السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّا الله الجمع 💗
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله و الصلاة و السلام على رسولِ الله
🍃🌸 أريد في هذا اللقاء أن أنبهكم إلى كنوز تمتلكونها وإلى مميزات و مِنن تتمتعون بها, كلٌ على حدة و بصورة لا يشابه بعضكم بعض, فقد أودع الله في كلٍ منا ثروات من العزيمة, والعمل! وأعطانا في وقت الشباب الصفاء و القوة في الروح و الجسد , أعطانا العقل المتأمل , و الروح الشغوفة بالتعلم و المعرفة و العطاء و البناء و نفع الناس .
🍃🌸نتحدث اليوم معكم عن ربيع العمر؟ ومايعني الربيع؟ ولم سمي الربيع ربيعاً؟
🌸🍃يا معشـر الشباب أعملوا فإن الشمس تملأ النهار في أوله” إذا كان الفراغ قد أضاع فتيات فإنه كان لأخريات طريق النجاح و التميّز :“ قال ابن عباس رضي الله عنه " الخير كله في الشباب " وقال الرسول " إني لأجد ريح الجنة في الشباب" فوقت الشباب الذي يبدأ من بلوغ الإنسان و حتى الثلاثين – وقيل حتى الأربعين – يُسمى ربيع العمر
🌸🍃فهل تعلمين أنكِ في أزهى مراحل عمرك و أثمنها؟وهل تدركين قيمة ما أعطاك الله من وقت و صحة و قوة لنفع نفسك ومن حولك وبناء ذاتك بناء ذاتياً رصيناً على أسس قويمة و محكمة.
🌸🍃فلنرى لماذا سمي الشباب بربيع العمر؟ ، فإن كانت الزهور تذبل بعد أن تعطي عطرها وتهَبَ بهجتها ورحيقها فإن قوة الشباب تضعف عادة عند المشيب، ألم يقل الله سبحانه وتعالى: {الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا و شيبة} (54- سورة الروم).
🌸🍃 لأنه فترة قوة بين ضعفين: ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة، والشباب هو وقت القدرة على الطاعة على تمامها، والشباب ضيف سريع الرحيل؛ فإن لم يغتنمْه العاقل؛ تقطّعت نفسُه بعدَه حسراتٍ. إن المرء منا يمر بعدة مراحلَ طَوال حياته؛ مرحلة الطفولة، ثم مرحلة الشباب، ثم مرحلة الكهولة، ثم مرحلة الشيخوخة.
🌸🍃لذلك فقد اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بفئة الشباب وخصهم بأحاديث كثيرة، ويرجع السرّ في الاهتمام بتلك المرحلة إلى أنها أهم مراحل العمر إذ يود الصغير أن يصل إليها، ويتمنى الكبير أن يرجع لها،وقد صدق فيما قال، فالإنسان يستطيع أن يعمل في فترة شبابه ما لا يقوى عليه بعده، فهو زمن القوة، وأطول مراحل عمر الإنسان إذا قيست ببقيته، ففي الحديث: “أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك” (الترمذي).
🌸🍃أ ـ الشباب في القرآن :
🔸قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم"، وقوله تعالى: "إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى" ، وقوله تعالى: "وآتيناه الحكم صبيا".
🔹وكذلك مريم التي شرفها الله على نساء العالمين, قضت شبابها في العبادة ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا)
ويذكر الله تعالى قصة الفتية : أهل الكهف : ( إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) ومن مواضع الاقتداء فيها : الاعتزاز بالدين ، والدعوة إليه ، والاستعانة بالله ، ودعاؤه ، واعتزال أهل الباطل عند العجز عن إصلاحهم ، وغير ذلك .
🔸قال ابن كثير رحمه الله تعالى : فذكر الله تعالى أنهم فتية ، وهم الشباب ، وهم أقبل للحق ، وأهدى للسبيل من الشيوخ الذي قد عتوا ، وانغمسوا في دين الباطل ، ولهذا كان أكثر المستجيبين لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم شباباً ، وأما الشيوخ من قريش فعامتهم بقوا على دينهم ، ولم يسلم منهم إلا القليل .ـ
🌸🍃وقد كان أكثر حملة الإسلام الأوائل في أول زمن البعثة من الشباب :
فهذا الصديق رضي الله عنه لم يتجاوز السابعة والثلاثين ، وهذا عمر رضي الله عنه لم يتجاوز السابعة والعشرين ، وهذا عثمان رضي الله عنه لم يتجاوز الرابعة والثلاثين ، وعلي رضي الله عنه لم يكن تجاوز العاشرة ، وكذلك بقية العشرة رضي الله عنه : طلحة بن عبيد الله لم يتجاوز الرابعة عشر ، والزبير بن العوام لم يتجاوز السادسة عشرة ، وسعد بن ابي وقاص لم يتجاوز السابعة عشرة ، وسعيد بن زيد لم يتجاوز الخامسة عشرة ، وأبو عبيدة لم يتجاوز سبعاً وعشرين ، وعبد الرحمن بن عوف لم يتجاوز الثلاثين وعائشة رضي الله عنها توفي عنها الرسول وعمرها 18 عاماً.
🌸🍃وجماعة كثيرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا شباباً ، قام عليهم الدين ، وحملوه على أكتافهم حتى أعزهم الله ونصرهم
🌸🍃ب- رعاية النبي صلى الله عليه وسلم للشباب: مصعب بن عمير ، يرسله داعية إلى أهل المدينة ، فيسلم على يديه أكثر أهلها ، ويدخل نور الإسلام كل بيت من بيوتها.اغتنم هذا السن ، سن العطاء ، سن البناء ،سن الإرادة القوية..
🌸🍃أسامة بن زيد سبعة عشر عاماً عينه النبي قائداً لجيش فيهم أبو بكر ، وفيهم عمر وعثمان ، وعلي ، هذا الشباب ، الإسلام يعتز بالشباب وقد أقول لكم يعني لا تبنى نهضة أمة إلا على الشباب ولا ينتشر هذا الدين إلا على أيدي الشباب لو نظرت إلى إنسان تقدمت به السن انكفأ على نفسه ، همومه كلها ذاتية ، يعني أصبحت همومه أكثرها في صحته ، وبعضها في أولاده وزوجات أولاده ، وتأمين حاجات أسرته ، والتوفيق بين دخله وبين مصارفه ، لكن الشباب لا يفكر في هذه الموضوعات ، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول:"(( اغتنم خمساً قبل خمس))"و الحقيقة أنك كلما كبرتِ انشغلتِ شئتِ أم أبيتِ , في المتوسط غير عن الثنوي و بالثنوي غير عن الجامعة و سيأتي يوم تتوقفين عن الأخذ, ويبدأ وقت عطائك!انشغلي في وقت شبابك بالتعلم و الاستزاد,اقرئي و تعلمي, وكوني واعية بقدر كبير بما يحدث للعالم من حولك,شاركي المسلمين همومهم, واحملي هم من استطعتِ منهم, ومن بيدكِ التأثير و التغيير فيه و أولى الناس بذلك أهل بيتك ! لا تكتفي بمرور عابر على الحياة, وغيرك يمر ويترك لها قصص من المآثر تحكى و لا تنسى!
🌸🍃نرى أولاً الاسباب التي تدفعنا لاغتنام شبابنا:
-سنسأل يوم القيامة عن أيامنا فماذا سنقول! عن كل صغيرة و كبيـــــرة!
- لأن المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف!
- لانه من اسباب الاستظلال في ظل الله اغتنام العمر في الطاعة .
لانه من لم يغتنم الاربعون سنة الاولى من حياته فسيقول للاربعين القادمة " و آسفاه " !
- استعداد للآخرة! ميلادُنـَا في موتنَا .. وَ حياتُنا " بعدَ الحيَـاة ".( يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) سورة الفجر 24 . سئل أحدهم عن مشاريعه:فقال: أستعد للآخرة ..
🌸🍃*-كيف نغتنم ربيع العمر؟
*وأنا في ربيع العمر ما الذي يجب علي ؟
1- لذة العبادة وذلك بالمحافظة على الصلاوات الخمس في أوقاتها خاصة صلاة الفجر و العصر لأنها سبب رؤية وجة الله في الجنّة و الارتقاء لـ لذة العبادة , فلذة العبادة شيء زائد على العبادة, على الشاب أن يصبر على مشقة فعل الطاعة ، وترك المعصية ، حتى تستقيم نفسه على ذلك وتستلذ به " فإن الخيرة عادة" واذا اردتِ ان تنجحين في حياتكِ فاحرصي على أن تكون صحائفك بيضاء من الآثام و الخطايا فإن ذنوب العبد تحرمه التوفيق
2- ثمة أسباب للحصول على لذة العبادة، منها: أولاً: مجاهدة النفس على العبادة وتعويدها، خطوة النجاح الأولى تكون ثقيلة و صعبة لكن طعم الإنتصار على أهواء النفس أجمل!:” ويستحق :“) " من قال لك أن طريق الجنة معبد بالورود؟" بل يحتاج منكِ سنوات من الجهاد و العزيمة الصادقة القويّة!:
🔹قال ابن القيم: فإذا حصل للقلب روح الأنس زالت عنه تلك التكاليف والمشاق فصارت (أي الصلاة) قرة عين له، وقوة ولذة”
🔸وقال ثابت البناني: "كابدت الصلاة عشرين سنة وتنعمت بها عشرين سنة“
وقال أبو يزيد:"سُقْتُ نفسي إلى الله وهي تبكي، فما زلت أسوقها حتى انساقت إليه وهي تضحك".
🌸🍃قال - تعالى -: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإنَّ اللَّهَ لَـمَعَ الْـمُحْسِنِينَ). فإذا جاهد العبد نفسه هداه الله وسهل له الوصول إلى ما جاهد نفسه إليه.
🌸🍃ثانياً: الإكثار من النوافل والتنويع فيها على اختلاف صفاتها وأحوالها: حتى لا تمل النفس، وحتى تُقبِل ولا تدبر؛ فتارة نوافل الصلاة، وتارة نوافل الصوم، وتارة نوافل الصدقة...إلخ؛ فإن ذلك مما يورث محبة الله؛ كما جاء في الحديث القدسي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - وفيه أن الله يقول: (وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه... )
🌸🍃فـ "من اجتهد بالتقرب إلى الله بالفرائض، ثم بالنوافل قربه إليه، ورقَّاه من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان،فالعمر الذي ليس فيه صيام و سنن رواتب و قيام و كثرة تلاوة ليس عُمراً :“” خاصة في الشباب.
3- التأمل في سير الناجحين و الصالحين:
لا تكتفي بتجاربك؛ إقرئي في تجارب غيرك والسعيد السعيد من اتعظ بغيره
▫️" ماهو ممكن لغيري, ممكن لي اذا فعلت مافعل وبذلت مابذل وتوكلت على الله أولاً و آخراً"
٤- قراءة القرآن وتدبر معانيه، والوقوف عند عجائبه:
٨-بر الوالدين: أمك تعبت لأجل أن تربح بك أمك أحبتك دون شروط فأحبيها بلاشروط!
٩- استماع القرآن يومياً – فالسمع أول مراتب الفهم.
١٠- إغتنام الايام:قال أحد الحكماء: من أمضى يوماً من عمره في غير حق قضاه ، أو فرض أداه ، أو مجد أثله ، أو حمد حصله ، أو خير أسسه ، أو علم اقتبسه ، فقد عق يومه ، وظلم نفسه!.
إذا تغيرتِ وصلح حالك وتميزتِ ثقي أنك ستكونين في موقع من تاريخ الأمة لن ينساكِ,وإذا كنتِ غير ذلك لن تضرين إلا نفسك! الأمة بحاجة لبذلك, وإقدامك وعطائك و أنت بحاجة لزادٍ يقربك من ربك!ف قيمة كلٍ إنسان ما يُتقنه, فماذا تتقنين ؟لتنفع ذاتك و أمتك ؟ ماذا قدمتِ لنفسك,لأهلك,لأحبابك, لأمتك؟
🌸🍃 أحلامي و أحلامك ليست بعيدة! تحتاج عزيمة و صدق و همة , الأحلام باستعانتك بالله تصبح حقيقة! وإن لم تتحقق فهي خيرة الله لك؛خيرّ من إختيارك لنفسك , ثمة فتيات في عمرك مـاتوا و تركوا أثرا و علماً .
🌸🍃املي لأنك في ربيع العمر! و قدمي لأنك في ربيع العمر ليكن همك ..كيف ينفع الله بي؟ ما الأثر الذي سأتركه خلفي؟
🌸🍃 احتسبي صلواتك اليومية إنجاز
اعتبري أعمالك اليومية قمة الإنجازات!
إن لم تسجلي إنجازاتك في هذا العمر فمتى؟ ألاتريد ين أن يضلك الله في ظله؟
🌸🍃فانظري ماذا قدمت لأمتك ؟ ما لعلم الذي نشرته و أستفاد غيرك منه ؟
🍃🌸أنت أمل الأمة و لا شيء يمنعك من أن تكونين نموذجاً يحتذى به ثقي بالله و بكونك قادرة على تخليد ذكراك و إيصال أثرك للأجيال من بعدك .
🌸🍃أعملي بجد فلا يكفي التمني
كفاك تذمراً لامانع من الدروس الكثيرة و الواجبات و البحوث التي لاتظنينها ذات فائدة
كل تلك ستصنع منكِ إنساناً مثقفاً قادراً على تحمل الضغوط و إدارة الوقت.
🌸🍃أطلبي العلم إن لم يكن لأجلك و لأجل مستقبلك فليكن لأجل أمتك و مستقبلها الذي هو تحت مشيئة الله و بين يديك ..و أنشري العلم الذي في صدرك علميه غيرك إن لم تتنفعين بعلمك و تستفيدين منه فقد ينتفع به غيرك و يعمل به.
🌸🍃كوني معطاءة ، أمنحي غيرك كل ماعندك و ساهمي بنهضة أمتك و برقي بني البشر
العالم ينتظرك ينتظر أشخاصاً همهم العطاء
فهلا ضحَّيتِ براحتك في سبيل حمل الضوء إلى العالم المتخبّط في البحر اللجي
هلا أخذتِ بيد البشرية إلى النور، إلى الظّلال بعد أن أرهقها التيه في المفازات..
هلا عبرتِ إليها بإسلامك داعيةً وهادية .
🌸🍃اعملي لأنك في ربيع العمر! و قدمي لأنك في ربيع العمر - ليكن همك ..كيف ينفع الله بي؟ ما الأثر الذي سأتركه خلفي؟
شكرًا الله حسن متابعتكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
🌻مجموعة سواعد الإخاء 🌻
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق