الثلاثاء، 3 يناير 2017

🎀وقفات إيمانية من آيات الله الحكيم لسورة المؤمنون 🎀

           🌹تجميع أ.ام أسامه 🌹

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكن الله اخواتي الطيبات

🍀سورة المؤمنون 🍀

     🔅الإيمان 🔅

أكبر قضية في حياتنا ، ليس مجرد مرحلة عابرة مؤقتة يحصّلها الإنسان ثم تنتهي ..!

إنما هو سلسلة معايشة دائمة مستمرة يعيشها الإنسان في ليله ونهاره، وحركته وسكونه ..

🔼الإيمان *معنىً يُعاش..*  *معنىً يُذاق..*
للإيمان لذائذٌ وطعوم تُذاق بالقلب لا يعرفها ولا يستمتع بها إلا أهل الإيمان وحدهم ..

🔼فإذا باشرت حلاوته القلوب سَلَت هذه القلوب عن كل شئ ..!

• شعور المؤمن بالقُرب، وأن الله قريبٌ منه يعلم بحاله وهمومه ومخاوفه وأحزانه ..
هذه *لحظة إيمان،،*

• شعور المؤمن في الأقدار التي تنزل عليه ويتقلب فيها بأن الله يربيه ..
ربما يُصلح ثغراً فُتح في قلبه، أو يزيل مزاحمةً زاحمت قلبه، أو يخرج ضجيجاً أتعب هذا القلب وأنهكه، فيضفي عليه بعدها سكينةً كان القلب يحتاجها .. أو تغيّراً وتحولاً  هو الأصلح والأنفع له ..

🔘هذه من أمتع وألذ *لحظات الإيمان* التي يعيشها ...

• يوم أن يقف الإنسان في منتصف الطريق وسط دوامة من الألم تحيط به وتتخاطفه ثم لا ينقذه ولا يسعفه إلا آية من القرآن تغسل قلبه وتشحن عزيمته وترمم وجعه ..
فتلك من *لحظات الإيمان* التي لا توزن لمن ذاق بركتها ..

• يوم أن يكفكف الإنسان نفسه وشهوته، ويكفكف غيظه ويكفكف حبه ..كما يكفكف الراعي غنمه، حتى ينتهي الطريق الذي قال عنه ابن مسعود رضي الله عنه :" تركنا رسول الله على طريقٍ بدايته هنا ونهايته الجنة..!"

هذه الكفكفة ماهي إلا *لحظات إيمان* لن يأتي بعدها إلا الفلاح ،،،

🔼 تأمل براعة الاستهلال في هذا البداية، بدأت بلفظ *الفلاح* ..

🔼وهو مشتق من مشهد فلاحة الأرض وشقها وحرثها، ذاك الفلاح الذي يتردد على أرضه يتعاهدها ويسقيها ويبذرها ..

🔘ثم إن هذه الأرض الجماد، الصماء، تعطيه أضعاف أضعاف ما أعطاها ..
تعطيه أشجاراً وبساتيناً ومحصولاً وثماراً هذا وهي أرضٌ صماء ..!!

🔼فكيف بالخالق الكريم البر المحسن الشكور ، كم تتصور أن يعطيك على هذا الإيمان الذي تعبت وبذلت وسعيت واجتهدت في تحصيله وإتمامه وزيادته؟؟!

🔘مقاييس الأجور عند الله تختلف عن مقاييس الأجور عند البشر ..!

🔼هؤلاء بُشروا بالفلاح والفلاح *كلمة جمعت خير الدنيا والآخرة..*

لن يُفلح إلا مؤمن ..!
ولا يكون الفلاح إلا للمؤمنين ..

إنها براعة استهلال تنشط الهمم، وتأخذ بالعزائم والقلوب ..

🔴فمن هم هؤلاء المؤمنين ⁉

🔸 الصفة الأولى :

{ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }

• الخشوع هو روح الصلاة ولُبّها، هو عصبُها وعامودها .. هو حقيقة العبادة وأهم صفةٍ فيها.

• هو ذُلٌ بين يدي عزيز ..!

• عليه يترتب مقدار الثواب والجزاء،
فليس لك من صلاتك إلا ما عقِلتَ منها، أي ما حضر قلبك وخشع فيها.

• به يصل الإنسان إلى مرتبة الإحسان، فيصلي وكأنه يشاهد الله بين عينيه، مستغرقٌ قلبه مع الله ..

• وبه يخرج الإنسان من صلاته مغتسلا وقد تنَحت عنه أتربةُ الدنيا، وسبقت به صلاته إلى ربه ..

• هذا الخشوع عطيةٌ لا يعطيها الله إلا لعبدٍ كريمٍ عنده ..
وقد ورد في ثواب من صلى ركعتين بخشوع، فرَّغ قلبه لله، لا يُحدث فيهما نفسه، إلا انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه ..

فضلٌ كبير ..
عطاءٌ جزيل ..
إحسانٌ يفوق التصور ...!!

فهلا سابقنا إليه في هذه العشر المباركات ...؟

🔴ما الأسباب التي تُفقدنا الخشوع ⁉

١/ *إهمال تحقيق المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.*

فالسنة لها بركتها، وحرص الإنسان على السنن بدءً من الوضوء وإسباغه ، والترديد مع المؤذن ، والتبكير للصلاة في أول وقتها، والحرص على سنن الصلاة .. فقد ورد ما يقارب من ثلاثين سنة للصلاة مبثوثة في كتب الفقه ..!

كل هذا له أثره على القلب ولابد، وأثره في الخشوع ..

*[فالاتباع له بركته ،،]*

٢/ *إهمال النوافل القبلية للصلاة .*
هذه النوافل تُهيئ القلب للخشوع، فرق بين من يأتي مسرعاً و يصلي الفرض فقط، وبين من يبدأ صلاته بالنافلة وبها يستعد ويتجهز للفريضة.

فهذا الإستعداد وهذه التهيئة لها أثرها في الخشوع.

٣/ *عدم تفريغ المحل.*
فيدخل لصلاته وقلبه مشغولٌ مشتتّ، مبعثرٌ هنا وهناك ..
ينتظر اتصالا، أو رسالةً، أو يُدافع جوعاً، أو يريد اللحاق بموعدٍ ... فيخطف صلاته خطفاً وينقرها نقرا، والعجلة والخشوع أمران لايلتقيان أبداً ...!

🔴ما الأسباب التي تفقدنا الخشوع ⁉

٤/ *إهمال اللسان ،،*

فإذا كان هذا اللسان رطبٌ بالغيبة والنميمة والكذب والقيل والقال، لسانٌ مُبتلى بكثرة التلطيخ، فلا تبحث عن خشوعٍ أو لذةٍ في الصلاة ..!!

فالكلمة إذا خرجت من اللسان عكرت القلب، ولو حفظنا الله في ألسنتنا لحُفِظنا في صلاتنا.

٥/ *القراءة الإعتيادية ،،*

كلما زاد حفظك للآيات أو لأذكار الصلاة وأدعيتها ونوعت في القراءة، تجاوب القلب معها وحصل الخشوع ..
أما الاعتياد على نفس السور ونفس الأذكار ونفس الأدعية مما يفقدك الخشوع.

٦/ *قلة الاهتمام بالذكر،،*

من كان لسانه رطباً بذكر الله فإن لسانه يُحضر قلبه، فاللسان والقلب بينهما تلازم ..
فالذكر وكثرة الذكر يستدعي القلب، وهو مفتاح من مفاتيح الخشوع ...

٧/ *إهمال الدعاء بطلب الخشوع ،،،*

فالدعاءُ مفتاحٌ لكل خير، به يُستجلبُ الرزق وبه يُستنزل التوفيق، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء ...

🔸 *الوصف الثاني:*
{ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ }

• اللغو هو الكلام الذي لا خير فيه ولا فائدة، وضده القول السديد وهو كل كلام فيه منفعة ومصلحة.

• القول السديد شعبة من شعب الإيمان ، وصفة من صفات المتقين احتفى القرآن به {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ° يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ...}

● *من ثمرة القول السديد :*

صلاح أعمالك فيما بينك وبين الله، وبينك وبين الناس ..
به تنتشر مكارم الأخلاق والمروءة وتنصلح مجالس الناس ..
وبه تحصل مغفرة الله لذنوبك ...

• تعليم العلم ونفع الناس ونصحهم من القول السديد ..
الإصلاح بين المتخاصمين وجمع شتات القلوب من القول السديد ...

ترك الجهر بالسوء من القول السديد ..

ترك الفحش والسباب والشتم والفجور في الخصومة والغيبة والنميمة والكذب من القول السديد ..

ترك الفضول والثرثرة والسفاسف والترهات من القول السديد ..

الكلمة الطيبة التي تجبر بها قلب من أمامك، وتأخذ بيده وتعينه على نفسه من القول السديد ..

الصدق وتحريه في كلامك ونقلك واخبارك من القول السديد .

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من القول السديد ..

🔸 *الوصف الثالث:* { وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ }

• جمعوا بين *الإحسان مع الله* في خشوعهم في العبادة وبين *إحسانهم للخلق* في أدائهم للزكاة، ويدخل فيها كل الصدقات والإنفاق في سبيل الله ..

• و *كثرة الإنفاق والبذل* صفةٌ بارزةٌ في المؤمنين الكمّل لأنهم أكثر الناس تصديقاً بوعد الله لهم بالعوض والخلف .. {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}

• والمؤمن في ظل صدقته يوم القيامة، والصدقة *تطفئ* غضب الرب جل وعلا .. كما أنها *تُطفئ* حر القبور على أصحابها ..

• وهنيئاً لمن سخرهم الله للإحسان للخلق بالبذل والنفقات ..!
[فالله إذا *أحب عبداً* أكثرَ من حوائج الخلق إليه ..]

• والعبدُ كلما أعطى وأنفق وبذل وبادر وسارع، أخلف الله عليه ببركاتٍ حسيةٍ ومعنوية تغمره وتغطيه، ورزقه من حيث لا يحتسب ..

• *أنفقوا* أيها السائرون فنحن في عشرٍ  مباركات، عشر  تحتاج إلى عمل، والآخرة دارٌ لا تصلح للمفاليس ..!

و *تيقنوا أن الرب كريم ..*
ومن بذل لله شيئاً بذل الله له أضعافاً مضاعفة ،،،

🔸 *الوصف الرابع:* { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ }

• قال صلى الله عليه وسلم: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة"

قال ابن بطال: إن أعظم الشرور والبلاء إنما يقع من اللسان والفرج، فمن حفظ لسانه وفرجه ضُمنت له الجنة ..

ومن لم يتوقّ شر فرجه ولسانه فهذا الذي قارب الهلاك وكاد أن يضيع والعياذ بالله.

• وهذه الشهوة بالذات إذا تركها صاحبها بدون زمام ولا خطام ولا تقوى أردته وأهلكته وأحرقته ..!

لاسيما مع توفر أجهزة التواصل التي سهلت المعصية بل وأتت بها إلى فراش الإنسان..
والله يبتلي عباده بتيسير طرق المعصية وتوفر دواعيها ليرى الله مجاهدتنا ومدافعتنا لها..

وكم وكم ممن احترقوا  وسقطوا في نار الشهوات التي تحرق الأخضر واليابس.

• والمؤمنون الذين كملوا في إيمانهم ليس فقط أنهم يحفظون أنفسهم من الزنا بل حتى من مقدماته من النظر، والكلام، والخواطر، والتفكير في الحرام ..

لأنهم يعلمون ..

أنه لربما *في لحظةٍ من التفريط يكون الانزلاق...!!*

أعاذنا الله وإياكم وعصمنا من كل فتنة وإثم ،،،

🔸 *الوصف الخامس*: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}

• حفظهم للأمانات وحفظهم للعهود بكل صورها ومعانيها ..
سواء *العهود التي بينهم وبين الله* :  من العبادات والطاعات وكل أوامر الشريعة ونواهيها .

أو *العهود التي بينهم وبين الناس* : من المعاملات والعقود والمبايعات والشروط .

• *أنت مؤتمن* على توحيدك، بأن تصفيه من الشرك والبدع والسحر والكهانة والشعوذة ..

• *أنت مؤتمن* على صلاتك وصيامك وزكاتك وحجك وعمرتك بإتمامها واتقانها والإحسان فيها ..

• *أنت مؤتمن* على برك وصلتك، على أولادك وبناتك وأهل بيتك .. والله سائلك أحفظت أم ضيعت؟؟

• *أنت مؤتمن* على عملك ووظيفتك وأسرار الناس والعمل، وعلى الودائع التي تُحفظ عندك ..

و *مؤتمن* على من يعملون تحت يدك ،،

*مؤتمن* على حرمات المجالس وأعراض الناس،،

*كل هذه أمانات وحقوق لن يفلح إلا من قام بحقها ..!*

💌 عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه موقوفا عليه قال: " يُؤتى بصاحب الأمانة فيقال له : أدِّ أمانتك، فيقول : من أين يارب وقد ذهبت الدنيا؟
فيقول: اذهبوا به إلى الهاوية .
فيهوى به حتى ينتهي إلى قعرها فيجدها هناك كهيئتها فيحملها ويضعها على عنقه فيصعد بها في نار جهنم حتى إذا رأى أنه قد خرج منها، زلت فهوت، فيهوي هو في أثرها... "

🔼فالأمانات عظيمة، ولا إيمان من لا أمانة له ..! وتضييعها من صفات المنافقين والعياذ بالله.

🔸*ثم جاء الوصف السادس لهؤلاء المؤمنين:* {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}

• بدأ بالصلاة وختم بها للتأكيد أنها  *أم العبادات ورأس العبادات* بعد التوحيد، هي عامود الدين فإذا سقط العامود سقط كل ما ارتكز عليه ..

• من اتصف بهذه الصفات وجاهد نفسه عليها ، استحق البشرى التي خُتمت بها الآيات:
*{ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ }*

••جعلنا الله وإياكم منهم وسلك بنا طريقهم ،،

المصدر /جوال التوحيد
تنسيق روح الندى 💗
انشروه وتذكروا الدال على الخير كفاعله 💕

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق