الجمعة، 3 فبراير 2017

🌿 [ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ]



• آية من كتاب الله تعرض لك سنة من سنن الله في خلقه، إنها سنة (التغيير)..!

وكأنها تقول لك بمنتهى الوضوح :
[لن يتغير حالك إلا إذا غيرت من نفسك..]
 
وهي من تمام عدل الله وكمال قسطه، بأن الله لا يغير ولا يزيل النعم ولا يبدل الأحوال إلا بسبب من العباد أنفسهم ..

بدّلت فبدّل الله لك،
وغيّرت فغيّر الله عليك..!

وهي سنةٌ تشمل الخير والشر،
سنتكلم عن التغيير للخير، وللأفضل،
/ من باب الاستعداد لرمضان ..
نسأل الله أن يبلغنا إياه ونحن في زيادة عافية وإيمان وأن يبارك لنا فيه ./

🌿 عليك البداية وعليه التمام،،،*

أنت مُبتلى بأن تبدأ ومُمتحن بأن تصدُق، فإذا بدأتَ كما يُحب أتمَّ لك ما تُحب..!
• ابدأ...
لا تنتظر معجزةً تأتيك من السماء تغير لك حياتك وتصلح لك أوضاعك!

إنما خذ أمرك بالعزيمة، وشدّ عقدة العزم عندك وانزع نفسك من الفراغ، من الضعف، من التسويف، من الكسل، من التردد..
*بداية التغيير خطوة*، ابدأ أنت هذه الخطوة، ثم الله يتمم ويبارك لك ما بدأتَ به ..

• نبينا صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن *من يتحرَّ الخيرَ يُعطه*..
فمن سعى *للخير* وُفق له..
ومن سعى *للهداية* وُفقَ لها..
ومن سعى *للتغيير* وُفقَ له...

المهم أن تبدأ، وتتحرك، وتسعى ، لا تجعل حياتك تمضي كالسراب، وعمرك يمضي بلا بركة ..
____________
🌿 [محطات التغيير]

*القرآن يصنعك،،،

● إذا أردت أن تُنهي الشقاء من حياتك فعليك بالقرآن، فالله يقول :
{طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى }

 وإذا أردت التغيير فارجع إلى القرآن،
اجعل القرآن معك وكن أنت مع القرآن ..
*القرآن يُربيك ..*
*القرآن يزكيك ..*
*القرآن ينفعك ..*
{ إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ }

● *تأمل ..*
كيف كان عمر رضي الله عنه في الجاهلية فيه ما فيه من الغلظة والشدة والقسوة، فلما أسلم ما؛عاد الناس يميزون قراءته في صلاة الفجر من شدة بكائه!!

 ما الذي يبكيك يا أمير المؤمنين؟؟ 
 هزه وأثر فيه بكاء طفل طيلة الليل فلما سأل عنه، قالوا : أمه تفطمه لأن عمر لايعطي خراجاً إلا لمن فُطم!!

• يسمع الآية من كتاب الله فيظل مريضاً في فراشه أياماً يعودوه الناس!

• يخرج بالليل يتفقد رعيته فيرى في أطراف المدينة خيمةًوناراً، إنه أعرابي امراته ستلد وليس معه أحد ..
فيأتي عمر بزوجته لتولد الأعرابية ويجلس هو خارج الخيمة يطبخ الطعام لها!

ما الذي حوّل عمر هذا التحول العجيب؟؟
*إنه القرآن...!*

{ الَر * كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ }


● *لا تنقطع عن القرآن*، وكن على يقين أن كل شيء يصرفك عن القرآن فهو شؤمٌ عليك ،،
____________

🌿 [محطات التغيير]

ثالثا: *فرّغ قلبك،،،
يقول ابن القيم: " الوصول إلى المطلوب موقوفٌ على هجر العوائد وقطع العلائق".

والمعنى: أننا لن ننجح في تغيير أنفسنا إلا إذا عرفنا أن نتخلص من العادات والتعلقات والشهوات ..!

فالواقف معها إنما هو في الحقيقة إنسانٌ محبوسٌ محجوبٌ عن الله بقدر تعلقه بها ..

وأعظم الناس خذلاناً من تعلق بغير الله، والقلوبُ إنما تصِحُّ وتمرضُ بأعمال أصحابها ..
*فمن صَفّى صُفِّي له،*
*ومن كدّرَ كُدّرَ عليه..!*

وكما قيل:
[ من رأس العين يأتي الكدر..]

فالكدر خارجٌ *من داخلك*، *من أعماقك*، *من قلبك ..!*

فإذا أردتَ التغيير وأردتَ الصفاء وأردتَ العبودية، فلا تجعل ماء قلبك معكرا،
*فرّغه،*
*طهّره،*
*نقّيه،*
حتى يسترد عافيته ،،،
____________
🌿 [محطات التغيير]

رابعا: *كن حادياً...*

يقول ابن رجب رحمه الله: [النفسُ كالدابة فمتى فتر قائدها، وقصّر سائقها، وقفت ..!
فتحتاج إلى الرفق بها، والحدو لها، حتى يطيب لها السير ...]

• *إنها النفس* حين تتمرد على صاحبها، وتتلوى عليه، وتشرد منه ..

*إنها النفس* حين تُصاب بالفتور، بالكسل، بالتراخي، بالتململ ..
 
*إنها النفس* حين تضعف همتها ويتراجع نشاطها ..

تحتاج إلى من يسايسها ويرفق بها ويحنو عليها، ويحدو لها ..

و *الحداء* : صوتٌ حنونٌ تفهمه الإبل، إذا سمعته تنشطت وتحركت و واصلت سيرها .. 

• أحيانا قد نحتاج في تغييرنا لأنفسنا وعودتنا إلى ما كنا عليه من العبادة والجادة والطاعة والهمة، أن نكون كمثل هذا الحادي مع دابته، فنأخذها قليلا قليلا *حتى تعود* ،،،
____________
🌿 [محطات التغيير]

خامسا: *إياك والحزن،،،

فمن يستولي عليه الحزن ويتشربه ويتقوقع فيه *لن يتغير*..!

• إنها وظيفة الشيطان : 
{لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ...}، حريص أن يملأ قلبك بالخواطر والوساوس الحزينة .. أن تظل مكتئبا، سلبياً، فاتراً،  هشاً ضعيفاً، *الحزن يقضي على كل شيء بداخلك..*

• لذلك مطلوب من المؤمن أن يبعد الحزن عن قلبه، وأن لا يسلم نفسه لهذه الهواجس والوساوس، وأن يفتح على قلبه باب التفاؤل...

حتى ينشرح صدره، ويقوى قلبه، وتشتد عزيمته وإرادته، ويمضي في طريقه ولا يلتفت..!

• فلنكن على يقين ..
أن *الألم سينتهي* ..
و *الأحزان ستنتهي* ..
و *أن الحياة تتغير* ..
و *الأوضاع تتغير* ..

فلماذا نضيع أعمارنا وأوقاتنا في هذه الأحزان ...؟!
*هناك أهدافا كبيرةً وجميلةً تنتظرنا ..*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق