق إلى القرآن / إبراهيم السكران .

° لأنك الله / علي الفيفي .

° رحلة تدبر / مشعل الفلاحي .

دروس تفسير قصار المفصل:
http://cutt.us/nJYSi

كتاب لأنك الله :
http://cutt.us/Yo9MJ

كتاب الطريق إلى القرآن :
http://cutt.us/J2ad
____________
-٤-
• قال ابن القيم رحمه الله: " إن العبد إذا أقبل على طاعة الله، بعث الله له صوارف ليتبين صدقه فإذا جاهد وصبر وثبت عادت هذه الصوارف في حقه معاونات على الطاعة ".

• وأنت في حملة الإستعداد لرمضان تحتاج أن تضع كلام ابن القيم بين عينيك، وتكرره على نفسك حتى تثبت .

• *اعزم على نفسك* مثلا بأن لا تكلم أحداً ولا تفتح جوالا ولا رسالةً بعد صلاة الفجر والعصر حتى تنتهي من كل الأذكار، والتسبيح مئة تسبيحة، والتهليل مئة تهليلة ..

*اعزم على نفسك* أن لا تترك الوتر أبداً إلى أن يأتي شهر رمضان، وأن تلتزم بإحدى عشرة ركعةً يومياً ولو أن تقرأ فيها بسورة الإخلاص .. المهم أن تتم ركعات القيام كلها.

*اعزم على نفسك* أن لا تترك السنن الرواتب ولو أن تتدرج فيها شيئاً فشيئاً حتى تستتم لك.

حبب النوافل إلى قلبك بالقراءة في أجورها، تأمل مثلا هذا الحديث : ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه ) ..

أجرٌ هائل..!!
يكاد العقل أن لا يتصوره مقابل ماذا ؟
ركعتين فقط تحاول أن تجمع قلبك فيها وتخشع.

• ستأتيك الصوارف والشواغل والقواطع من هنا وهناك ولكن إن تحاملت على نفسك وصبرت وصابرت *سيفتح الله في وجهك بعدها أبواب الرحمة ..*
*وستجني الثمار في رمضان ..*

• [ اصبر، فالغُنمُ بالغُرم ..!]

اللهم إنا نستعينك فأعنا ،،،____________
-٥-
• إذا أردت أن تُرزق قلباً أواهاً مخبتاً منيباً في رمضان، فأبدأ *بقانون الترك* من الآن، فهو من الأعمال التي ترفع الإيمان وتقفز به عالياً ..
من الأعمال التي تندّي القلب وتليّنه وتسقيه.

فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وعلى مقدار الترك يكون العِوض من الله ..!
• فتش في يومك وليلتك ستجد  الشهوات تحيط بك ..
تُزاحمك،
تُشغلك،
تقيدك،
تحجبك،
تشوش عليك ..

خلص قلبك منها،
جاهد نفسك على تركها شيئاً فشيئاً ليصفو لك قلبك، وتصفو لك عبادتك، ويكثر دمعك ..
[فمن صفّى صُفّيَ له ومن كدّرَ كُدّر عليه،،]

• اعزم على ترك الخيانات و ذنوب الخلوات فهي إغلاقٌ وإطباق،:وهي أكنّةٌ وأغشية، وهي البلاء الذي يضيع قلبك، ويلوثه ويسقطه ..

• تفقد تعلقات قلبك ..
فأكثر ما أتعبك وأرهقك وشتتك وبعثرك أن سلّمتَ قلبك لمخلوق مثلك، فصحح وجهتك ليسترد قلبك عافيته قبل رمضان.
____________
-٦-
  [ *قلبك والضجر* ]

تأمل لو أن ابنك خدمك وقام بما تريده منه ولكن بمشاعر الضجر، وكأن خدمته لك همٌ وواجبٌ يريد أن يؤديه ويتخلص منه ويرتاح
هل سيرضيك هذا ؟
هل ستعتبره باراً ؟
هل سيكون مؤدياً لحقك؟

الجواب .. لا
لأن الضجر لا يناسب البر ، لا يناسب الإحسان، لن تكون محسناً وأنت تؤدي العمل وتدفعه دفع المتضجر الذي يريد الخلاص، لن يكون وصفك محسناً باراً بل ستوصف بأنك
 أسأت الأدب ..!

• إذا كان المخلوق لا يقبل منك هذا فكيف بالله العظيم الجليل رب العالمين..؟!

إياك أن تقف بين يديه وهو ينظر إلى قلبك ويراه متضجراً متململا يريد الخلاص، *فأجرك على قدر إحسانك*، فكلما كان إحسانك تاماً كان أجرك تاماً وإذا نقص إحسانك نقص أجرك ..

• فاجعل من ضمن استعدادك لرمضان أن تتعلم الإحسان وكيف تحققه وتصل إليه.

وأن تراقب قلبك، و تتفقد مشاعره  وتفاصيله وما يدور فيه فتبدأ بتهذيبه وإصلاحه حتى تجني شهده في رمضان ..

وأنصحك بسماع محاضرات عن الإحسان في العبادة .

رزقني الله وإياك الإحسان ،،،
____________
-٧-
 
● [ *الفضول ورمضان* ]
• فضول الكلام
   فضول النظر 
   فضول المخالطة
   فضول النوم والأكل
    
يُضعف القلب، يُصيبه بالثقل والكسل والتراخي والفتور،
فالنفس إذا شبعت تثبطت إلى الأرض و قل حماسها، وقل نشاطها وتراخى سيرها ..

فتراه لا يجد في نفسه نشاطاً لا لصلاة ولا لقرآن ولا لعلمٍ ولا لذكر، بل تمر عليه الساعات ولسانه معقود عن الذكر وماهذا إلا للثقل الذي أصاب قلبه ..!

• فمن كثُر نومه لم يجد في عمره بركة، ومن كثُر كلامه كثُرت سقطاته وذنوبه، ومن كف لسانه سلم ونجا.

ومن أكثر الخُلطة والمجالس الفارغة انفرط وقته وضاع حظه من ربه، وربما لم يخرج من مجلسه إلا وقد انطمس نور التقوى في قلبه ..!!

ومن أكثر من أكله وشرابه استغلق عليه قلبه وقلّ دمعه.

• *فترك الفضول* من أعظم الاحتياطات  التي تؤدي لحراسة القلب قبل رمضان .

يارب أعنا على أنفسنا ورضنا باليسير من الطعام والشراب والخلطة والنوم ،،،
____________
دار التوحيد

الخميس، 20 أبريل 2017

ماذا قبل رمضان ■ •• تدبر سورة فاطر ••■


 يُحكى أن بعض الصالحين خرج يوما يطوف بالطرق يبحثُ عن قلبه..
فدخل سكة من السكك فوجد صبياً يبكي قد ضربته أمه وأخرجته من الدار وأغلقت الباب دونه، أخذ الصبي يتلفتُ يمنة ًويسرةً لا يعرف أين يذهب؟ وأيّ طريق يسلك؟ ومع من يتحدث؟
فألصق نفسه بباب الدار ووضع خده عليه وأخذ يبكي وينادي  أماه .. أماه ..حتى غلبه النوم من شدة البكاء..
فقدت الأم صوت ابنها، ففتحت الباب تبحث عنه فإذا هو نائمٌ عند عتبة الباب!
حنت عليه، التزمته واحتضنته .. و ألصقته بصدرها وأخذت تمسح على وجهه وشعره.. "يا بنيّ لو أطعتني ولم تخالف أمري لما فعلتُ بك ذلك، يا بُنيّ أنت الذي جعلتني أطردك وأغلق الباب في وجهك، يابُنيّ .. يابُنيّ....."

عندها صاح الرجل وهو ينظر لهذا المشهد وأخذ يقول ...
الآن الآن وجدتُ قلبي...!!

■ يا ترى أين وجده؟
وجده في الافتقار والإنكسار والإطراح بين يدي ربه...

يقول سهل بن عبدالله: ليس بين العبد وبين ربه طريقٌ أقرب من [الافتقار]..

■ مهم أن لا ندخل لسورة فاطر إلا ونحن نستشعر معنى الافتقار الذي حدثتنا عنه آياتها .. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾

-٢-
•سورةٌ فاطر مكية اُفتتحت بالحمد،،،

والحمدُ هو الثناء على الممدوح محبةً وتعظيما

• موضوعها الرئيسي:
إثبات قدرة الله ووحدانيته من خلال التأمل في الكون..

فالسورة مليئة بالحديث عن آثار قدرة الله في الكون من سماوات وبحار وجبال وخلق وكائنات...

• ومسألة الخلق من أعظم الدلائل على وحدانية الله وقدرته فالله خلق كل شئ الصغير والكبير والانسان والدابة  والسموات والأرض، وكل خلق يختلف عن الآخر...
ومن عرف عظمة هذه المخلوقات عرف عظمة الله..!

وإذا عظُم الله في قلوبنا زادت العبودية وزاد الإيمان وزاد التسليم والافتقار والفرار، وزادت الخشية،،
ووصل الإنسان إلى مرتبة الإحسان الذي هو اليقين القلبي، المشاهدة القلبية 
أن تعبد الله كأنك تراه ...
فيعلم العبد أنه لا يعبد فراغاً أو سرابا إنما يعبدُ رباً عظيماً قادرا مقتدرا سبحانه وبحمده...

• لذلك كانت عبودية التفكر عبودية عظيمة..
يقول الحسن رحمه الله: "تفكر ُساعة خيرٌ من قيام ليلة..!"

ولما سُئلت زوجة أبي الدرداء رضي الله عنه ما أفضل عبادته قالت: التفكر والاعتبار...

• بدأت الآيات بذكر خلق السموات والأرض وخلقهما مُبهرٌ جدا ..
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن بينهما مسيرة خمسمائة سنة، وبين كل سماء وسماء مسيرة  خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة،  وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك العرش، والله فوق العرش ليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شئ...

-٣-
•﴿ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ﴾

بيّن الله صفة خلق الملائكة، وأن خلقهم يتفاوت، وصفاتهم تتفاوت..

• و هم عباد الله المكرمون، خلقهم الله من نور، و طهرهم وقدسهم ذاتا وصفاتا وأفعالا ..

• ليسوا بناتا ولا أولادا لله ولا شركاء له..

• عددهم لا يحصيه إلا الله فهم كثرة كاثرة، ويكفينا قول النبي صلى الله عليه وسلم:
" أطّت السماء وحُق لها أن تئِط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملكٌ واضعٌ جبهته لله ساجدا"...

• منهم من جاءت تسميته في القرآن والسنة، ومنهم من جاء ذكرُ عمله الذي وكل به ..
• نؤمن أن الملائكة أجسامٌ لطيفة ولطافتها من ناحيتين:

الأولى: الخِفّة، وقدرتها على الحركة السريعة ..

والثانية: قدرتهم على التشكُل، فكان جبريل عليه السلام ينزل على رسول الله على هيئة دحية الكلبي..

• نؤمن أن لهم وظائف وأعمالا محددة، فمنهم من هو موكلٌ بالقِطر (المطر) وهو ميكائيل، ومعه أعوانٌ من الملائكة يأتمرون بأمره يصرّفون السحاب...
جاء في الأثر:
"ما من قطرة تنزل من السّماء إلا ومعها ملكٌ يقرر موضعها من الأرض"

• ومنهم من هو موكلٌ بالنفخ في الصور وهو إسرافيل، ومن هو موكلٌ بقبض الأرواح وهو ملك الموت، ومن هم موكلون بالحفظ وهم (الحَفَظة)، فما من مؤمن إلا وجعل الله الملائكة من حوله يحفظونه من الشرور والأذى..

• ومنهم من هو موكلٌ بالجبال، ومنهم خزنة الجنة وخزنة النار، ومنهم هاروت وماروت، ومنهم الكتبة يكتبون الحسنات والسيئات...

-٤-
 ما واجبنا تجاهم ❓
• على المؤمن أن يتولى الملائكة بالحب والتبجيل والإكرام، وأن يحرص على صحبتهم فهي صحبةٌ مباركة محفوفة بالرحمات..

● كيف تُستصحب الملائكة؟
• بكثرة قراءة القرآن، فلا ترضى بالقليل من القرآن فيقلّ حظك من هذه الصحبة..

• حضور مجالس الذكر والعلم، إن لله ملائكة سيّاحين يلتمسون مجالس الذكر..

• أن يكون على طهارة ويبيت طاهرا (من بات طاهراً بات في شعاره ملك، فلم يستيقظ حتى يقول اللهم اغفر لعبدك فلان فقد بات طاهرا) .. وأنعم وأكرم بهذا الصاحب الذي يكون بجانبك وملاصقا لك وكلما تقلبت في فراشك استغفر لك..!

• الجلوس لانتظار الصلاة، لم تزل الملائكة تُصلي عليه اللهم اغفر له، اللهم ارحمه.

• أكلة السحور (إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين) ..

• صلاة الملائكة على من يعود مريضا (ما من مسلمٍ عاد أخاهُ إلا ابتُعث له سبعون ألف ملكٍ يصلّون عليه من أي ساعات النهار كان حتى يُمسي ومن أي ساعات الليل كان حتى يصبح) ..

• صلاة الملائكة على معلم الناس الخير..

• صلاتهم على أهل الصفوف الأولى في الصلاة، ومن هم في ميامن الصفوف..

-٥-
﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ... ﴾

• آيةٌ تسكب ٌ السكينة في قلب قارئها،
يجدُ فيها الفرج والفرح والرِّي والاسترواح...

إنها رحمة عامة تشمل كل رحمة، ورحمات الله لا تُحصى ...
الهداية رحمة،
التوبة رحمة،
الستر رحمة ..
العلم والتوفيق والحكمة رحمة ..
الأخلاق رحمة ..
الزوج الصالح والذرية الصالحة رحمة ..

والله وحدهُ هو الذي يملك الرحمة وليس البشر...

فلو قدّر الله هذه الرحمة لأحد لا يستطيع مخلوق ولا كائنٍ من كان أن يُمسكها أو يحجبها عنه...!

ومن رحمة الله أن تشعر بهذه الرحمة...

-٦-
﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ... ﴾

● ومن أعظم الرحمة [ الفتح ]

فالإنسان قد تُغلق عليه أمور دنياه من رزق، ومال، وشفاء، وزوج، وذرية،....

وقد تُغلق عليه أمور دينه من فتورٍ، وانتكاس، وتراجع، وضعف همةٍ، وقسوة قلبٍ، وجفاف دمعٍ، وعدم ثبات..

• فالله إذا أغلقَ ولم يفتح،
حلت المعاناةُ في حياتنا ..
والمعاناةُ بيننا و وبين أنفسنا ..
والمعاناةُ بيننا وبين الناس ..
بل المعاناةُ في كل شيء !!

وإن أصعب الإغلاق هو (قبضُ القلب)..! إغلاقُ القلب!
حين يشعر الإنسان أنه محبوسٌ محصورٌ داخل نفسه،
وكأنه يتنفسُ من ثقب إبرة ..
ما أصعبه وأشده من إغلاق...!

• كل هذه المغاليق لا يفتحها إلا الله،
فالله برحمته يفتحُ كل مغلق...

وكما قال أحد السلف:
[إذا لم تستعن بالفتاح ستبقى الأبواب مغلقةً دونك..! ]

فالفتحُ رحمة وأيّ رحمة ..

يارب افتح مغاليق قلوبنا 

-٧-
﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ... ﴾

• المصائب والبلاءات رحمة،،

والمؤمن الموحد لا ينظر للبلاء من زاوية ضيقة، زاوية الألم فقط .. لا

وإنما يوسّع نظرته ويتلمس رحمة الله فيما نزل به..!
كم كان هذا البلاء سببا في صلاحك، واستقامتك، ويقظتك...

وكم أصلح هذا البلاء من ثغرات وثغرات في قلبك..

وكم سدّ وأغلق هذا البلاء بابا من السيئات كان مفتوحا عليك تتقلب فيه صباح مساء وضاع عمرك وأنت منغمسٌ فيه...

كم كان سببا في صلاح أولادك وهدايتهم..

وكم فتح لك أبوابا من العلم والخير لم يخطر على بالك يوما أنك ستكون من أهلها، فضلا أن تتولى قيادتها وتصبحُ رأساً فيها..!!

وصدق أهل العلم في قولهم:
" لو كُشِفَ لك من اللوح المحفوظ لم تختر من القدرِ إلا ماقُدّر لك ..! "

• مهما فقدت أو صُرِفَ عنك من أمور الدنيا فأحسن الظن بربك بأن هذا الصرف إنما هو "رحمةٌ" من الله بك...

﴿ وَاللهُ يَعلَمُ وَأنتُمْ لا تَعلَمُون ﴾

-٨ -
﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ... ﴾

● جاء أعرابي لعمر رضي الله عنه يشتكي قلة المطر، يا أمير المؤمنين:
أجدبت الأرض .. مات الزرع .. هلك الناس....
فرد عليه عمر مباشرة: إذاً أُمطرتم...!

• كلما تعسر الأمر واشتد واشتد وانغلق، فهذا إيذانٌ بأن الفرج قد اقترب .. وأصبح قاب قوسين أو أدنى ..

• فإياك أن ينظر الله لقلبك وأنت في عسرك فيجدك تتقلبُ في النقص..!
نقص الإيمان، وسوء الظن، واليأس والقنوط وكأن رحمة الله انتهت..
وأبواب الله اُغلقت..
وخزائن الله نفدت...

بل الكمال كل الكمال أن تشتري مرضاة الله وأنت في هذا العُسر الشديد، بقلبك وبلسانك..

فينظر الله لقلبك فلا يجدُ فيه إلا الرضا، وحسن الظن، وترقّب ُالفرج..

وينظر للسانك فلا يسمع إلا الحمد والدعاء والثناء على حكمته وعلمه وتدبيره ولطفه..
 
فلا تخرج من هذا البلاء إلا وأنت مرحومٌ برحمة الله، اشتريت رحمة الله بقلبك ولسانك...

• لو استطاع الإنسان أن يعيش هذه الرحمة ويستروحها لتبدلت حياته، ولغدت محنه وبلاءاته منحاً ورحمات...

-٩-
● ذكرت سورة فاطر أعظم صارفين يصرفان الإنسان عن الحق ..

• الأول: الدنيا

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾

والدنيا حلوةٌ خضِرة، خداعةٌ براقة..
إذا فتحت عليك أبوابها وضحكت لك سحرتك و فتنتك وخطفتك وسحبتك...!

﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ﴾

• وكان يقولها الشيخ الشنقيطي لابنه:
يا بني .. الدنيا كالبحر كلما شربت منها ازداد عطشك..!

• حب الدنيا بلاءٌ كبير، من اُبتلي به فقد الكثير من إيمانه، وطال أمله، ومرض قلبه، وفقدَ السعادة ..
لأنه لن يشبع منها...!

[وكلُ ما تُعُلّقَ به فُقِدَ الصبرُ عليه] ،،

ومن ركنَ للدنيا أحرقتهُ بنارها فصار رماداً تذروه الرياح..

فاحذر الدنيا....!!

نعم ..
تعامل معها ولكن لا تتعلق بها..
واللهُ إذا أراد بعبده خيرا نزع حب الدنيا من قلبه...

-١٠-
● الصارف الثاني: الشيطان ،،،

﴿إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾

عداوة حقيقية قائمة إلى يوم القيامة..
هذا العدو هو أصل كل شر وأصل كل شقاء..!

• خفيٌ باطنٌ مستتر، مترصدٌ متربص، لا تعرف من أي ثغر سيهاجمك ..
من سمعك أو بصرك أو لسانك أو تفكيرك وخواطرك، أو بطنك وفرجك....

هو ينتظر أيُّ فرصة ليهجم عليك، ويضلك، ويعرقلك، ويغويك ويصرفك...

هو ملحاحٌ لا ييأس، ما استطاع عليك من طريق أتاك من آخر كما قال صلى الله عليه وسلم: " إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه"  ..

• أخطر أسلحته التي يُشهرها عليك (سلاح الوسوسة) ..

وحال الناس مع الوساوس كحال الغزال والكلب..!

من المعروف أن الغزال أسرع من الكلب، ولكنه كثير الالتفات، فإذا التفت ضعف جريه .. فتمكن منه الكلب..!

وكذلك الإنسان إذا التفت لهذه الوساوس وخاض فيها واسترسل معها، تسلط عليه الشيطان، وتقوّى عليه، وتمكن منه، وأخذ ينقله من وسواس لآخر حتى يُمرضه
ويخذله ويثبطه ويُقعده...

• فاحذره، وتعلّم حبائله وفخاخه وخطواته ومصايده..

• واستعذ بالله منه..
فلن يخلصك ويحميك ويصرفه عنك ويكفيك شره وأذاه إلا ربك....

[اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين ونعوذ بك أن يحضرون] ...

-١١-
• عرضت لنا السورة فتنة خطيرة كبيرة وهي فتنة [التزيين]..
وهي أن يُزيّن الباطل ويُقدم في صورة الحق!!

يفسد فهمه، ويفسد تصرفه، يبغض الحق، يحب الباطل، لا يدرك الأشياء على حقيقتها..

• ومتى يقع الإنسان فيها؟
إذا فقدَ بصيرته، إذا انطفأ نور البصيرة في قلبه، إذا أُصيب قلبه بالعمى..

• وهل يعمى القلب؟

﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ ..

كما أن العين يصيبها العمى فتفقد البصر، كذلك القلب يصيبه العمى ويفقد بصيرته..

وشتان شتان بين من فقدَ بصر العين ومن فقدَ بصر القلب..!

• البصيرة: هي النور الذي يقذفه الله في القلب فيميز به الإنسان بين الحق والباطل، ويُحسن عقله وتصرفاته واختياراته..
فلا يتبع الهوى، ولا يتحايل على الدين، ولا يخرم مروءةً، ولا يُحل حراما أو يحرم حلالا....

إنما هو سائرٌ إلى الله على بصيرة،
على نور..
 
﴿ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّور ﴾ ....

-١٢-
● كيف ينجو الإنسان من فتنة التزيين .. سواء كانت تزييناً للمعاصي، الهوى والشهوات، أو تزييناً للعمل فيراه حسناً، أو قلباً للأمور وتسميتها بغير مسمياتها ؟

• لا تعرض نفسك لأبواب الضلال وتتساهل في أمر الاستقامة، فكم من اُناسٍ ضلّوا من بعد الهداية، وانتكسوا من بعد الصلاح!

فلا تتكل على صلاحك وإن كنت صالحاً، ولا على استقامتك وإن كنت مستقيماً ..

• اجتهد في حراسة نفسك حتى تنتهي من الدنيا ..

• أكثر من الحوقلة فهي كلمة فرارٍ تفرّ بها إلى الله ويؤمنك بها من الفتنة ..

• الزم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
" يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"

• عليك بالعلم .. فبه تدفع عن قلبك الشبهة والفهم السقيم العليل الذي قد يرديك ..

• ابحث عن أهل البصيرة والزمهم، فهم القوم الذين لا يشقى بهم جليس...

وإن من الناس من إذا اقتربت منهم وخالطتهم وعاشرتهم، أحسستَ بنَفَسَ الصدق فيهم،
تكاد تشم رائحة الصدق وعبقه منهم..
لا زخرفة ولا تمثيل ولا كذب ولانفاق...

حكماء، حلماء، مباركين، ابحث عنهم وكن معهم، وإياك أن تفرط بهم..

رزقني الله وإياكم بهم.....

-١٣- 
﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا...﴾

• إنها آية الاعتزاز، فالعزةُ كلها من الله وإليه..

ومن طلبها من غير الله أذله الله وأهانه ووكله إلى من طلبها منه...!

• البرامكة وهم أخوال هارون الرشيد، لما تولى هارون الخلافة قرّبهم ورفع شأنهم وصارت لهم هيبه ونفوذ ومشاركة في السلطة..
وفي يوم غضب عليهم هارون غضبةً شديدة، فأقصاهم سجن من سجن، وطرد من طرد، وقُتل من قُتل...!
ولا يُعرفُ تحديدا ما لسبب الذي جعله ينقلب عليهم بهذه الصورة..

هم عاشوا بريق العزة والسلطة والتمكين وفي لحظة ذهب منهم كل شئ...!

كانت عزتهم مرتبطةٌ بمخلوق، ومن طلب العزة من مخلوق وكله الله إليه وأتاهُ خذلانه من جهته....

ومن استعز بالله لايستطيع أن يُذله أحد أو يُهينه أو يتقاوى عليه أحد..!

• [من ذلّ للعزيز عز ْ..]
وتأملها في كلمات سلطان العلماء العز ابن عبدالسلام بعد أن سجنه الحاكم ومنعه من دروسه ومن مسجده ليتقرب إلى النصارى، ثم لما أراد أن يُطلق سراحه أرسل له في سجنه من يقول له:
قبل يد الحاكم وسيطلق سراحك

فرد عليه:
يامسكين إني لا أرضى أن يُقبل سلطانك يدي، 
أفا أُقبل يدهُ أنا؟؟!
ياقوم أنتم في وادٍ ونحن في وادٍ ..!

-١٤- 
﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ...﴾

● الصعود يدل على الرضا والقبول ،،

فالعمل الذي يقبله الله ويرضاه هو الذي يصعد إليه..

واللهُ طيبٌ لا يقبل إلا طيبا،
فهو سبحانه الموصوف بكل طيب، وكل ما يصدر عنه جل جلاله طيب..
والله لا يقرّب إلا الطيبين...!

وكلما ازدادت أعمالك طِيباً ازدادَ قبولها..

●وتأمل أثر من آثار اسمه [الطيب]،،،

• إذا تصدق العبد بعدلِ تمرةٍ من كسبٍ طيب، فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يُربيّها لصاحبها كما يُربي أحدكم فُلّوه حتى تكون مثل الجبل..

• يقول ابن مسعود رضي الله عنه: "إن العبد المسلم إذا قال سبحان الله وبحمده، والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر تبارك الله .. أخذهن ملك فجعلهن تحت جناحه، ثم صعد بهنّ إلى السماء، فلا يمر بهن على جمعٍ من الملائكة، إلا استغفروا لقائلهن..."

-١٥-
 أثر اسم الله الطيب على الأعمال،،

سوف نتكلم عن  موضوع هو عند السلف يشكل قضية كبرى ألا وهو
( ما أرجى عمل عملته ..؟)

• والمقصود من سؤالهم ..
هل إذا نثرثَ شريط أعمالك بين يديك فهل تجد فيه عملاً قاربتَ فيه أعلى درجات الإخلاص، وهو الأقربُ إلى نفسك وقد جمعت فيه قلبك، وتشعر وتظن أنه أقرب وأرجى عمل لك عند الله، تحتسبه وتخبئه كسريرة بينك وبين الله...

• سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال .. "ما أرجى عمل عملته فإني سمعتُ دفّ نعليك في الجنة.."
فقال: "لا أتطهر طهورا إلا أحدثتُ له صلاةً من ليلٍ أو نهار" ..

كلما توضأ صلى ركعتين،
لم يختر صبره على تعذيب المشركين له في مكة، وسحبه في رمضاء مكة والصخر الذي وضعوه على صدره، إنما اختار هاتين الركعتين!!

• خالد بن الوليد رضي الله عنه حين سُئل،
لم يختر جهاده وغزواته والطعنات الي ملأت جسده ولكنه قال: "مامن عملٍ أرجى عندي من لا إله إلا الله أتترسُ بها..."

اختار كلمة التوحيد كأرجى عمل يقابل الله به..

-١٦-
● أرجى عملٍ عملته ،،،

• معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه لما حضرته الوفاة قال: "وإن أرجى عمل في نفسي أني سمعتُ أختي أم حبيبه تحدث عن رسول الله أنه قال: "من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار" .. وما تركتهن منذ سمعتهن إلي يومي هذا..."

• ما الذي يمنع أن نجعل أرجى عمل لنا ركعتين في جوف الليل، نحافظ ونداوم عليها حتى نلقى الله..!

• ما الذي يمنع أن نجعل إطعام الطعام أرجى عمل، فالإطعام له شأن عظيم..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك سرورا أو تقضي عنه دينا أو تطعمه خبزا" ..

وفي الحديث الآخر: "أربعون خصلة أعلاها منيحة العنز، ما من عامل يعمل بها رجاء موعودها إلا أدخله الله الجنة..."

والآن لا يحتاج أن تمنحه عنزا ليحلبها، بل لو داومت على إخراج علبة حليب في كل أسبوع ترسلها لعائلة فقيرة وخبأت هذا العمل وادخرته لنفسك بين يدي ربك لكفاك..!

• ما الذي يمنع أن تُعامل الله في الخفاء..
في يوم من الأيام وأنت لا تعلم كم في محفظتك فتخرجه كله وتعطيه لمسكينٍ مرّ بك وتدخره أرجى عمل تقابل به ربك لا يعلم عنه الخلق ..

-١٧-
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ..﴾

• مجرد أنك مخلوق فأنت فقير
وفقرك ملازمٌ لك، لا ينفك عنك..

• إن أسرع باب يدخل منه العبد على ربه هو باب [الافتقار]..
فالقلبُ إذا خضع ولان وانكسر وافتقر قرُبَ الله منه ...
• ورد في الأثر أن موسى عليه السلام قال:  أي ربّ أين أبغيك؟
فقال الله: ابغني عند المنكسرة قلوبهم..!

• هذا الافتقار إنما هو مفتاح يستمطر به العبد عطايا ربه، فالعطايا الكبار لا تأتي الا بعد افتقار ...

تأمل الافتقار الكبير الذي ظهر في كلام موسى عليه السلام :
﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾

هو في حالة خوف وقلق وهروب وجوع ومصير مجهول لا يعرف إلى أين سيذهب!

من رحِم هذه المشاعر خرجت هذه الكلمات ..
يارب أنا لكل خير سواء كان دقيقا أو جليلا، خاصا أو عاما، كبيرا أو صغيرا فأنا فقيرٌ إليه...

وبعد الافتقار فُتحت له العطايا ..
جاء الأمن، وجاءت الوظيفة، وجاءت الزوجة، ثم جاء أكبر عطاء وأكبر نوال وهو النبوة...و مقام التكليم...

-١٨-
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ...﴾

• تكفل الله لكل من افتقر إليه أن يسد فقره، ولكل من استغنى به أن يغنيه..

• وإذا عرفت سر اقتران [الحميد] ب [الغني] انفتحت لك بوابة من الرجاء...!

وذلك بأنك إذا اتصلت بالله الغني، فإن الله الحميد سيحمدُ لك ذلك فيُغنيك بما لا يخطر لك على بال، وسيجعلك تحمدُ عاقبة تعلقك به...

• وإذا علمتَ أن ربك هو الغني الحميد زاد افتقارك وانطراحك وركونك إليه..

• قام عبدالملك بن مروان وخطب في الناس خطبة بليغة، فإذا هو يقطع الخطبة وأخذ يبكي بكاء شديدا ... ثم قال:

"ياربي إن ذنوبي عظيمة وإن القليل من عفوك أعظم .. فاللهم اُمحُ بقليل عفوك عظيم ذنوبي...."

كلمات افتقار خرجت من بين خفقان القلب ونبض الإيمان....

-١٩-
﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ...﴾

● جعل الله الناس في هذه الأمة على ثلاث مراتب:
• ظالم لنفسه
• و مقتصد
• و سابق بالخيرات..

وهم يتفاوتون على حسب إيمانهم وأعمالهم واستكمالهم لشعب الإيمان ..

●الظالم لنفسه: هو من ظلم نفسه بالمعاصي، وفرط ببعض الواجبات وحمّل نفسه ما لا تطيق من الذنوب والإسراف فيها والإصرار عليها..

• فهو على خطرٍ عظيم ومشارف هلكة،
لأن الإيمان يضعف ويتناقص شيئا فشيئاً مع كل معصية يرتكبها الإنسان، وقد لا يبقى معه من إيمانه إلا مقدار حبة من خردل أو كوزن حبة الشعير...!

فإذا بلغ الإيمان في قلبه بهذا الوزن فإن الله لا يبالي به في أي أودية الدنيا هلك..!!

-٢٠-
● المقتصد: هذا القسم الثاني، وأهل هذه المرتبة اقتصروا على ما طُلب منهم من الفرائض والواجبات وانتهوا عن الكبائر والمحرمات،،

• ليست لديهم قضية المسابقة والمسارعة في النوافل والمستحبات..

• حالهم مع المعاصي على أمرين:

إما أن تنازعهم أنفسهم للمعاصي ولكن مقام الخوف يغلب عليهم، فإذا دخلوا معصية وبدأوا فيها وذاقوا بداية لذتها تركوها ونزعوا أنفسهم منها ..
خوفا من الله...!

ومن كان هذا حاله فليعلم أن له منزلةً عند ربه، ولعل ذلك الخوف الذي جعله يترك المعصية يبدل الله به معصيته إلى حسنة فالله كريم....

• وإما أن تتمرد عليهم أنفسهم وتغلبهم ويكملوا معصيتهم، فيندمون أشد الندم ويلحقون الندم باستغفار وتوبة وأوبه
ومن تاب تاب الله عليه...

فهم يدورون بين مقام الخوف والتوبة....

-٢١-
● السابق بالخيرات: وهذه أعلى درجة ..

هؤلاء هم عباد الرحمن، وأصحاب الغرُف، والصديقون المقربون ..
أكملوا شعب الإيمان، وأتوا بالفرائض والمستحبات، واجتنبوا الكبائر والمكروهات..

عندهم ضخامة في النوافل، والبذل والإحسان والعطاء..
ضخامة في المسابقة والمسارعة..

نفوسهُم كبيرةٌ شريفة، قلوبُهم حية،
همم متقدة .. إن كان أحدٌ معهم في الطريق سابقوه وإن لم يكن سارعوا هم بأنفسهم لا ينتظرون أحدا..
حراستهم لقلوبهم عجيبة..!
واستعانتهم بربهم كبيرة..

حمى الله أسماعهم وأبصارهم وجوارحهم وقلوبهم من الحرام..

يتولى الله أمرهم ولاية كاملة ويكفيهم كفاية لا نظير لها..!

جعلني الله وإياكم منهم،،،

والحمدلله على التمام،
والحمدلله على الختام،
والحمدلله الذي تتم بنعمته الصالحات..

اللهم انقلنا من خير إلى خير، ومن حسنٍ إلى أحسن، ومن صلاحٍ إلى إصلاح..

الأحد، 16 أبريل 2017

•°| 🍃 هل بدأت ؟ 🍃 |°•


• جاء عن بعض السلف قولهم:
رجب شهر البذر،
و شعبان شهر السُقيا،
ورمضان شهر الحصاد ..

• حول هذا المعنى، ومن باب الإستعداد لرمضان -بلغنا الله وإياكم هو ونحن في عافية وزيادة إيمان- 
____________
-١-
• يقول الله تعالى{ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً }
إنه امتحانٌ من امتحانات الصدق في القرآن، فالصادقُ فينا الذي يريد أن يفوز في رمضان هو الذي يعد العدة ويستعد ..
*" فالإمدادُ على قدْرِ الإستعداد "*
• بعض الناس ينتظر رمضان لكي  يبدأ بالتغيير  ويصلح من قلبه وعبادته وصلاته وتلاوته وتعامله مع القرآن، وهذا من أكبر الأخطاء التي نقع فيها ..!

بل إن أكبر شرَك ومصيدة للشيطان أنه يمُد حبل الأماني للإنسان ..

تأمل في حال كعب بن مالك رضي الله عنه في غزوة تبوك، لم يخرج مع الجيش، 
تراخى..
تأخر..
كان يقول لنفسه ألحقهم متى شئت، فهم جيش كبير، حركتهم بطيئة، وأنا شاب ومعي فرس وسألحق بهم ..
ثم ماذا؟
يمضي اليوم الأول والثاني والثالث والرابع ...
وهو يقول لنفسه غداً سأخرج غداً سأخرج .. ومضى الجيش وابتعد الجيش، وتخلّف كعب ..!!

• لا تتباطئ، لا تؤجل، لا تتراخى .. فقد يحول الله بينك وبين عزيمتك
وبينك وبين إرادتك،
وبينك وبين العمل ..

{ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } ،،،
____________
-٢-
• *رجب شهر البذْر،* والمقصود كل ما تريد أن تجنيه وتظفر به في رمضان فأبذر بذوره من الآن ..
 
• تريد صلاةً خاشعةً في رمضان تتلذذ فيها وتتفتح لها أبواب السماء 
فأول ما تبدأ به الفرائض، اعزم أمرك واحبس قلبك في صلاة الفريضة وخاصة عند قراءة الفاتحة، كن حارساً يقِظاً على قلبك.
 
أطل في قراءتك، في ركوعك، في سجودك في دعائك شيئاً فشيئاً .. الزم نفسك بأن تسبح عشراً في الركوع وفي السجود ..

اخرج من دائرة التخفيف فالتخفيف لا نهاية له ومن تعود عليه فلن يصل للخشوع.

اعزم على نفسك وجاهدها أن لاتقوم حتى تنتهي من أذكارك بعد الصلاة وتتبعها بالسنة الراتبة.

صلى رجل بجانب عبدالله ابن المبارك ولما انتهت الصلاة قام الرجل مسرعاً فجذبه ابن المبارك من ثوبه وقال له: أما لك إلى ربك حاجة.

*وكم لنا إلى ربنا من حاجات..!*

• اجعل من ضمن برنامجك للاعتناء بصلاتك أن تنتهي من قراءة شرح أذكار الصلاة كاملة من كتاب (شرح الأذكار والأدعية) للدكتور عبدالرزاق البدر،
أو سماع شرحها من دروس فضيلة الشيخ خالد السبت.

ثم اجمع الفوائد وانشرها لتنفع نفسك وتعين غيرك، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ..

أعانني الله وإياكم على طاعته ،،،
____________
-٣-
• القرآن هو مادة العمل الكبرى وتاج الأعمال في رمضان، صفقة القرآن في الميزان ثقيلة، والمحروم من حُرم غُنمها.

فإن أردت فتحاً في القرآن في رمضان فاشتغل به من الآن وكثف الإشتغال، فالقرآن *عزيز* لا يفتح أبوابه إلا لمن أقبل عليه ..!

• اجعل لك ورداً يومياً من تلاوته لا تُنقصه أبداً، ولاتكن همتك ضعيفة فتكتفي بأقل القليل فكلما أكثرت زاد الفتح.

• اجعل لك حظاً من سماعه في أوقات الصفاء من نفسك فإنَّ في سماع القرآن سِراً ...
ابحث عن التلاوات المؤثرة، القديمة، النادرة التي تنفع قلبك وتأخذك من نفسك .

• اجعل لك حظاً من تدبر وفهم القرآن .
ثم حدد لك جزءاً تقف مع آياته بقراءة تفسيرها وسماعه من طلبة العلم المهتمين بالتدبر ..

مثلا : استمع لتفسير الشيخ أحمد خضر حسنين لقصار المفصّل، ستجده سهلا ميسراً نافعاً ..
أو تفسير الشيخ إبراهيم الحسن، أو الشيخ عبدالعزيز السدحان، أو الشيخ محمد الخضيري لجزء عم .. ستجد فيها خيراً وعلماً وتربيةً وإصلاحاً لقلبك ...

• استمع لدورة كاملة من دورات مفاتيح التدبر للقرآن ستجدها في موقع البث الاسلامي .

• أنصحك بقراءة ثلاث كتب قبل رمضان ستنقلك إلى عالمٍ سماوي عجيب، ربما من لذته ستعيد قراءة الكتاب أكثر من مرة :

° الطريق إلى القرآن / إبراهيم السكران .

° لأنك الله / علي الفيفي .

° رحلة تدبر / مشعل الفلاحي .

دروس تفسير قصار المفصل:
http://cutt.us/nJYSi

كتاب لأنك الله :
http://cutt.us/Yo9MJ

كتاب الطريق إلى القرآن :
http://cutt.us/J2ad
____________
-٤-
• قال ابن القيم رحمه الله: " إن العبد إذا أقبل على طاعة الله، بعث الله له صوارف ليتبين صدقه فإذا جاهد وصبر وثبت عادت هذه الصوارف في حقه معاونات على الطاعة ".

• وأنت في حملة الإستعداد لرمضان تحتاج أن تضع كلام ابن القيم بين عينيك، وتكرره على نفسك حتى تثبت .

• *اعزم على نفسك* مثلا بأن لا تكلم أحداً ولا تفتح جوالا ولا رسالةً بعد صلاة الفجر والعصر حتى تنتهي من كل الأذكار، والتسبيح مئة تسبيحة، والتهليل مئة تهليلة ..

*اعزم على نفسك* أن لا تترك الوتر أبداً إلى أن يأتي شهر رمضان، وأن تلتزم بإحدى عشرة ركعةً يومياً ولو أن تقرأ فيها بسورة الإخلاص .. المهم أن تتم ركعات القيام كلها.

*اعزم على نفسك* أن لا تترك السنن الرواتب ولو أن تتدرج فيها شيئاً فشيئاً حتى تستتم لك.

حبب النوافل إلى قلبك بالقراءة في أجورها، تأمل مثلا هذا الحديث : ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه ) ..

أجرٌ هائل..!!
يكاد العقل أن لا يتصوره مقابل ماذا ؟
ركعتين فقط تحاول أن تجمع قلبك فيها وتخشع.

• ستأتيك الصوارف والشواغل والقواطع من هنا وهناك ولكن إن تحاملت على نفسك وصبرت وصابرت *سيفتح الله في وجهك بعدها أبواب الرحمة ..*
*وستجني الثمار في رمضان ..*

• [ اصبر، فالغُنمُ بالغُرم ..!]

اللهم إنا نستعينك فأعنا ،،،
____________

الجمعة، 14 أبريل 2017

✨وقفات إيمانيّة من سورة الأنعام من آية ( ١٥٥: آخر السورة )... مع أ. ام اسامة ✨

🍃 قوله ( وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
بعد ذكر موسى عليه السلام جاء ذكر القرآن الكريم .. الله عز وجل يرغبنا ويدعونا لإتباع القرآن ويأمرنا بتدبره والدعوة إليه  ، ووصفه بالبركة لمن اتبعه وعمل به في الدنيا والآخرة لأنه جعل كتاب الله المتين ، فما من شر إلا وقد ونهى عنه وحذر منه .. 
🍀 اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات .
اي يبارك الله للعبد في وقته وعمله وعلمه وبدنه في شؤونه كلها يجد البركة فهو يتقلب فيها اذا كان يعيش مع القرآن ، وتحصل البركة بتوفيق الله له بالقرآن الخيرات والهدايات ، وما يحصل في الآخرة من أجور ودرجات عليا كثير خيره ونفعه ، لأنه كتاب مبارك وعزيز .
📍 ومن عزته أنه لا يوفق لمعاينته ولا تفتح مغاليقه عن المعرض عنه المشتغل بغيره بالدنيا واللهو فهذا قلب محروم من كثير معاني القرآن لتعلق القلب بالغفلة .
▫فاتبعوه :
اتباع هديه من أوامر وترك نهيه .
▫واتقوا الله :
أن تخالفوا له أمرآ لعلكم لأجله ترحمون .
✨إضاءة .
▫كتاب الله من أعظم النعم التي امتن الله به عباده أن أنزله وجعل فيه الخير الكثير ورغب فيه وحذر من الشر .
▫وجب علينا اتباعه وتقوى الله بعدم مخالفته .
▫اكبر سبب لنيل رحمة الله اتباع القرآن علمآ وعملآ .
▫علم القرآن من أوسع وأجل العلوم ، لأن  الهداية تحصل بإتباع القرآن .
▫من المعروف أن كلمة كتاب نزلت على اليهود والنصارى .

🍃 قوله ( القول في تأويل قوله : أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ )
لئلا تقولوا انما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا ( اليهود ، النصارى ) لأنهم أهل كتاب ، لينقطع العذر ونقيم عليهم الحجة.
▫وان كنا عن دراستهم :
ما كنا نفهم تلاوتهم لأننا لا نفهم لغتهم  ولأنهم ليسوا بلساننا ونحن في غفلة وشغل عما هم فيه ، لذلك نزل القرآن حجة عليهم بالعربيه بلغتهم .  
  
🍃 قوله (  أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ  ... )
اي لو أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فيما أتوه ، لكن عند الإمتحان لا يستطيعون ..
وهكذا الإنسان يعزم وعند المطالبة لا يفعل .
▫فقد جاءكم بينة :
اسم جنس يدخل فيه كل ما يبين الحق ، فقد حذركم بلسان نبيه محمد عليه السلام العربي وبين الحلال والحرام ، فهو رحمة لعباده الذين اتبعوه ، وسعادة الدنيا والآخرة . بين الحق من الباطل ووجب عليك الإنقياد والعمل بموجبه ، فمن كذب فهو من أظلم الظالمين ، فوجب عليك الإلتزام والعمل بما جاء به .
▫فمن أظلم :  
صرف الناس وصدف اي صرف غيره وصده عن الإيمان وأعرض عن هذه البينة فالله يتوعد الصادين عن عبادته .
 
🍃 قوله ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ..)
هل ينتظر هؤلاء الذين استمر كذبهم وعنادهم ، ماذا ينتظرون ؟
أن يأتيهم عذاب الدنيا والآخرة ، ام تأتيهم الملائكة وهي تأتي عند قبض الروح ، ويحتمل أن يكون بناء على طلبهم ان يأتيهم العذاب ، فإذا نزلت الملائكة هل ينفعهم الإيمان ؟ لن ينفعهم .
أو يأتي ربك : وذلك عند فصل الحساب والقضاء بين الناس ، او بعض آيات ربك من أشراط الساعة وخاصة طلوع الشمس من مغربها لا تنفع نفس إيمانها ، الكافر حتى لو آمن فقط اغلق باب التوبة ، المؤمن المقصر يريد أن يزداد خير وإيمان وعمل صالح لما رأى الآيات .
▫الذي  ينفع من كان معه إيمان من قبل أن تأتي بعض الآيات  .
📍الإيمان لا ينفع إلا بشرطين :
أختياري ، غيبي مصدق بالجنه والنار والأمور الغيبيه .
▪مثال :
فرعون عند الغرق قال ءامنت .
خروج الشمي من مغربها لا تقبل التوبه لعموم الخلق ، ام الإنسان نفسه لا تقبل توبته عند بلوغ الروح الحلقوم .
▪نتعلم :
🔅وعيد للمكذبين وهم ينتظرون قوارع الدهر .
🔅اثبات الأفعال الإختيارية لله عز وجل كالأتيان .  
🔅الإيمان النافع يكون بالغيب وإختياري ليس مضطر أن يؤمن .
🔅أن الإنسان يكتسب الخير بالإيمان والطاعة والبر والتقوى تنفع لمن كان فيه إيمان أما إذا خلا القلب من الإيمان لم ينفعه شيء .
🔅الشمس اذا طلعت من المغرب أغلق باب التوبة وطلوعها مع الدابه مترادفان بينهم مسافه بسيطة بعد الشمس ، والحكمة أن الشمس اذا طلعت من المغرب ختم الأعمال ولم تقبل ، فيرسل الله الدابة فتكتب على جبهة كل إنسان ( شقي ، سعيد ) 
📍فائدة :
الشمس كل يوم تسير تحت العرش ثم تستأذن فيؤدن لها فترجع ، فإذا كان اليوم الذي يريد أن تطلع الشمس من المغرب تستأذن فلا يأذن لها الله .. 
ويقال أن الليل طويل والناس تنتظر طلوعها ، فتطلع من المغرب فيؤمن جميع الناس ، لكن لا تنفع نفس لم تؤمن من قبل .
وقيل تؤمر الحفظة بطي الصحف وطرح الأقلام ولا يقبل عمل وتختم .. هذا يحث على المبادرة بالتوبة .
📍وقفة :
شرطين تنفع الإيمان بعد طلوع الشمس : 
الإيمان وهو التصديق والإنقياد  ، العمل الصالح .
🍃 قوله ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ  )
يأمر الله بالجماعه وينهى عن الإختلاف والفرقة .
الشيعه : طائفة ينصر بعضها بعض ، يتشيع بعضها لبعض وهي الجماعه التي تتبع أمر سواء كان خير او شر .
فرقوا دينهم :
صاروا مختلفين في أصول الدين ،(  وليس في فروع الدين ) على طوائف فاحرفوا وبدلوا وأنقسموا الى طوائف متناحره .وتحولوا الى ملل شتى وهذا أمر عظيم .. كان الرسول عليه السلام يحذر أمته لينجو منهم من شاء له السلامة لأنه أمر لابد من وقوعه .
📍أسباب الإختلاف :
الجهل وعدم ظهور العلم من أمر بالمعروف ونهي عن منكر ، ستقوم الإختلافات الذي فيه جحد كل واحد من المختلفين مع ما الآخر من الحق فأدى الى الفرقه وفساد القلوب .. وعلل ان من كان قبلنا اختلفوا فاهلكوا .
📍أنواع الإختلاف :
خلاف يورث التفرقه في الدين وهم أهل الأهواء .
خلاف يقع بين أهل السنه في الفروع وليس الأصول وهذا لا يورث تفرق في الدين بل توسعه في الدين من الإجتهاد .
فمن تلبس بهذا الأمر من أهل البدع والأهواء ادى الى التقاطع ..
والرسول بريء لقوله ( لست منهم في شيء :
أوجب براءته منهم وليس من عقابهم في شيء إنما عليك الإنذار والله يتولى جزاءهم .
وهذه الآية على العموم وأهل البدع يدخلوا فيها لأنهم فرطوا في الدين .
▫أنما أمرهم إلى الله :
فيها تهديد أن أمرهم الى الله وهو يتولى حسابهم .
▪نتعلم :
أن الدين يأمر بالإجتماع والإئتلاف .. لذلك نهى الله  عن الغيبه والنميمة لأنها تسبب الفرقة .
قوة الأمة الإسلامية في وحدتها وإتحادها حتى التنافس في الخير .. 
ثم بين لطفه في عباده يوم القيامة :
🍃 قوله ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَاوَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )
من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت ١٠ الى ٧٠٠ .
ولا يهلك على الله إلا هالك ، إذآ ويلآ لمن غلبت آحاده عشراته لأن الحسنة بعشر أمثالها والله يجازي ويضاعف .
وأخبر أن الصبر بغير حساب إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به وهذا من الصبر .. والحسنة تعظم والصدقة يربيها الله عز وجل .
✨إضاءة :
الحسنة قوليه أو فعلية ظاهره أو باطنة ، متعلقة بحق الله أو بخلقه فله ١٠ أمثالها وهذا أقل شيء وهذا من فضله ، ومن جاء بالسيئة وهذا من تمام عدله فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون .

📍تارك السيئة الذي لا يعملها على أقسام :
🔻يتركها لله تكتب له حسنة .
🔻أن يهم بالسيئة ثم يتركها عزوفآ عنها - نسيان ، حياء - 
لم يتمكن من عملها لأنه مانوى خير ولم يفعل شر .
🔻تمنى أن يعملها خطط لكن الأسباب لم تساعده ، يعاقب على هذه النية دون العقاب الكامل .
🔻عزم على فعلها وتلبس بما يقرب منها بالأسباب ، لكنه كسل وعجز في تنفيذها فعليه وزر وإثم كفعل آثمها . . كأن كان في الطريق إليها لكن في الطريق كسرت رجله فهو آثم .

🍃 قوله (  قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
يخبر الرسول بأمر من الله بما أنعم الله عليه من الصراط المستقيم .
إنني : يأمر بالدين المعتدل المتضمن للأعمال الصالحة ، يأمر عن كل حسن وينهى عن كل قبيح .
وما عليه الانبياء والرسل وخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام ، لما بين الله ان الكفار تفرق أمر الرسول أن يعلمهم أن الله هداه الى الصراط المستقيم .
دينآ قيما : اي قائم ثابت لا أعوجاج فيه ووضحه بملة إبراهيم حنيفآ وما كان من المشركين ، اقتداء بإبراهيم ليكون محصل للكمال ، فيزيد الرسول بما حباه من الفضائل لهذا كان سيد ولد آدم وصاحب المقام المحمود .
🍃 قوله ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) 
فيأمره أن يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله ويذبحون لغيره ، أن صلاته ونسكه وصلاته على أسمه لا شريك له .
🍀 الصلاة : الركن الثاني في الإسلام ، كل التكاليف بالوحي الا الصلاة جاءت مباشرة تلقاها .
🍀نسكي : عباده تطلق على أعمال الحج والذبح وهو من أجلّ العبادات ، فيقال للأضحية نسك وهو ما يذبح في الحج .
▫وقيل النسك عباده فلان ناسك اي عابد .
📍أنواع الذبح :
قد يكون لله ، أو قدوم ضيف ، أو أكل لحم أو نحو ذلك .
متى يكون لغير الله ❓
في حال تقرب لغير الله ولا يقصد بالذبيحه اللحم أنما تعظيم للمذبوح له ويصرف اللحم للناس الآخرين ، كذبح لرئيس لأنه قدم من سفر وهذا شرك أكبر .
▪الذبح : إزهاق الروح بإراقة الدم على وجه مخصوص .. 
وهو أنواع : 
١- عبادة يقصد تعظيم المذبوح له والتقرب إليه وهذا لله على الوجه الذي شرعه كالأضحيه والهدي ، فإذا صرف لغير الله شرك أكبر .
٢- أن تكون إكرام لضيف أو وليمة لعرس هذا مأمور به اما وجوبآ او استحباب .
٣- أن يقع على وجه التمتع بالأكل أو الإتجار به ، الأصل فيه الإباحه .
اما الذبح للأصنام ، لا يجوز ، ولا يجوز أن يقول بإسم محمد عند الذبح  وإنما لله وكذلك السجود .
▪نتعلم :
▫شرف هاتين العبادتين ( الذبح ، الصلاة ) ودلالتهم على محبة الله وإخلاص الدين له والتوبة بالقلب قبل الجوارح ، فمن أخلص فيهما استلزم اخلاصه في جميع أعماله وعباداته .
▫محياي ومماتي : اي ما أعمله في حال الحياة من توحيد وعباده وأعمال البر والعمل الصالح كله لله ، وما اتسبب في وقوعه بعد الموت من ( وصية ، صدقة ..) كله لوجه الله بإفراد عبوديته ، فيموت على التوحيد .
▫أن الرسول اول من يبادر بإمتثال أمر الله عز وجل .
▫الذبح من أشرف وأجل العبادات وقرنت بأشرف العبادات الصلاة .
▫كان عليه السلام كثير الذبح لله قدم في حجته ١٠٠ من الإبل .
▫نتعلم ( محياي ) أن الأعمال كلها لله فتصبح العادات عبادات بإستحضار النيّة .
▫( مماتي ) الموت على الإيمان والرجاء والخوف كله لله تعالى .
▫ذكر اسم الله على الذبيحة واجب وأن ينوي التقرب لله .

🍃 قوله ( لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )
▫ليس له شريك في الملك والتدبير ، وأمرت أن لا أخرج إلا بإمتثاله وأنا أول المسلمين من هذه الأمة ( أول الداخلين في الإسلام ) 
وان الرسل متفاوتون في الاسلام حتى نسخت بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام ، ولا تزال منصورة الى قيام الساعة .

🍃 قوله ( قوله تعالى قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم ..)
▫قل يا محمد لهؤلاء الكافرين ، أن أغير الله أبغي ربآ .. يربيني يحفظني يدبر أمري ، لا أتوكل إلا عليه لأنه رب كل شيء ومليكه وله الخلق والأمر .. اخلاص الأمر والتوكل على الله .
ايليق ان اتأخذ غيره مدبرآ والله رب كل شيء .
▫ثم رغب ورهب بذكر الجزاء  فقال : ولا تكسب كل نفس إلا عليها ، يجازي كل نفس بعملها أن خير وان شر .. وأن النفوس تجازي بأعمالها لا تحمل خطيئة أحد ولو كان ذى قربى .
▫والإنسان لا يحمل جريرة غيره انما يتحمل عمله فقط ، لكن اذا تسبب في اضلال أحد سيجازي ويضاعف كمن يبتدع بدعة فمن اتبعها يحمل أوزاره لا ينقص منه شيء .
▫ثم مرجعكم وينبئكم بما كنتم تختلفون :
كل الأعمال ستعرض على الله فينبأ بأعمالنا وما كنا نختلف فيه في الدنيا .

🍃 قوله ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )
▫جعلكم تعمرونها جيل بعد جيل ، اي خلفاء قرنآ بعد قرن ( خلفآ بعد سلف ) وتفاوت في الأرزاق والأشكال له الحكمة في ذلك .
▫ورفع بعضكم فوق بعض درجات في العقود والعلم والغنى والشرف والمرتبه ، نحن قسمنا والحكمة ليجزيكم وليبلوكم ( الإبتلاء ) أتشركون أم تؤمنون ..
وليسخر بعضكم لبعض لأنهم لو كانوا قلب واحد لأستغنى الناس عن بعضهم البعض ، فلن يجد من يزاول الخدمة .. فهدا يحتاج مال وهذا عنده مهنة وهذا فقير فالكل يحتاج لبعض .
▫سريع العقاب وغفور :
ترهيب وترغيب ، الحساب والعقاب سريع لمن خالفه ، وهو غفور لمن سارع بالخير ، قريب مجيب سميع جواد .
 🔅جاء في الحديث (لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ وَهُوَ يَكْتُبُ عَلَى نَفْسِهِ وَهُوَ وَضْعٌ عِنْدَهُ عَلَى الْعَرْشِ إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي )
🔅وقال عليه الصلاة والسلام ( إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة فأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار).

✨وقفات تدبريّة من سورة الأنعام ✨
هي أصل لكل محاج من المشركين وكل مبتدع وكذب بالبعث والنشور ، تعلمنا فيها سفالة أعمال المشركين ، وماذا يؤدي الشرك من هلاك ، تميزت السورة بتوجيه الخطاب مع المشركين وخاصة  مكه .
📍الوقفات :
لا يغفر الله أن يشرك به ويغفو ما دون ذلك ، فلنحذر من شرك العقيدة والمحبة والطاعة ..
الخوف من الله وحده ، لابد من تصفية العقيدة من الشوائب والشرك ، والإخلاص في قول الشهادة ، من وقع في هاوية الشرك كان مضطرب قلق لا يستقر على حال ، أن الهداية نعمه عظيمة من الله عز وجل يؤتيها من يشاء من عباده ويحرمها مما يشاء ، فيستلزم الشكر على هداية الصراط المستقيم والثبات على الحق .
معرفة اسماء الله وصفاته وعظمته وقدرته وهو منزه عن كل نقص وعيب فوجب الخشوع له وحده ،، ومن عرف الله أكثر أبتعد عن المعاصي وتقرب بالطاعات .
▫الله الله بالتوحيد بتحقيقه والاستسلام لله والإنقياد بالطاعة والبراءة من الشرك .
▫حال الثقلين يوم المحشر لكل منهم درجات متفاوتة في الأعمال .
▫اذا رأيت الله يعطي العبد في الدنيا وهو مقيم على معاصيه فإنما هذا إستدراج .
▫قوله (  فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فرحوا ..) 
✨قال العلماء : رحم الله عبدآ تدبرها .
▫الله يخلق الخلق لعبادته ويرسل الرسل مبشرين ومنذرين فإذا كذبوا الرسل أخذناهم بالبأساء والضراء  لعلهم يتضرعون ويتوبون من الكفر والمعاصي .. لما انهمكوا في المعاصي والمصائب لم تحرك ساكن فلما جاءهم البأس قست قلوبهم وزيّن لهم الشيطان ففتح لهم أبواب النعم حتى إذا فرحوا وازداد شرآ وبطرآ أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون .
▫ميزان التكريم عند الله ليس في الغنى والجاه ،، إنما الدائمين على الذكر ولو كانوا مستضعفين .
من استفتح يومه بالدعاء وختمه بالإستغفار هم يخلصون لله فهؤلاء لا نطردهم  ، بل حق لنا أن نكرمهم .
▫ليس لأحد غير الله بعلم مفاتيح الغيب .. فالحذر من الكهنه والمنجمين .. فسبحانه هو العليم ، يعلم بتحريك كل ورقة من اي شجرة في اي مكان ، يعلم مافي نفسي ونفس كل انسان ، وما خفي على الناس ، فأسري في نفسك الخير .
▫اذا علم الانسان ان الله لا يخفى عليه من ظلمه وانه هو من ينجيه من الشدائد مرات ومرات .
الحذر من يخلص لله في العبادات في الضراء ، ثم اذا نجا عاد للمعاصي .. فلا يبكي ولا يناجي الا الله وحده بحضور القلب ، ومن سره أن يجاب له في الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء ، ان الله قادر أن يرفع البلاء ويبعثه فيصيب من يشاء .
▫التحذير من المعاصي والظلم وكل ظالم ، فإن لم ينتهي سيسلط الله عليه من يظلمه والظلم ( الغيبه ، النميمه ، النضرة ..)
▫عدم الجلوس مع الذين يخوضون في آيات الله ، وهم الذين يتكلمون بما يخالف الحق ويمدحون أهل الباطل ويقدحون في الحق .
✨إبراهيم عليه السلام : 
مدرسة في الأخلاق والتربية وفي اسلوب الداعية .. تعلمنا منه أن كل مبتدع سيقوده للشرك .
وتعلمنا ان الجدال المحمود الذي يهدف للحق وليس للغلبة وانتصار الحق .
وتعلمنا ان بداية دعوة الرسول عليه السلام عبادته وحده ، كما اهتدى ابراهيم الى عبادته واقام الحجه على قومه .. فلم يجد القبول فجعل الله من ذريته وعوضه بأولاد صالحين من صلبه ونسله وصفوته .
▫أن المقصود بالظلم هو الشرك ( الطيره ، الرياء ، تعليق الخيوط ..)
فمن نجا من ذلك حصل لهم الأمن وان كان معه معاصي حصل لهم أصل الأمن .
البعد عن الظلم حتى لا يحصل القلق .
▫الذبح لغير الله والدعاء والحلف والمحبه والخوف والرجاء والنذر والرقي الغير شرعية .. هذا من إرادة الإنسان بعمله الدنيا . 
▫فمن حكم من خواطره وادعى انه من اولياءه واستغنى عن الشرع فهذا من الشيطان .
▫جعل الليل سكنا وراحة  ، فإذا تخلف الإنسان عن سنة الحياة سيجد الصراع واختلال الجسم من التعب .. فالله جعل الليل مظلمآ ليستريحوا من تعب الكد في النهار ، وأهمية نوم القيلولة ، ودعاء البكور فهيا كافيه لتنافس في الإستيقاظ مبكر .
▫نوم النهار من مفسدات القلوب  .
▫النجوم زينة ورجوم للشياطين وعلامات يهتدى بها ، فهيا لا تؤثر في الأرض من موت او حياة .. نستفيد منها ليستدل بها عن القبلة .
▫التفكر من أعمال القلوب العظيمة مفتاح يورث العلم والخوف من الله ..
🔅عودوا أعينكم البكاء وقلوبكم التفكر 🔅
فإذا حصل العلم بالقلب تغير وإذا تغير تغيرت الجوارح .. تغذية العين بالمنظر الجميل تدل أن الصانع قيوم فرد صمد .
▫لا يحل لمسلم سب صلبان الكفار ولا دينهم حتى لا ينفروا ويزداد كرهم للإسلام .
▫معاقبة أهل الطغيان والكفر على ترك الإيمان بتقليب القلب والحيلولة بينها وبين الإيمان ، لم تثبت قلوبهم ، فالحذر من رد حكم الله .
حديث عائشة  رضي الله عنها انها قالت : كان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم " يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " 
فإصلاح القلوب بالدعاء والذكر ومجالسة الصالحين وقراءة القرآن الكريم .
▫الإنسان يطلب الإيمان والحق بالطرق الذي علمنا الله ويستعين بها ، النية الخالصة والإستعانة والتوكل من اسباب هداية الله والله اعلم بهذه القلوب .
الحذر من الإصغاء للقلوب المزخرفة الفاسدة الباطنه الذي يوسوس فيها شياطين الإنس والجن فتفسد القلب والجوارح فيقع في الباطل .
▫الحذر من شرك الطاعة ، فمن استحل شيء مما حرم الله صار مشركآ ، وقد حرم الميته قصدآ وهذا شرك في الإعتقاد .
▫التحذير من التقليد الأعمى فلا طاعة للعلماء في تحليل الحرام .
▫من أحيا قلبه بالقرآن والإسلام صار يمشي بين الناس عارف ومجتهد تارك الشرك وغيره في ظلمة يمشي بنوره وهم يقتبسون منه لحاجتهم .
علامة سعادة العبد أن شرح صدره للأحكام والتكاليف واليقين وحب الخير وأهله ويتلذذ بذلك ، فعمل بالتوحيد والعلم وترك فضول الكلام والإحسان في عبادة الله وخلقه .
▫من قال ان هناك فرق بين مشيئة الله ورضاه وإرادته  ومحبته فقد ضلوا .. الله شاء الكافر كونآ لكن لا يرضاه شرعآ وكل شيء بقضاء الله وقدره ، والله خلق أفعال العباد وخلق ابليس وسبب الشقاء للعباد لكنه خلقه كونآ .. فلو قدر عدم وجود الأسباب المكروها لعطلت الأسباب .
▫خط الرسول عليه السلام  خط مستقيم وقال هذه سبيلي ، ثم يمين وشمال وقال على كل سبيل شيطان يدعوا إليه ، دين الله هو دين الإسلام المستقيم فاتبعوه .. وهكذا المؤمن يتأمل صراط الآخرة فيمشي في الدنيا بحذر ويقظة تامة واعتدال لا يسار ولا يمين .
▫خطورة الإختلاف والتفرقة في الدين والله يأمر بالإجتماع والألفة .
▫إن الإيمان الذي ينفع هو الإيمان بالغيب وهو إختياري وليس اضطراري .
▫من جاء بالحسنى فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة مثلها وهذا من فضله وعدله ورحمته بعباده .
▫ختمت ان صلاتي ونسكي .. وكل السورة تؤكد الإخلاص وترك الشرك .

🌼 اضاءات على سورة الأنعام العظيمة :
اول سورة مكية نزلت بعد سورة الحجر فيها دلائل المعاد والنبوة وإبطال المشركين ، قوة الألفاظ ومحاجة المشركين وكل من كذب بالبعث .
بدأت بالحمد لله ، تكرار قصص الأنبياء .. قصة إبراهيم وقوة عقيدته بدأ بعشيرته كان إمام في الصبر على قومه ، توكل على الله وحسن الظن به وبنصره ، كان رجال في رجل امام الموحدين .
من هو الله الذي خلق السموات والأرض والظلمات والنور .. كيف نعصي ونستكبر عن عبادته وهو يعلم الجهر ، عنده مفاتيح الغيب ،
اعلم ( بالمعتدين ، المهتدين ، الظاغين ، الشاكرين ) 
حيث يجعل رسالته فكيف نعصيه .
يطعم ولا يطعم لا تدركه الأبصار قادر أن يبعث العذاب ، اذا شاء خسف وأذل ، يقلب القلوب ، يأخذ الأسماع والأبصار ، هو الذي يتوفى بالليل هو القاهر فوق عباده ، خلق السموات والأرض بالحق ، سخر لنا النجوم والماء والزرع والنخل ، لو شاء ما خلق لنا الغذاء ، المنه منه سبحانه فالحمد لله الذي علمنا لنعبده حق عبادته ، عرفنا ان لنا إله نحبه ونطلبه الجنه ، نخشى عذابه ونتجنب سخطه ..
بصمات 💦
بصمة تجديد الإخلاص لله تعالى ، بصمة التوحيد قولآ وعملآ وفعلآ ، بصمة براءة من الشرك وتجديد الإيمان ، بصمة أفرادنا له بالعبادة .
📍أفعال الشرك :  
يتمادون بالضلالة ، كفروا واشركوا وكذبوا ، لم يؤمنوا بالآخرة ، يعترضون يكذبون ويفترون ويتقولون على الله بغير الحق ، يجحدون ويفسدون فقست قلوبهم ، يستعجلون العذاب ، لا يخافون ، يقسمون على الجهل ، يضلون عن سبيل الله ، يقتلون .. همذا يفعل الشرك بأصحابه .

💦 اللهم احينا موحدين وأمتنا على التوحيد 💦