السبت، 28 يناير 2017

تدبر سورة الأنعام مع أ.ام اسامه


     🎀تدبر سورة الأنعام مع أ.ام اسامه🎀
                 (من آية 1_24)

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
حياكن الله اخواتي الطيبات 🌷

✨وقفات إيمانيّة من سورة الأنعام من آية ( 24:1 )...

☀اضاءات :
سورة الأنعام فيها الكثير من التعريف بالأسماء والصفات وهي مكية ، معانيها فيها التوحيد والإخلاص لله عز وجل ، قبل الهجرة الى المدينة كان الإسلام ضعيف (13) سنه في مكة وعدد المسلمين قليل ، تأذى الرسول عليه السلام من المشركين ، كانوا يطالبونه بالآيات والإقتراحات ، في مكة نجد آيات قوية شديدة تصادف ناس أقوياء فصحاء تعالج مكابرة المشركين الذين يجادلون من غير منطق ولا برهان ، جاءت بعد سورة المائدة التي تطلب الوفاء بالعهد والعقود والمواثيق ، ثم سورة الأنعام تطلب أعظم ميثاق بين العبد وربه التوحيد وهو أساس الدين إفراد الله بالخلق والرزق والتدبير ، وتوحيد الألوهيه والاسماء والصفات .

وقفة 📍
المدينة تخاطب أناس رسخ في قلوبهم الإيمان تحتاج الى التطبيق والعمل ▫
هذه السورة تجدد الإيمان فيصبح للعبادة لذة ، الحذر من الشرك فهو موجب للعذاب والقلق والخوف ، تجدد معرفة الله فنحبه ونعظمه ونخافه لأنه شديد العذاب ، الرجاء عند معرفته فنتقرب اليه بالطاعات فإذا عرفناه خفناه ، تعرض علينا السورة أهل الشرك وأعمالهم وأفعالهم وظلمهم وجهلهم لتقرر من أول آية بشاعة الشرك وأهله ، تحاك القلوب حتى يعيّ وسائل الإدراك ( البصر ، السمع ، الفؤاد ) وهي عون لنا بالوفاء بالعهود والتوحيد ، وهي أصل في محاكة المشركين ( مكه ) من خلال الحديث عن قدرة الله في الكون ، اكثر السورة تبدأ - قل ، هو - قل لكل مشرك من محادثة الرسول عليه السلام ، فهيا تحمل معاني غرس العقيدة في الرعيل الأول ، بالإخلاص تصلح الأعمال ، كان الرسول عليه السلام يأسس أصول الدين ، فلما ثبتت جاءت التكاليف الشرعية - الصلاة ، الصيام ، الحج .. الخمر ..-
جاءت الأحكام سهلة لأن القلوب استعدت ، بل طلبوا القتال .

🔅قوله ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ )
الحمد / جمع الحمد بمعنى - الإستغراق - وصف المحمود بالكمال ( تعظيم ومحبة )
الله / للإستحقاق والإختصاص لا أحد يستحق الحمد كله ومن كل وجه الا لله عز وجل ، هذا الثناء لنفسه بخلقه السموات والأرض وهو مشتق من الألوهيه وهو التعبد لله ..
🍃الحمد :
نحمد الله على الاءه وكماله ونعماءه وإحسانه وبره .
🍃الشكر :
متعلق بالنعم دون الأوصاف الذاتيه ، لا أقول أشكر الله لسمعه وصفته وقدرته أقول الحمد لله على ذلك من النعم والآلاء .
🍃الحمد :
باللسان يوصف تعظيم ومحبة ويحمد على ثناءه وإحسانه .
🍃الشكر :
القيام بطاعته ويحتاج - اللسان ، القلب ، الجوارح - اعتقاد القلب وثناء اللسان وطاعة بالأركان بالجوارح فمن فسق ليس بشاكر .
قوله ( خلق السموات والأرض .. / أوجبهم على تقدير محكم ، السموات سبع طباق شداد مبنيّة بقوة ، والأرض معطوفه على السماء وهي متعددة ، فالله خلقها وخلق الظلمات والنور لكن بينهما بسيط من الإختلاف ..

▫فالسموات والأرض لم تكن فكانت ثابته على وضعها ظاهريآ خلق وإيجاد ، وتحمل بمعنى من حال إلى حال ، ▫الحركة مستمرة في الظلمات والنور لا يبقيان على حال وكلآ يصير على ضده فهما متعاقبان فيصبح الزمن شيء مدرك .
وهي حسي : الليل والنهار الشمس والقمر ..
معنوي : الجهل والعلم ، الكفر والإيمان ، الشرك والتوحيد .
الظلمات / جمع كثير
النور / واحد .... فطريق الحق واحد والظلام عدة .
▫الذين كفروا : ظهورهم أشد من اللوم والتوبيخ فقد كفروا فجعلوا له أندادآ .
▫يعدلون : يسوون به غيره من الشرك .

💧تعلمنا :
▫ثناء الله على نفسه وحمده أن خلق السموات والأرض وإنزال الكتاب ، الله يحمد نفسه على الأمور العظيمة لأنها توجب التأمل وتمام إحسانه .
▫التفريق بين السموات والأرض لأن السماء أعطم من الأرض .
▫من ملك ظاهر الأرض ملك أسفلها فصارت أرض واحدة .
▫سفاهة المشركين بعدم الإدراك والرشاد .

🔅قوله (  هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ )
الطين : التراب المخلوط بالماء - خلق أصلنا آدم أم الإنسان خلق من ماء مهين من نطفة ثم قضى الأجل اي انتهى وهي مدة الإقامة في هذه الدار ، أجل  تمتعون فيه وبعدها الموت.. وأجل مسمى عنده / معلوم عنده وهو قيام الساعة وهو ما يختص به الله في اليوم الآخر يجازيهم من أعمال الخير أم الشر .. بعد ما عرفتم ذلك .. ثم أنتم تمترون : تشكون في أمر الساعة وأن الله واحد والبعث والجزاء والحساب .

وقفة 📍
كل إنسان ميت بقدره المؤجل له لا يتقدم ولا يتأخر إلا بسبب بحسب الإنسان بصلة الأرحام فقدر أن يكون الإنسان واصل فيتأخر عمره ▫

🔅قوله ( وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ۖ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ )
▫وهو الله : يتأله له أهل السموات وفي الأرض مألوه وهذا فيه إثبات الألوهية لله عز وجل .

معنى آخر : ان الله ذاته على السموات عن علمه بكم وهو في الأرض يعلم سركم وجهركم فيه ذكر الإحاطة بنا وإن في السماء كان ، يعلم كل شيء ما تكتب من خير وشر ، فاحذر المعاصي وأرغب في الأعمال التي تقربك إلى الله عز وجل .

⚡السر : ماتسره نفوسنا ولا تظهره على أحد ، وما تظهره لأحد ولا يعلم به أحد ، ويعلم كل ما يكسب به الإنسان لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء .

📍ماذا يترتب علينا لما نعلم أن الله في السماء والأرض :
ان لا نرتكب ما يخالف الله ، فيستحي أن يغتاب ، ولا يترك واجب ولا يفعل محرم وهذا ثمرة العلم .

🔅قوله ( وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ )
ما / نافية ما تأتيهم من آية سواء كانت كونية أو شرعية ، لا اقبال منهم .
ربهم / خالقهم ومالكهم ومدبرهم .
إلا / إثبات النفي ، اي ما تأتيهم إلا كانوا معرضين عن تدبرها كأنهم لم يروا الآيات ، يعرضون عنها بوجوهم وقلوبهم .
بيان عتو هؤلاء المعرضون ما تأتيهم ءاية الا يعرضون - قريش طلبت آية فانشق القمر - من يطلب آية معينة وآتوا بها ثم كفروا عذبهم الله عز وجل .

🔅قوله ( فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ )
كذبوا مشركي مكة بالحق وهو ما جاءت به الرسل ، فسوف يأتيهم عقوبة الأنباء و ما كانوا يتخذوه هزوآ ولعبآ واستهزاء بالدين والرسل واتباعهم .
فسوف : سيهملون ، لأن تكذيبهم مقرون بالإستهزاء ، كيف نبعث وكنا عظامآ وذلك لعنادهم .

📍أعمال الشرك :
يعدلون ، يمترون ، معرضون ، مكذبين ، مستهزئين .

🔅قوله ( أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ.....)
ألم / إستفهام داخل على النفي - ألم يروا ... نعم رأو ، رؤية بصرية ومعنوية ، كم أهلكنا / أتلفنا أمم من قبلكم ، كانوا ممكنين في الأرضجعل لهم ما يمكنهم به مالم نمكن لكم .
السماء : مطر لنزوله من السماء يدر عليهم كل ما احتاجت الأرض ، وجعلنا الأنهار تجري لتأكل الأنعام وأنفسهم .
فأهلكناهم بذنوبهم : الباء سببيه .. كفروا بهذه النعم فجاء السبب - الذنوب - الهلاك .. سواء كان :
💧حسي : موت ، فقد .
💧معنوي : موت القلب .

📝 فوائد :
🔺تمام قدرة الله حيث يهلك قوم وينشأ آخرين قادر على كل شيء لأن الأمر أمره والسلطان سلطانه .
⚡عقاب الذنوب أشد الشرور اتصال بصاحبه ⚡
🔺الله اذا أنعم على العبد حفظها ولا يغيرها حتى يكون العبد هو الساعي في تغييرها عن نفسه .
فلنحذر من الذنوب لنحفظ النعم .

🔅قوله ( وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ )
المشكله عند المشركين ليس قصور بما جاء به محمد عليه السلام وإنما ظلم وبغي منهم لسوء عقيدتهم وفسادها ، هم طلبوا إنزال الكتب ، الخطاب للنبي لو أنزلنا عليه كتاب في قرطاس يدركه الناس - شيء مكتوب عليه ملموس - يشترك فيه الجميع حتى الأعمى وايقنوا يقينآ بها ، بأيديهم / فيها تأكيد نازل من السماء الى الرسول ، لقال الذين / إظهار في موضع إضمار قالها كافر ، وحكم عليهم أنهم كافرين .
إن هذا إلا سحر مبين - بين ظاهر -

وقفة 📍
القلب محل الهداية ، مدى عناد وتكذيب وكفر المشركين .

🔅قوله ( وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ )
لولا / اقتراحات ، لولا أنزل ملك يشاهدونه وشاهد للرسول بصدقه ، وهذا قول المكذبين للنبي .
ملك : واحد ليكون مصدق له ( اقتراح .. تعنت ) .
ولو أنزلنا ولم يؤمنوا ولم يصدقوا لهلكوا بالعذاب وقضي الأمر ثم لا ينظرون .. يعجلون بالعقوب

✨قوله ( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ )

ثم بين أن الله لو أنزل ملك كما أقترحوا لم يحصل مقصودهم ، لأن الله لو أنزل لجعله رجل .. لو نزل ملك هل نستطيع أن نتلقى منه ❓لا
لأن البشر لا يقدر على مخاطبته ومباشرته ..
ولو جعلناه ملك بصورة رجل لحصل لهم لبس - هل رجل ملك انسان - اذآ لابد أن يكون بشر .. بل من رحمته أرسال رسل منهم لينتفعوا .

💧تعلمنا :
▫رد الله على المعاندين ويحذرهم من الإقتراح .
▫حكمة الله في إرسال الرسل من البشر من أجل نركن إليهم ونقبلهم وهم من الأفاضل وأشرفهم .
▫تسلية للرسول وتحذير للمكذبين .

🔅قوله ( وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ )
جزاء ما استهزيء به من نفس العمل فالعقوبة بقدر عمله ، حاق بالذين سخروا منه ، فالمعاصي سبب للعقوبة وانها من جنس العمل وهذا من عدله ، الله عز وجل يسلي الرسول بذكر استهزاء الأمم السابقة برسلها فهذا يهون الأمر عليه .. فدل أن السخرية بالأنبياء موجب للعقاب .

✨قوله ( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )
دعوة للتأمل .. أن شككتم سيروا بالأقدام وبالقلوب بالتأمل بالأمم السابقة .
▫الأقدام : ينظر إلى الآثار باقيه وهم هلكوا .. لأجل الإعتبار .

⚡هل يجوز دخول ديارهم ❓
الرسول عليه السلام لم ينهى مطلقآ بل نهى أن ندخل معجبين بالآثار بالتصوير هذا منهي عنه ، لكن ندخل معتبرين خائفين باكين .
ثم انظروا بالأبصار كيف كانت عاقبتهم اسوأ عاقبة دمرهم وجعلهم مثلآ للآخرين .

🔺فائدة :
▫أمر بالسير في الأرض للإعتبار .
▫الحث على قراءة تاريخ الأمم السابقة وأفضلها القرآن الكريم وسنة الرسول عليه السلام .
📍الكفر يحصل بأمرين أساسين :
تكذيب ، استكبار .

✨قوله ( قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ للهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيْهِ الَّذِيْنَ خَسِرُوْا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ ...)
تقرير لهؤلاء المشركين .. لمن مافي السموات والأرض ❓
اهي لزيد أم عمر .. ثم أمر الرسول بالإجابة : قل لله وهذا جواب الله عز وجل .
كتب على نفسه : أوجب على نفسه أن رحمته تغلب غضبه - كتب على ذاته الرحمة أن يرحم عباده ورحمته سبقت غضبه فرضها على نفسه .. كل ما يصيب المؤمن من بلاء وهو مؤمن فهو رحمة لصبره وإحتسابه فينال ثواب الصابرين الشاكرين ..
⚡والكافر فاتته الرحمة وهو من فوتها ⚡

📍مناسبة الآية :
أن الله يمهل وفي مجال التوبة ولا يتعجل للعقوبة فتح لعباده أبواب الرحمة - إن لم يغلقوا على أنفسهم أبواب الرحمة بذنوبهم -
ثم أكد سبحانه ليجمعنكم أيها الناس كلكم مع الآباء والأجداد إلى آدم عليه السلام يوم القيامة وهو اليوم الذي يقوم فيه الناس من قبورهم بصيحه واحده يحضرون حتى من أكلته السباع من غرق .. يوم عظيم فيه تقام الأشهاد والعدل .. ويبقى الخاسر الحقيقي : الذين خسروا أنفسهم حقا وسببه أنهم لا يؤمنون .
🔺له مافي السموات والأرض عموم المكان 🔺

🔅قوله ( وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )
ما سكن في الليل والنهار عموم الزمان .. اذآ ملك الزمان والمكان والساكن والمتحرك وهو سميع الأصوات وعليم لكل الأحوال ،، اختصاص الله بملك كل شيء .

وجه ذلك : تقديم الخبر يفيد الحصر / أن السكون والحركة بيد الله لأنه المالك من يسكن ويتحرك - دلاله الألوهيه والربوبيه -

✨قوله ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ۗ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
أمر الله النبي أن يقول معلن أغير الله يتولى أمره وشدته ، فاطر : خالق السموات والأرض على غير مثال سابق ، فكيف اتخذ غير الله ناصرآ ومعبودآ .. وهو يطعِم ، يوجد الطعام من مأكول ومشروب ويوجد الآلات في جسم الإنسان لتقوم مراحل الهضم وو  ونحن لا نعلم عن شيء .

كلآ محتاج إليه وهو لا يحتاج لأحد . وهو لا يطعَم لأن هذا مستحيل على الله عز وجل .
▫ثم إعلان آخر تحقيق الألوهيه أن أكون أول من أسلم : استسلام ظاهرآ وباطنآ ، ولا يكون من المشركين بل إخلاص العبادة لله ورسوله وهذا واجب عليه لأنه رسول ويقتدى به . فحقآ علينا أن لا نتخذه وليآ وأن نخلص العبادة لله تعالى .

✨قوله ( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )
اليوم العظيم : يوم القيامة ، والمعصية سبب العذاب .
المعاصي نوعين :
▫لا يغفرها الله وهي شرك إذا مات الإنسان عليها .
▫ومعاصي تدخل تحت مشيئة الله وهي الكبائر .
▫ومعاصي يكفرها الله وهي الصغائر .

✨قوله (  مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ )
من يصرف عنه هذا العذاب فقد رحمه الله ، وهو الفوز المبين .. الحقيقي الذي يحصل بصرف العذاب عنه .. كلها آيات تعين على الإخلاص وتحقيق التوحيد .
ثم تأتي آيه يسلي فيها الرسول عليه السلام ويقوي عزيمته ..
📍وقفة :
يتعرض الإنسان لفقر أو مرض  لا يقدر على دفعها إلا الله عز وجل ، فهذه أدلة التوحيد أنه القادر أن ينفعك أو يضرك .

✨قوله ( وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
الضر : اي ضر يصيبك - بالعقل ، المال ، البدن - فلا كاشف ومزيل إلا الله عز وجل .
خير : صحة ومال ، فهو قادر أن يزيل الضر الى خير .

📍ومضة :
▫ينبغي للإنسان أن يعلق رجاءه بالله تعالى .
▫الأمر بيد الله فمهما حاولوا إيذاء الرسول لن يأذوه .
▫الحث على الصبر .. الله يفعل مايشاء بالعبد فيصبر ويدعو ويتذلل بأن يرفع عنه الضر ، إن الله على كل شيء قدير .

✨قوله ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ )
هو الغالب المستعلي فوق عباده ، والغلبه مع السلطان - فوقيه مكانية ونفس المكان - فوق عباده كلآ خاضع لله عز وجل .
أقسى عباد الله خاضع لله وهو الحكيم :
مشتقه من الحكمة والحكم ، محكم وحاكم وهو موصوف بها سبحانه وتعالى وهو الخبير ذا الخبرة وهي العلم ببواطن الأمور - ما يحدث به النفس قبل أن يقول بلسانه - فيلزم الخبير أن يكون عليم .. وقرن ( عليم ، خبير ) أن حكمة الله عن حكمه وعلم ببواطن الأمور ، لذلك قد تكون الحكمة خفية على الناس لأن لا يدرك الحكمة إلا الخبير ، فإذا تيسر معرفة الحكمة فهذه نعمة .

💧تعلمنا :
اثبات اسم القاهر لله عز وجل وجاء القهار .
اثبات الفوقيه لله وهي مكانه ومكان .
نحقق هذه الآيات الكلمات التي علمها الرسول عليه السلام للغلام ( احفظ الله يحفظك ..)

✨قوله ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ۚ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ ...)

دلائل وحجج وبراهين ،، والمشركون قالوا من يشهد لك بأنك حق - اليهود والنصارى أنكروا فأنزل الله الله ( قل يا محمد من يطلب الشهادة على ثبوتك وصدقك ، هناك شاهد أعظم وهو أولى بالتصديق هو الله وهو أعظم شهيد )

🍃شهد الله لرسوله بصدقه :
▫بالقول شهد بصدقه .
▫الفعل كل حياته من تمكينه في الأرض ونصره ..
أوحي : القرآن وحي وهو تكريم الله بواسطة أو غير واسطة لأحد عباده بشريعة يبلغها للناس

الحكمة من الوحي :
القرآن الكريم لينذر به الى يوم القيامة .
أنكم تشهدون / يؤكد أنهم شهدوا أن مع الله آلهة فينكر عليهم ، قل لا أشهد أن شهدتم أنتم أنا بريء منكم ، فهذه الآية فيها شهادة الرسول بوحدانية الله عز وجل .

وإنني بريء : يعم كل مشرك ، يستثنى من ذلك من جعل شريك مع الله وهو لا يرضى بذلك من - الملائكة والنبيين والصالحين - فشهادة الله أكبر من شهادة ، لأن الشهادة الحق مبنيّة على علم ويقين وعهد ..
والقرآن كافي للإنذار فمن لا يتعظ فلا واعظ له .

💧نتعلم :
▫يجب على العلماء المسلمين أن يبلغوا القرآن الكريم .
▫وجوب التبريء من أهل الباطل وما هم عليه .
▫التوحيد مبني على النفي والإثبات .

✨قوله ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ )
يعرفون أنه محمد ويشهدون أنه حق ، لكنهم لم يشهدوا ، يعرفونه كما يعرف الرجل إبنه ، لكن خسروا أنفسهم .. فهم لا يؤمنون ، ومنهم الذين ءاتيناهم الكتاب يجدونه مكتوب في التوراة والإنجيل وانكروا به .

الآية جامعه بين المنة عليهم من الله وتوبيخهم على كفرهم بمحمد عليه السلام .
فقد وصف لهم وصف دقيق وانه مرسل للناس كافة وتوبيخ لهم بكفران النعمة ، فخسروا أنفسهم وأهليهم مضت أعمارهم بغير فائدة .

✨قوله ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )
فلا أعظم ظلمة ممن أجتمع فيه الوصفين ، فكيف من أظلم افتراء أو كذب بآياته ،
من أظلم / استفهام
▫إفتراء :
من قال أن الله شريك والكون مخلوق صدفة .
▫والكذب :
اي لا احد أدّعى على الكذب وهو أعظم بآياته الكونية والشرعية .
يلي ذلك الكذب على الرسول وعلى العلماء لأنه يكذب على الشرع نفسه وهذا أمر خطير .
فالظالم لن ينجح ولن يفلح .
💧نتعلم :
▫أن الظلم بعضه أشد من بعض لقوله ( من أظلم ) فالمعاصي تختلف بعضها أعظم من بعض .
▫التحذير أن يفتري الإنسان على ربه بالكذب لأنها المرتبة العظمى .
▫الحذر من تحريف المعاني والتكفير ، فمن كفره الله ورسوله نكفره ، ومن نفى الكفر عنه الله ورسوله ننفي عنهم .
▫اشتركت هذه الأشياء المرتبه العليا من الظلم .
▫الذين يفترون على الله أعظم من الإفتراء على الناس .

✨قوله ( وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ )
صورة لحالهم ومآلهم يوم القيامة ، أهل الشرك يحشرهم الله مع ما عبدوا من دون الله يجدون أنفسهم مع الذين عبدوهم ، فيقال لهم أين شركاءهم للتوبيخ ، أين هم أجعلوهم ينفعونكم هم معهم معذبون من  ( شجر ، حجر ، قمر ..)

✨قوله ( ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ )
فتنتهم : حجتهم أن أقسموا بالله أنهم ما كانوا مشركين .. قالوا والله ربنا ماكنا مشركين .

✨قوله (  انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ )
فهم يكذبون على الله عز وجل ، بل هم يكذبون على أنفسهم ..

وهذا لم يحدث لكن يحكيها الله حكاية حال حتى يتصور الإنسان كأنها وقعت لأن الشيء المستقبل سيقع لا محال ، فيتصوره الإنسان كأن بين يديه وهذا من جمال القرآن الكريم .
💧فوائد :
▫تسلية للرسول عليه السلام حيث ذكر له مآل المكذبين له .
▫تحذير للمشركين ولكل مؤمن كافر بر فاجر بيوم الحشر .
▫توبيخ المشركين حيث قال لهم في ذلك الجمع العظيم أمام الناس أين شركاءكم .
▫بيان فتنتهم بجوابهم ( والله ربنا ) ان ممكن تخلصهم من العذاب لكن الله يعلم بكذبهم .
▫اقرار المشركين بألوهيته وربوبيته .

💦 اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ، ومن شر ما لم أعمل 💦

تنسيق وتجميع روح الندى 💗
انشروه وتذكروا الدال على الخير كفاعله 🍃

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق