الجمعة، 14 أبريل 2017

✨وقفات إيمانيّة من سورة الأنعام من آية ( ١٥٥: آخر السورة )... مع أ. ام اسامة ✨

🍃 قوله ( وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
بعد ذكر موسى عليه السلام جاء ذكر القرآن الكريم .. الله عز وجل يرغبنا ويدعونا لإتباع القرآن ويأمرنا بتدبره والدعوة إليه  ، ووصفه بالبركة لمن اتبعه وعمل به في الدنيا والآخرة لأنه جعل كتاب الله المتين ، فما من شر إلا وقد ونهى عنه وحذر منه .. 
🍀 اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات .
اي يبارك الله للعبد في وقته وعمله وعلمه وبدنه في شؤونه كلها يجد البركة فهو يتقلب فيها اذا كان يعيش مع القرآن ، وتحصل البركة بتوفيق الله له بالقرآن الخيرات والهدايات ، وما يحصل في الآخرة من أجور ودرجات عليا كثير خيره ونفعه ، لأنه كتاب مبارك وعزيز .
📍 ومن عزته أنه لا يوفق لمعاينته ولا تفتح مغاليقه عن المعرض عنه المشتغل بغيره بالدنيا واللهو فهذا قلب محروم من كثير معاني القرآن لتعلق القلب بالغفلة .
▫فاتبعوه :
اتباع هديه من أوامر وترك نهيه .
▫واتقوا الله :
أن تخالفوا له أمرآ لعلكم لأجله ترحمون .
✨إضاءة .
▫كتاب الله من أعظم النعم التي امتن الله به عباده أن أنزله وجعل فيه الخير الكثير ورغب فيه وحذر من الشر .
▫وجب علينا اتباعه وتقوى الله بعدم مخالفته .
▫اكبر سبب لنيل رحمة الله اتباع القرآن علمآ وعملآ .
▫علم القرآن من أوسع وأجل العلوم ، لأن  الهداية تحصل بإتباع القرآن .
▫من المعروف أن كلمة كتاب نزلت على اليهود والنصارى .

🍃 قوله ( القول في تأويل قوله : أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ )
لئلا تقولوا انما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا ( اليهود ، النصارى ) لأنهم أهل كتاب ، لينقطع العذر ونقيم عليهم الحجة.
▫وان كنا عن دراستهم :
ما كنا نفهم تلاوتهم لأننا لا نفهم لغتهم  ولأنهم ليسوا بلساننا ونحن في غفلة وشغل عما هم فيه ، لذلك نزل القرآن حجة عليهم بالعربيه بلغتهم .  
  
🍃 قوله (  أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ  ... )
اي لو أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فيما أتوه ، لكن عند الإمتحان لا يستطيعون ..
وهكذا الإنسان يعزم وعند المطالبة لا يفعل .
▫فقد جاءكم بينة :
اسم جنس يدخل فيه كل ما يبين الحق ، فقد حذركم بلسان نبيه محمد عليه السلام العربي وبين الحلال والحرام ، فهو رحمة لعباده الذين اتبعوه ، وسعادة الدنيا والآخرة . بين الحق من الباطل ووجب عليك الإنقياد والعمل بموجبه ، فمن كذب فهو من أظلم الظالمين ، فوجب عليك الإلتزام والعمل بما جاء به .
▫فمن أظلم :  
صرف الناس وصدف اي صرف غيره وصده عن الإيمان وأعرض عن هذه البينة فالله يتوعد الصادين عن عبادته .
 
🍃 قوله ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ..)
هل ينتظر هؤلاء الذين استمر كذبهم وعنادهم ، ماذا ينتظرون ؟
أن يأتيهم عذاب الدنيا والآخرة ، ام تأتيهم الملائكة وهي تأتي عند قبض الروح ، ويحتمل أن يكون بناء على طلبهم ان يأتيهم العذاب ، فإذا نزلت الملائكة هل ينفعهم الإيمان ؟ لن ينفعهم .
أو يأتي ربك : وذلك عند فصل الحساب والقضاء بين الناس ، او بعض آيات ربك من أشراط الساعة وخاصة طلوع الشمس من مغربها لا تنفع نفس إيمانها ، الكافر حتى لو آمن فقط اغلق باب التوبة ، المؤمن المقصر يريد أن يزداد خير وإيمان وعمل صالح لما رأى الآيات .
▫الذي  ينفع من كان معه إيمان من قبل أن تأتي بعض الآيات  .
📍الإيمان لا ينفع إلا بشرطين :
أختياري ، غيبي مصدق بالجنه والنار والأمور الغيبيه .
▪مثال :
فرعون عند الغرق قال ءامنت .
خروج الشمي من مغربها لا تقبل التوبه لعموم الخلق ، ام الإنسان نفسه لا تقبل توبته عند بلوغ الروح الحلقوم .
▪نتعلم :
🔅وعيد للمكذبين وهم ينتظرون قوارع الدهر .
🔅اثبات الأفعال الإختيارية لله عز وجل كالأتيان .  
🔅الإيمان النافع يكون بالغيب وإختياري ليس مضطر أن يؤمن .
🔅أن الإنسان يكتسب الخير بالإيمان والطاعة والبر والتقوى تنفع لمن كان فيه إيمان أما إذا خلا القلب من الإيمان لم ينفعه شيء .
🔅الشمس اذا طلعت من المغرب أغلق باب التوبة وطلوعها مع الدابه مترادفان بينهم مسافه بسيطة بعد الشمس ، والحكمة أن الشمس اذا طلعت من المغرب ختم الأعمال ولم تقبل ، فيرسل الله الدابة فتكتب على جبهة كل إنسان ( شقي ، سعيد ) 
📍فائدة :
الشمس كل يوم تسير تحت العرش ثم تستأذن فيؤدن لها فترجع ، فإذا كان اليوم الذي يريد أن تطلع الشمس من المغرب تستأذن فلا يأذن لها الله .. 
ويقال أن الليل طويل والناس تنتظر طلوعها ، فتطلع من المغرب فيؤمن جميع الناس ، لكن لا تنفع نفس لم تؤمن من قبل .
وقيل تؤمر الحفظة بطي الصحف وطرح الأقلام ولا يقبل عمل وتختم .. هذا يحث على المبادرة بالتوبة .
📍وقفة :
شرطين تنفع الإيمان بعد طلوع الشمس : 
الإيمان وهو التصديق والإنقياد  ، العمل الصالح .
🍃 قوله ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ  )
يأمر الله بالجماعه وينهى عن الإختلاف والفرقة .
الشيعه : طائفة ينصر بعضها بعض ، يتشيع بعضها لبعض وهي الجماعه التي تتبع أمر سواء كان خير او شر .
فرقوا دينهم :
صاروا مختلفين في أصول الدين ،(  وليس في فروع الدين ) على طوائف فاحرفوا وبدلوا وأنقسموا الى طوائف متناحره .وتحولوا الى ملل شتى وهذا أمر عظيم .. كان الرسول عليه السلام يحذر أمته لينجو منهم من شاء له السلامة لأنه أمر لابد من وقوعه .
📍أسباب الإختلاف :
الجهل وعدم ظهور العلم من أمر بالمعروف ونهي عن منكر ، ستقوم الإختلافات الذي فيه جحد كل واحد من المختلفين مع ما الآخر من الحق فأدى الى الفرقه وفساد القلوب .. وعلل ان من كان قبلنا اختلفوا فاهلكوا .
📍أنواع الإختلاف :
خلاف يورث التفرقه في الدين وهم أهل الأهواء .
خلاف يقع بين أهل السنه في الفروع وليس الأصول وهذا لا يورث تفرق في الدين بل توسعه في الدين من الإجتهاد .
فمن تلبس بهذا الأمر من أهل البدع والأهواء ادى الى التقاطع ..
والرسول بريء لقوله ( لست منهم في شيء :
أوجب براءته منهم وليس من عقابهم في شيء إنما عليك الإنذار والله يتولى جزاءهم .
وهذه الآية على العموم وأهل البدع يدخلوا فيها لأنهم فرطوا في الدين .
▫أنما أمرهم إلى الله :
فيها تهديد أن أمرهم الى الله وهو يتولى حسابهم .
▪نتعلم :
أن الدين يأمر بالإجتماع والإئتلاف .. لذلك نهى الله  عن الغيبه والنميمة لأنها تسبب الفرقة .
قوة الأمة الإسلامية في وحدتها وإتحادها حتى التنافس في الخير .. 
ثم بين لطفه في عباده يوم القيامة :
🍃 قوله ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَاوَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )
من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت ١٠ الى ٧٠٠ .
ولا يهلك على الله إلا هالك ، إذآ ويلآ لمن غلبت آحاده عشراته لأن الحسنة بعشر أمثالها والله يجازي ويضاعف .
وأخبر أن الصبر بغير حساب إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به وهذا من الصبر .. والحسنة تعظم والصدقة يربيها الله عز وجل .
✨إضاءة :
الحسنة قوليه أو فعلية ظاهره أو باطنة ، متعلقة بحق الله أو بخلقه فله ١٠ أمثالها وهذا أقل شيء وهذا من فضله ، ومن جاء بالسيئة وهذا من تمام عدله فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون .

📍تارك السيئة الذي لا يعملها على أقسام :
🔻يتركها لله تكتب له حسنة .
🔻أن يهم بالسيئة ثم يتركها عزوفآ عنها - نسيان ، حياء - 
لم يتمكن من عملها لأنه مانوى خير ولم يفعل شر .
🔻تمنى أن يعملها خطط لكن الأسباب لم تساعده ، يعاقب على هذه النية دون العقاب الكامل .
🔻عزم على فعلها وتلبس بما يقرب منها بالأسباب ، لكنه كسل وعجز في تنفيذها فعليه وزر وإثم كفعل آثمها . . كأن كان في الطريق إليها لكن في الطريق كسرت رجله فهو آثم .

🍃 قوله (  قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
يخبر الرسول بأمر من الله بما أنعم الله عليه من الصراط المستقيم .
إنني : يأمر بالدين المعتدل المتضمن للأعمال الصالحة ، يأمر عن كل حسن وينهى عن كل قبيح .
وما عليه الانبياء والرسل وخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام ، لما بين الله ان الكفار تفرق أمر الرسول أن يعلمهم أن الله هداه الى الصراط المستقيم .
دينآ قيما : اي قائم ثابت لا أعوجاج فيه ووضحه بملة إبراهيم حنيفآ وما كان من المشركين ، اقتداء بإبراهيم ليكون محصل للكمال ، فيزيد الرسول بما حباه من الفضائل لهذا كان سيد ولد آدم وصاحب المقام المحمود .
🍃 قوله ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) 
فيأمره أن يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله ويذبحون لغيره ، أن صلاته ونسكه وصلاته على أسمه لا شريك له .
🍀 الصلاة : الركن الثاني في الإسلام ، كل التكاليف بالوحي الا الصلاة جاءت مباشرة تلقاها .
🍀نسكي : عباده تطلق على أعمال الحج والذبح وهو من أجلّ العبادات ، فيقال للأضحية نسك وهو ما يذبح في الحج .
▫وقيل النسك عباده فلان ناسك اي عابد .
📍أنواع الذبح :
قد يكون لله ، أو قدوم ضيف ، أو أكل لحم أو نحو ذلك .
متى يكون لغير الله ❓
في حال تقرب لغير الله ولا يقصد بالذبيحه اللحم أنما تعظيم للمذبوح له ويصرف اللحم للناس الآخرين ، كذبح لرئيس لأنه قدم من سفر وهذا شرك أكبر .
▪الذبح : إزهاق الروح بإراقة الدم على وجه مخصوص .. 
وهو أنواع : 
١- عبادة يقصد تعظيم المذبوح له والتقرب إليه وهذا لله على الوجه الذي شرعه كالأضحيه والهدي ، فإذا صرف لغير الله شرك أكبر .
٢- أن تكون إكرام لضيف أو وليمة لعرس هذا مأمور به اما وجوبآ او استحباب .
٣- أن يقع على وجه التمتع بالأكل أو الإتجار به ، الأصل فيه الإباحه .
اما الذبح للأصنام ، لا يجوز ، ولا يجوز أن يقول بإسم محمد عند الذبح  وإنما لله وكذلك السجود .
▪نتعلم :
▫شرف هاتين العبادتين ( الذبح ، الصلاة ) ودلالتهم على محبة الله وإخلاص الدين له والتوبة بالقلب قبل الجوارح ، فمن أخلص فيهما استلزم اخلاصه في جميع أعماله وعباداته .
▫محياي ومماتي : اي ما أعمله في حال الحياة من توحيد وعباده وأعمال البر والعمل الصالح كله لله ، وما اتسبب في وقوعه بعد الموت من ( وصية ، صدقة ..) كله لوجه الله بإفراد عبوديته ، فيموت على التوحيد .
▫أن الرسول اول من يبادر بإمتثال أمر الله عز وجل .
▫الذبح من أشرف وأجل العبادات وقرنت بأشرف العبادات الصلاة .
▫كان عليه السلام كثير الذبح لله قدم في حجته ١٠٠ من الإبل .
▫نتعلم ( محياي ) أن الأعمال كلها لله فتصبح العادات عبادات بإستحضار النيّة .
▫( مماتي ) الموت على الإيمان والرجاء والخوف كله لله تعالى .
▫ذكر اسم الله على الذبيحة واجب وأن ينوي التقرب لله .

🍃 قوله ( لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )
▫ليس له شريك في الملك والتدبير ، وأمرت أن لا أخرج إلا بإمتثاله وأنا أول المسلمين من هذه الأمة ( أول الداخلين في الإسلام ) 
وان الرسل متفاوتون في الاسلام حتى نسخت بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام ، ولا تزال منصورة الى قيام الساعة .

🍃 قوله ( قوله تعالى قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم ..)
▫قل يا محمد لهؤلاء الكافرين ، أن أغير الله أبغي ربآ .. يربيني يحفظني يدبر أمري ، لا أتوكل إلا عليه لأنه رب كل شيء ومليكه وله الخلق والأمر .. اخلاص الأمر والتوكل على الله .
ايليق ان اتأخذ غيره مدبرآ والله رب كل شيء .
▫ثم رغب ورهب بذكر الجزاء  فقال : ولا تكسب كل نفس إلا عليها ، يجازي كل نفس بعملها أن خير وان شر .. وأن النفوس تجازي بأعمالها لا تحمل خطيئة أحد ولو كان ذى قربى .
▫والإنسان لا يحمل جريرة غيره انما يتحمل عمله فقط ، لكن اذا تسبب في اضلال أحد سيجازي ويضاعف كمن يبتدع بدعة فمن اتبعها يحمل أوزاره لا ينقص منه شيء .
▫ثم مرجعكم وينبئكم بما كنتم تختلفون :
كل الأعمال ستعرض على الله فينبأ بأعمالنا وما كنا نختلف فيه في الدنيا .

🍃 قوله ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )
▫جعلكم تعمرونها جيل بعد جيل ، اي خلفاء قرنآ بعد قرن ( خلفآ بعد سلف ) وتفاوت في الأرزاق والأشكال له الحكمة في ذلك .
▫ورفع بعضكم فوق بعض درجات في العقود والعلم والغنى والشرف والمرتبه ، نحن قسمنا والحكمة ليجزيكم وليبلوكم ( الإبتلاء ) أتشركون أم تؤمنون ..
وليسخر بعضكم لبعض لأنهم لو كانوا قلب واحد لأستغنى الناس عن بعضهم البعض ، فلن يجد من يزاول الخدمة .. فهدا يحتاج مال وهذا عنده مهنة وهذا فقير فالكل يحتاج لبعض .
▫سريع العقاب وغفور :
ترهيب وترغيب ، الحساب والعقاب سريع لمن خالفه ، وهو غفور لمن سارع بالخير ، قريب مجيب سميع جواد .
 🔅جاء في الحديث (لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ وَهُوَ يَكْتُبُ عَلَى نَفْسِهِ وَهُوَ وَضْعٌ عِنْدَهُ عَلَى الْعَرْشِ إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي )
🔅وقال عليه الصلاة والسلام ( إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة فأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار).

✨وقفات تدبريّة من سورة الأنعام ✨
هي أصل لكل محاج من المشركين وكل مبتدع وكذب بالبعث والنشور ، تعلمنا فيها سفالة أعمال المشركين ، وماذا يؤدي الشرك من هلاك ، تميزت السورة بتوجيه الخطاب مع المشركين وخاصة  مكه .
📍الوقفات :
لا يغفر الله أن يشرك به ويغفو ما دون ذلك ، فلنحذر من شرك العقيدة والمحبة والطاعة ..
الخوف من الله وحده ، لابد من تصفية العقيدة من الشوائب والشرك ، والإخلاص في قول الشهادة ، من وقع في هاوية الشرك كان مضطرب قلق لا يستقر على حال ، أن الهداية نعمه عظيمة من الله عز وجل يؤتيها من يشاء من عباده ويحرمها مما يشاء ، فيستلزم الشكر على هداية الصراط المستقيم والثبات على الحق .
معرفة اسماء الله وصفاته وعظمته وقدرته وهو منزه عن كل نقص وعيب فوجب الخشوع له وحده ،، ومن عرف الله أكثر أبتعد عن المعاصي وتقرب بالطاعات .
▫الله الله بالتوحيد بتحقيقه والاستسلام لله والإنقياد بالطاعة والبراءة من الشرك .
▫حال الثقلين يوم المحشر لكل منهم درجات متفاوتة في الأعمال .
▫اذا رأيت الله يعطي العبد في الدنيا وهو مقيم على معاصيه فإنما هذا إستدراج .
▫قوله (  فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فرحوا ..) 
✨قال العلماء : رحم الله عبدآ تدبرها .
▫الله يخلق الخلق لعبادته ويرسل الرسل مبشرين ومنذرين فإذا كذبوا الرسل أخذناهم بالبأساء والضراء  لعلهم يتضرعون ويتوبون من الكفر والمعاصي .. لما انهمكوا في المعاصي والمصائب لم تحرك ساكن فلما جاءهم البأس قست قلوبهم وزيّن لهم الشيطان ففتح لهم أبواب النعم حتى إذا فرحوا وازداد شرآ وبطرآ أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون .
▫ميزان التكريم عند الله ليس في الغنى والجاه ،، إنما الدائمين على الذكر ولو كانوا مستضعفين .
من استفتح يومه بالدعاء وختمه بالإستغفار هم يخلصون لله فهؤلاء لا نطردهم  ، بل حق لنا أن نكرمهم .
▫ليس لأحد غير الله بعلم مفاتيح الغيب .. فالحذر من الكهنه والمنجمين .. فسبحانه هو العليم ، يعلم بتحريك كل ورقة من اي شجرة في اي مكان ، يعلم مافي نفسي ونفس كل انسان ، وما خفي على الناس ، فأسري في نفسك الخير .
▫اذا علم الانسان ان الله لا يخفى عليه من ظلمه وانه هو من ينجيه من الشدائد مرات ومرات .
الحذر من يخلص لله في العبادات في الضراء ، ثم اذا نجا عاد للمعاصي .. فلا يبكي ولا يناجي الا الله وحده بحضور القلب ، ومن سره أن يجاب له في الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء ، ان الله قادر أن يرفع البلاء ويبعثه فيصيب من يشاء .
▫التحذير من المعاصي والظلم وكل ظالم ، فإن لم ينتهي سيسلط الله عليه من يظلمه والظلم ( الغيبه ، النميمه ، النضرة ..)
▫عدم الجلوس مع الذين يخوضون في آيات الله ، وهم الذين يتكلمون بما يخالف الحق ويمدحون أهل الباطل ويقدحون في الحق .
✨إبراهيم عليه السلام : 
مدرسة في الأخلاق والتربية وفي اسلوب الداعية .. تعلمنا منه أن كل مبتدع سيقوده للشرك .
وتعلمنا ان الجدال المحمود الذي يهدف للحق وليس للغلبة وانتصار الحق .
وتعلمنا ان بداية دعوة الرسول عليه السلام عبادته وحده ، كما اهتدى ابراهيم الى عبادته واقام الحجه على قومه .. فلم يجد القبول فجعل الله من ذريته وعوضه بأولاد صالحين من صلبه ونسله وصفوته .
▫أن المقصود بالظلم هو الشرك ( الطيره ، الرياء ، تعليق الخيوط ..)
فمن نجا من ذلك حصل لهم الأمن وان كان معه معاصي حصل لهم أصل الأمن .
البعد عن الظلم حتى لا يحصل القلق .
▫الذبح لغير الله والدعاء والحلف والمحبه والخوف والرجاء والنذر والرقي الغير شرعية .. هذا من إرادة الإنسان بعمله الدنيا . 
▫فمن حكم من خواطره وادعى انه من اولياءه واستغنى عن الشرع فهذا من الشيطان .
▫جعل الليل سكنا وراحة  ، فإذا تخلف الإنسان عن سنة الحياة سيجد الصراع واختلال الجسم من التعب .. فالله جعل الليل مظلمآ ليستريحوا من تعب الكد في النهار ، وأهمية نوم القيلولة ، ودعاء البكور فهيا كافيه لتنافس في الإستيقاظ مبكر .
▫نوم النهار من مفسدات القلوب  .
▫النجوم زينة ورجوم للشياطين وعلامات يهتدى بها ، فهيا لا تؤثر في الأرض من موت او حياة .. نستفيد منها ليستدل بها عن القبلة .
▫التفكر من أعمال القلوب العظيمة مفتاح يورث العلم والخوف من الله ..
🔅عودوا أعينكم البكاء وقلوبكم التفكر 🔅
فإذا حصل العلم بالقلب تغير وإذا تغير تغيرت الجوارح .. تغذية العين بالمنظر الجميل تدل أن الصانع قيوم فرد صمد .
▫لا يحل لمسلم سب صلبان الكفار ولا دينهم حتى لا ينفروا ويزداد كرهم للإسلام .
▫معاقبة أهل الطغيان والكفر على ترك الإيمان بتقليب القلب والحيلولة بينها وبين الإيمان ، لم تثبت قلوبهم ، فالحذر من رد حكم الله .
حديث عائشة  رضي الله عنها انها قالت : كان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم " يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " 
فإصلاح القلوب بالدعاء والذكر ومجالسة الصالحين وقراءة القرآن الكريم .
▫الإنسان يطلب الإيمان والحق بالطرق الذي علمنا الله ويستعين بها ، النية الخالصة والإستعانة والتوكل من اسباب هداية الله والله اعلم بهذه القلوب .
الحذر من الإصغاء للقلوب المزخرفة الفاسدة الباطنه الذي يوسوس فيها شياطين الإنس والجن فتفسد القلب والجوارح فيقع في الباطل .
▫الحذر من شرك الطاعة ، فمن استحل شيء مما حرم الله صار مشركآ ، وقد حرم الميته قصدآ وهذا شرك في الإعتقاد .
▫التحذير من التقليد الأعمى فلا طاعة للعلماء في تحليل الحرام .
▫من أحيا قلبه بالقرآن والإسلام صار يمشي بين الناس عارف ومجتهد تارك الشرك وغيره في ظلمة يمشي بنوره وهم يقتبسون منه لحاجتهم .
علامة سعادة العبد أن شرح صدره للأحكام والتكاليف واليقين وحب الخير وأهله ويتلذذ بذلك ، فعمل بالتوحيد والعلم وترك فضول الكلام والإحسان في عبادة الله وخلقه .
▫من قال ان هناك فرق بين مشيئة الله ورضاه وإرادته  ومحبته فقد ضلوا .. الله شاء الكافر كونآ لكن لا يرضاه شرعآ وكل شيء بقضاء الله وقدره ، والله خلق أفعال العباد وخلق ابليس وسبب الشقاء للعباد لكنه خلقه كونآ .. فلو قدر عدم وجود الأسباب المكروها لعطلت الأسباب .
▫خط الرسول عليه السلام  خط مستقيم وقال هذه سبيلي ، ثم يمين وشمال وقال على كل سبيل شيطان يدعوا إليه ، دين الله هو دين الإسلام المستقيم فاتبعوه .. وهكذا المؤمن يتأمل صراط الآخرة فيمشي في الدنيا بحذر ويقظة تامة واعتدال لا يسار ولا يمين .
▫خطورة الإختلاف والتفرقة في الدين والله يأمر بالإجتماع والألفة .
▫إن الإيمان الذي ينفع هو الإيمان بالغيب وهو إختياري وليس اضطراري .
▫من جاء بالحسنى فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة مثلها وهذا من فضله وعدله ورحمته بعباده .
▫ختمت ان صلاتي ونسكي .. وكل السورة تؤكد الإخلاص وترك الشرك .

🌼 اضاءات على سورة الأنعام العظيمة :
اول سورة مكية نزلت بعد سورة الحجر فيها دلائل المعاد والنبوة وإبطال المشركين ، قوة الألفاظ ومحاجة المشركين وكل من كذب بالبعث .
بدأت بالحمد لله ، تكرار قصص الأنبياء .. قصة إبراهيم وقوة عقيدته بدأ بعشيرته كان إمام في الصبر على قومه ، توكل على الله وحسن الظن به وبنصره ، كان رجال في رجل امام الموحدين .
من هو الله الذي خلق السموات والأرض والظلمات والنور .. كيف نعصي ونستكبر عن عبادته وهو يعلم الجهر ، عنده مفاتيح الغيب ،
اعلم ( بالمعتدين ، المهتدين ، الظاغين ، الشاكرين ) 
حيث يجعل رسالته فكيف نعصيه .
يطعم ولا يطعم لا تدركه الأبصار قادر أن يبعث العذاب ، اذا شاء خسف وأذل ، يقلب القلوب ، يأخذ الأسماع والأبصار ، هو الذي يتوفى بالليل هو القاهر فوق عباده ، خلق السموات والأرض بالحق ، سخر لنا النجوم والماء والزرع والنخل ، لو شاء ما خلق لنا الغذاء ، المنه منه سبحانه فالحمد لله الذي علمنا لنعبده حق عبادته ، عرفنا ان لنا إله نحبه ونطلبه الجنه ، نخشى عذابه ونتجنب سخطه ..
بصمات 💦
بصمة تجديد الإخلاص لله تعالى ، بصمة التوحيد قولآ وعملآ وفعلآ ، بصمة براءة من الشرك وتجديد الإيمان ، بصمة أفرادنا له بالعبادة .
📍أفعال الشرك :  
يتمادون بالضلالة ، كفروا واشركوا وكذبوا ، لم يؤمنوا بالآخرة ، يعترضون يكذبون ويفترون ويتقولون على الله بغير الحق ، يجحدون ويفسدون فقست قلوبهم ، يستعجلون العذاب ، لا يخافون ، يقسمون على الجهل ، يضلون عن سبيل الله ، يقتلون .. همذا يفعل الشرك بأصحابه .

💦 اللهم احينا موحدين وأمتنا على التوحيد 💦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق