🍃قوله ( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
لما بين إبراهيم عليه السلام البراهين القاطعه .. وجهنا الحجة عليهم
▪وهي : وكيف أخاف ما أشركتم من أصنام لا تضر ولا تنفع ولا تخافون أنكم أشركتم بالله الملك الجبار ..
▪وقول آخر :
ما ذكر عن إبراهيم من البداية عندما قال ( فلما جن عليه الليل ..) فاحتج عليهم ليبين بطلان عبادتهم .
📍درر ابن عثيمين رحمه الله :
لما تكون الآية فيها إحتمالين وليس فيها تعارض فهيا تحتمل هذا وهذا .
💡إضاءة ؛
🔅كيف يوفق الله اولياءه بالنطق بالحق ويسددهم قولآ وعملآ .
▫نرفع درجات : كما رفعنا إبراهيم في الدنيا والآخرة فإن العلم يرفع صاحبه خاصة : العالم العامل المعلم فالله يجعله إمامآ للناس بحسب حاله من علم يعمل به ويعلمه ، فيكون مشيّه بعلمه في ظلمة الناس بنور العلم الذي يعمل به والتعليم حتى يزكي هذا العلم .
▫إن ربك حكيم عليم : دائمآ عند الفضل من الله يؤتيه من يشاء تكون الخاتمة ( العليم الحكيم ) لأنه يحكم بحكمه وعلم من يرفعه ومن يضله لأنه يعلم أن قلبه غير صالح للهداية بعد الحجة ..
📍وقفة :
الله تعالى يعوض الإنسان بنعم خاصة به لأنه كان داعية لنصرة دينه فالله تعالى آتاه الحجة والعلم وهو نور يقذفه في قلب من يشاء .. الله تعالى عوض إبراهيم مما تلقاه من قومه من إعراض بأن جعل في ذريته الهداية .
🍃قوله ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ ...)
ابقى الكرامة في نسله الى يوم القيامة فالله عوضه عن قبيلته وعشيرته بأولاد صالحين من صلبه وجعلهم صفوة الخلق فضلآ منه وكرمآ لما أعتزله قومه ..
💠 الأنبياء عليهم السلام :
إسحاق إبن إبراهيم وأمه سارة ويعقوب ابنه .. فقر الله عينه أن يرى ابناءه وأحفاده من سرور النفس وهم أنبياء .. وهبه الله بعد أن طعن في السن ولا عنده ولد فجاءته الملائكة وهم ذاهبون لقوم لوط تعذبهم ، فذهبوا لإبراهيم وبشروه بإسحاق فتعجب وقال يا ويلتى االد وأنا عجوز .. فبشروه مع وجود نبوتهم أن يولد في حياتكما وتقر أعينكم .
كلآ هدينا : اسحاق ويعقوب من الهدايه والنبوة والصراط المستقيم - العلم والعمل -
▫ونوحآ هديناه من قبل ابراهيم ووهبنا له ذريه صالحه - ذكر في القرآن 43- وهو أول نبي شرعه على لسانه وأول الرسل وهو الأب الثاني بعد آدم عليه السلام ..
ومن ذريته مع نوح :
▫داود ابو سليمان ، قيل الضمير يعود لنوح لقربه وقيل ابراهيم لسياق الكلام من أجله .. ذكر داود (16) وسليمان (17) سخر له الريح والجن والإنس وقصته مع ملكة اليمن ..
▫ايوب ذكر (4) مرات أذهب الله ما به من البلاء .
▫يوسف (27) ذكر وقصته المشهوره في البئر وبيعه في مصر .
وأيوب ويوسف ابناء يعقوب .
▫موسى ذكر (163) وهارون ابن عمران ذكر ( 20) كان وزير لأخيه ونبي ومعين لموسى .
🍃كذلك نجزي المحسنين :
نجزي كل من أحسن في عبادة ربه ومع خلقه .. وهو :
أن تكون محسن مع الله ومع العباد والخلق .
وقد بينه الرسول عليه السلام :
▪أن تعبد الله كأنك تراه وهي الدرجه الأولى درجة المشاهدة أن تشاهد آثار الله وصفاته في الخلق ، ▪فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، اي لم يصل للمشاهدة فتعبده بدرجة المراقبة ..
والأولى أفضل درجة وأعلى من الثانية .
🍃قوله ( وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ )
ذكر زكريا (5) في القرآن وعيسى (25) والمسيح (11) وإبن مريم (23) ..
وذكر عيسى بذرية نوح وإبراهيم دلالة على دخول اولاد البنات في ذرية الرجل لأن عيسى ينسب الى ابراهيم بأمه فهو لا اب له .. الياس ذكر (2) ..
▫كل من الصالحين : هديناهم بالنبوة والاسلام .
🍃قوله ( وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ )
ذكر اسماعيل (12) وهو الذبيح الذي رحل الى مكه مع أمه وهو رضيع ، اليسع ذكر ( 2) ، يونس ذكر (4) وقصته لما القي في البحر ثم أستغفر ، لوط ذكر (27) وهو ابن اخ ابراهيم ودخل بالذريه بالتغليب .. آمن بإبراهيم وهاجر الى الشام فبعثه الله الى أهل سدوم ..
🔺وهذه أجمع آيات لأسماء الأنبياء 🔺
وكلهم فضلوا بالنبوة والإسلام .
العالمين / كل موجود سوى الله اسمه عالم ، وعلم تدل على وحدانيتة سبحانه .
🍃قوله ( وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )
من للتبعيض .. هدينا بعض ءاباءهم وذرياتهم .
📍الفرق بين الوالد والأب :
الوالد / يطلق على من أولده من غير واسطة .
الأب / تطلق حتى على الجد البعيد وذرياتهم .
▪ومن المعاني :
الأبناء / يختص بها أولاد الرجل وأولاد البنات .
الذرية / تنتظم الأولاد والذكور والأناث .
أخوانهم / الأصل الأخ وهو المشارك في الولادة ومن الرضاع .
▫ أجتبيناهم : الأصطفاء اي أخلصناهم الى دين الإسلام .. والمعنى / اصطفاء العبد تخصيصه إياه بفيض من النعم بلا سعي من العبد وذلك للأنبياء والصدقيين والشهداء . ( والنبوة منحه إلهيه إجتباهم الله بها )
واستقامتهم الى طريق الهداية في الألوهيه بالإرشاد بالشرع والعقل والحق .
🍃قوله ( ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
اي دين الله الذي هم عليه يرشدهم بسببه من يشاء من عباده ، نطلب الهدايه من الله فلا هدى الا به يهدي من يشاء فإن لم يهدكم فلا هادي غيره .
ولو أشركوا : حاشاهم من الشرك - الأنبياء - وإنما ذكر لبيان حكم هؤلاء الأنبياء مع ان الله هداهم وجعلهم من الصالحين وفضلهم على العالمين مع منزلتهم وشرفهم وقربهم من الله لو وقع منهم الشرك لحبط أعمالهم الصالحه .. فكيف غيرهم ..
وهنا تحذير من الشرك لأنه محبط للعمل ويخلد صاحبه النار .
🍃قوله ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ )
▫الكتاب : جنس الكتاب ( التوراة ، الإنجيل ، القرآن )
▫الحكم : الفهم بالكتاب ومعرفة أحكامه .
▫النبوة : أختص الله بها .
▪فإن يكفر بها : الضمير يعود (الكتاب ، النبوة ، الحكم )
هؤلاء المشركين ( مكه ) أو أي مشرك فقد وكلنا بها قومآ ليس بها كافر .. اي فيمن كفر من قومه أصلآ ، وقيل يدخل فيها تبعآ كل من كفر ، اي ان يكفر بهذه النعم من سائر العرب والعجم ..
📍ما ذكر من أقوال في معنى :
▫فقد وكلنا : هم المهاجرين والأنصار وأتباعهم الى يوم القيامة ، اي كلفنا الرسالة والأمانة والتبعة قوم قاموا بها خير قيام فحملوها للناس وجاهدوا في سبيل ذلك غاية الجهاد من أجل العقيدة .
▫وقيل :
وكلنا : هم الأنبياء ويدخل من أتبعهم من أهل الإيمان ، وأول من يدخل بعد الأنبياء المهاجرين والأنصار .
💠 ذكر ابن القيم في هذه الآية :
فيها بشارة وإشارة ..
💢 البشارة / حفظ رسالة الإيمان ، الله وكل بها قوم ليس كافرين فالرساله محفوظة باقية ( الكتاب ، الحكمة ، النبوة )
💢 الإشارة / إن هؤلاء وإن ضيعوها ولم يحفظوها فإن الرسالة لها قوم غيرهم سيحفظونها .
🔺وقفة :
وكلنا بها ؛ يتضمن التوفيق بالإيمان والقيام بحقوقها بالدعوة والنصيحه والذب عنها .. التوكيل لمن قام بهذه الرسالة علمآ وعملآ وجهاد ، وهو توكيل رحمة وتوفيق وإختصاص من الله .. لا توكيل حاجة الله غني عن العالمين . وإنما السموات والأرض قائمة على إظهار الدين ، لابد الصلاح ليؤمنون بها جميعآ .
🍃قوله ( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ )
اي الأنبياء المذكورين وما أضيف إليهم من الذرية .
هدى الله : هم أهل الهدى لا غيرهم ، فاتبع إذا كان أمر من الرسول عليه السلام واقتدي بهؤلاء وما شرعه من أمر .. اشترك جميعهم بإخلاص العبودية والإيمان بأسماءه وصفاته ، وكل نبي تميز بخصلة خير ( سليمان وداود القدرة والملك ، ايوب ويوسف الصبر ، يونس التضرع ، اسماعيل صادق الوعد ) الرسول عليه السلام يشترك معهم في القضيه العامة توحيد الله والخير واجتمع في الرسول عليه السلام مزايا الأنبياء جميعآ فحقآ أن يكون خاتم الأنبياء ، وحقآ له الإكثار من الصلاة عليه فهو الذي دلنا على الدين وسعادة الدارين ، فمن صلى عليه عشر صلى عليك عشر فهو السبب في هدايتنا ودليلنا الى الأحكام الشرعية .
▫قل لا أسئلكم عليه أجرآ :
لا أطلب منكم على إبلاغ القرآن أجرآ ولاضرر فيكون سبب أمتناعكم عن اتباع الدين بدفع الأجر لكن أجري على الله عز وجل .
▪هل يطلب في العلم الأجر ❓
لا حرج في أخذ الأجر في تعليم القرآن والعلم وذلك بضبط النية ( ابن باز رحمه الله )
▪قال ابن تيمية رحمه الله :
فرق بين من يأخذ أجر ليقوم بالعمل الصالح وبين من يقوم بالعمل الصالح ليأخذ ..
▫ الأول فعل حسن والمال وسيلة .
▫الثاني ليس له في الآخرة أجر انما فقط في الدنيا والمال والدين وسيلة .. فشتان بينهما .
▪ذكر للعالمين : القرآن ذكرى للعالمين وأعظم نعمة أنعمها الله علينا فعلينا القبول والشكر عليها لأنه أرشدنا من الكفر الى الإيمان .
🍃قوله ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى ..)
هذا قدح في حكمة الله عز وجل ، زعم أن الله يترك عباده هملآ لا يؤمرهم ولا ينهاهم ولا يعطيهم شرع ، يكذبوا رسلهم ..
قيل نزلت الآية (في قريش وقيل طائفة من اليهود )
من عرف الله قدر حقه وحكمته يعلم أن الله حكيم غاية الحكمة ومن كماله وعدله إنزال الكتب وارسال الرسل ولا طريق للفلاح إلا بهذه الرسالة ..
▪قال ابن القيم :
أن هذه الآيه لكل من قالها من المشركين واليهود ، وأجاب عن الإستطراد :
إذا كنتم المشركون تؤمنون بكتاب موسى من أنزل هذا الكتاب اسألوا اليهود .
▪قل يا محمد لهؤلاء المنكرون من إنزال الكتب بإثبات قضية جزئيه وهو كتاب التوراة وأنكم علمتم ان الله أنزله على موسى فهو رد للناس من الشبهات .
▪وقولهم ما أنزل الله على بشر :
رد لأنهم أن نفوا كفروا بالكتاب فصارت مقولتهم كاذبة وحجة عليهم .
▫يجعلونه قراطيس :
اي قطع يكتبوه من الكتاب الأصلي يحرفوا منها ما يحرفون من التأويل ويقولون من عند الله وما هو من عند الله ، حتى كانوا يتناسخون الكتاب الأصلي في القراطيس مما يوافق هواهم ، وما خالف هواهم يخفونه .
▫وعلمتم مالم تعلموا :
انتم ولا ءاباءكم ، اي من أنزل القرآن الذي علمكم الله فيه من خير ماسبق .
🔅القراءات في قراطيس :
▫يجعلونه قراطيس : في اليهود .
▫تجعلونه قراطيس : من قال أن الآيه من أولها في اليهود رد عليهم مخاطب لهم ( أن التحريف وقع في أصل كتابهم ) وهذا الثابت .
▪ما الذي علموا ؟
قيل ما أخبرهم به محمد عليه السلام من الأمور التي أوحى الله به مالم تعلموا به من كتبهم اذا كان الخطاب لأهل الكتاب .
المشركون : مما أظهره الله من علم وآيات مالا ليس في الكتاب .
📍الخطاب لأربع :
للمشركين ، اليهود ، ثم امتن على اليهود وقال علمتم مالم تعلموا في التوراة من خلال الرسول ليكون على وجه الإمتنان بإنزال التوراة عليهم ، وللمؤمنين كنتم في جهالة فبعث الله النبي فعلمتم من الوحي ما صرتم بمنزله عاليه من الإيمان .
▫قل الله : هو الذي أنزله ، فإذا الزمتهم دعهم في جهالتهم يلعبون حتى يأتيهم اليقين والعاقبة للمتقين .
🍃قوله ( وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ۚ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يحافظون )
هذا : القرآن أنزلناه مبارك .
أم القرى : مكه ومن حولها من أحياء العرب وطوائف بني آدم من عرب وعجم .
✨القرآن الكريم مبارك ✨
البركة من كثرة الخير ، إذا فرح الإنسان بكتاب الله وشعر بنعمته بملازمة كتاب الله فليستبشر بالخير من الله ، إذا عرف أنه كلام الله وعون تعلق به ، وتفجرت بعدها الحكمة في اللسان والأعمال والأقوال .. خير القرآن كثير لا ينقص ودائم لا ينقطع وبركته في كل شيء ، فهو مبارك على قارئه وسامعه ومدبره ، له بكل حرف حسنه والحسنه بعشر أضعافها ، بركة على مدبره ما يحصل من الإنتفاع والنور والإستقامة ، بركة في بصره ودينه ودنياه ، بركة على العقل بحفظ مفرداته يوسع الذاكرة ،
( من حفظ القرآن مُتّع بعقله ) القرآن بركة على البيت والأهل لأن الشياطين تفر فمن بركته وقاية البيوت من تسلط الشياطين ، شفاء لمن أصيب بشر الشيطان ومسّه وضره ، يشفي جميع الأمراض من القلوب والأبدان ، بركة على المجالس التي يتلى فيها يستجلب كل خير .
▪حديث ( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ )
علومه ومنافعه لا تنقطع بل فوائده تزداد مع أزدياد التدبر والعلم .. صاحب القرآن له الخيرية ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
تيسير العسير وحصول المطلوب والوصول للمرغوب ودفع المكروه .. لأن من كان القرآن همه كفاه الله ما أهمه ، يحاج عن حامله يوم القيامة نحن بحاجه لمن يشفع لنا فيأتي شفيع لأصحابه وهو الملازم . حديث ( اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه..)
يرقي بصاحبه لدرجات الجنة .. قال عليه السلام
يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ : اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ ، كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا ، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا )
فهو عزتنا وقوتنا .. حديث ( أما إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا, وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ )
مصدق الذي .. : موافق للكتب السابقة وشاهد لها بالصدق .. أنزلناه لتنذر أم القرى وتبلغ الناس عامة بعقوبة الله تعالى .
كل من آمن بالله واليوم الآخر يؤمن بهذا الكتاب وهو القرآن - لماذا ❓
لأن الخوف من الله إذا كان في القلب عمرت أركانه وأنقادت جوارحه لمرضاة الله تعالى ، ويحافظون على آداء الصلاة في أوقاتها لأنها عماد الدين .
🍃قوله ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ..)
لا أحد اظلم وأعظم جرمآ ممن كذب على الله وجعل له شركاء أو ولد أو نسب أو حكم بما يقع في قلبه أو أدعى أن الله ما أنزل شيء أو ادعى النبوة ، أو كذب على الله أو قال أوحي الي .. ومنهم من يدعون أنهم أولياء الله
▫أظلم / استفهام متضمن النفي .. فهم مشتركون في الظلم ، واستغنوا عن أحكام الشرع من عامة الناس .. أم اولياء الله لا يحتاجون النصوص الشرعية فلا يصلون لإنتقالهم مراحل وهذا من كيد الشيطان .
🔺حال الموتى :
ما أعد الله لهم من العقوبة في حالة الإحتضار ويوم القيامة ..
▫غمرات الموت / كربات وسكرات ، غاية الشدة والصعوبة ، أمرآ هائل .. والملائكة باسطوا أيديهم :
بالضرب وإيصال الأذى بالقول أو الفعل باليد واللسان والضرب الموجع عند نزع الروح بمطارق من حديد لقبض أرواحهم يضربون وجوهم وأدبارهم ..
▫اخرجوا أنفسكم :
خلصوها مما أنتم فيها إن أستطعتم هذا في يوم القيامة أم عند الموت ضرب .
✨روح المؤمن :
تنشط للخروج لعلمها أنها ستذهب للنعيم .
▪ام الكافر :
تنزع نزعآ وهذا عذاب البرزخ ونعيمه .
والكافر يبشر بالعذاب والسلاسل والجحيم وغضب الرحمن فروحه تهرب في جسده وتأبى الخروج فتضربه الملائكة حتى تخرج أرواحهم ..
▫اليوم تجزون عذاب الهون :
غاية الإهانة بما كنتم تقولون على الله غير الحق، واستكباركم عن اتباع الله وآياته ورسله وأحكامه . فجاءكم عذاب الهون المهين .
🍃قوله ( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْوَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا ...)
لحظة النهاية ، بشرى ام عذاب ..
اما يوم القيامة فرادى :
مفلسين لا أعمال لا أهل لا مال لا ولد لا جنود ولا أنصار كما خلقكم أول مرة عارين من كل شيء ، ينقطع كل الأمور التي كانت مع العبد في الدنيا ويبقى - العمل الصالح او السيء -
يحشرون عراة غرلآ غير مختونين .. تركتم النعم الذي خولناكم اعطيناكم من متاع الحياة الدنيا ولم تغني عنهم شيئآ ..
▪حديث :
( يقول ابن آدم : مالي ، مالي . قال : ( وهل لك يا ابن آدم ! إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت ؟ ) رواه مسلم .
يؤتى ابن آدم في غاية الذل يحشر المتكبرون أمثال الذر بصورة رجال يغشاهم الذل من كل مكان .
▫وما نرى شفعاءكم :
الذين زعمتم أنهم شركاء ( أصنام ، ملائكة ، الصالحين ..) وهم عبيد لله لكنهم يجعلون لها نصيب من أنفسهم ..
وهذا توبيخ من اتخاذهم الأنداد ، فإذا جاء يوم القيامة تقطع الأسباب بينهم ولن تشفع شيء من الأمن والنصرة والنجاة ولكن زين لهم الشيطان وغرّهم ، فخسروا أنفسهم وأهليهم وأموالهم ،
فضل عنهم ما كانوا يزعمون .. ذهب عنهم ما كانوا يرجون من الأصنام فتقطع الوصل بينكم وبين أعدائكم ولو كان قرباتكم .
فيظهر أن المستحق للعبادة هو الله ، وأن تنزيل العبد منزلة الخالق لن ينفعهم .
🍃 حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون 🍃
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق