الجمعة، 3 فبراير 2017

🌙 أصحاب الغرف 🍃


الغُرف من مساكن الجنة ، وحسبك أن تعلم أن الله ارتضاها لخيرة عباده،
إنها غرفٌ عجيبةٌ غريبةٌ لم يُسمع بمثل صفاتها قط ..!

• غرفٌ مبنية،ٌ لبِنةٌ من ذهب ولبِنةٌ من فضة .. ملاطها المسك، ترابها الزعفران، حصباؤها اللؤلؤ والياقوت ..

• مرتفعةٌ عالية، بعضها فوق بعض، شفافة يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها ..

• لا تقدُم، ولا تُهدم، ولا يسقط سقفها .. ليس فيها نقصٌ ولا قذرٌ ولا ضجيج ولا صخب، ولا يملّ ساكنوها منها ..

• أثاثها النمارق والزرابي والسرر والأرائك، والأنهار تجري من تحتها ...

 •كل ما يمكن أن تتصوره من نعيمٍ ومتعة ولذةٍ وجمال وبهاءٍ وكمال هو موجودٌ في هذه الغرف ..
*لك فيها ما اشتهت نفسك، ولذت عينك ،،،
____________

🌙 لمن هذه الغرف ؟
 نحن في مساكن الدنيا نعلم أن سعر الشقة ليس كسعر العمارة، وسعر العمارة ليس كسعر القصر، والعقار في هذا الحي ليس كالآخر..
الدفع يختلف، الثمن يختلف، والكاش غير التقسيط..!
فما بالك بمساكن الجنة؟
وما بالك بالغرف التي هي أعلاها وأرفعها؟؟

• *من أراد الغرف فليدفع ثمنها...*
و [النزول في منازل الآخرة يكون وفقَ ما كان عليه الإنسان في الدنيا من الأعمال ..!]

• *العمل* هو العربون الذي يقدمه الإنسان بين يدي ربه، هو البضاعة التي يرحل بها من الدنيا ..

• *العمل* هو سعي وسعيك، 
ما أقدمه أنا وما تقدمه أنت...
إذا مات ابن آدم تبعه ثلاث ماله وأهله وعمله، فيرجع ماله وأهله ويبقى عمله فقط .. { يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} .

• *وكلما زاد العبد في العمل، زاد الرب بالعطايا ...*
هذه المنازل العاليه في الجنة لن تكون مجرد ضربة حظ أو حظوظ عشواء توزع بدون استحقاق، إنما هو عمل الإنسان وصبره ومصابرته على العبادة..
و[ لن يجعل الله عبداً أسرع إليه كعبدٍ ابطأ عنه ..! ]
____________
🌙
البوابة الأولى:*
 العبودية ،،،
هم عباد الرحمن الذين أقبلوا على الله حباً وذلاً وطاعةً واختيارا ..

• أكثر ما يميزهم أن الذي يحركهم ويستحثهم للطاعات والأعمال هو *حب الله*..!
ليس همهم الأجور والحسنات فقط، بل همهم الأكبر ومحورهم الذي يدورون حوله أن هذا العمل يحبه الله ...

• ينطلقون وحب الله قائدهم، يتحرك الواحد منهم وهو محب ..
وفي المقابل يطمعون في أن يزيد رصيدهم في الحب، *{يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}* ...

هذا هو المعنى الكبير الذي يعيشونه في حياتهم ..
حتى إن زلوا أو سقطوا أواذنبوا،
فحرقة قلوبهم وندمهم وحسرتهم ليست فقط لخوفهم من العذاب أو من أثر الذنب وفضيحته وشؤمه..
بل إن أكثر ما يحملون همه *أن يسقطوا من عين الله..!*

أن يفقدوا ما كانوا يتأملونه من العناية والحفاوة والمعية والقرب ..
يخافون من الطرد، من الحرمان، من الاستبدال، من أن تنقص ولاية الله لهم!!

• وهذا المعنى الشريف ما يُؤتاه ولا يُوفق له إلا الكمّل والأخيار من عباد الله، الذين بلغوا ما بلغوا من درجات الإيمان ..

هم وحدهم من يفقه هذا الباب ،،،
____________
🌙
البوابة الثانية:*
 الإخلاص ،،،
أكبر ثمنٍ تدفعه لتصل للغرف هو *الإخلاص*..

• أكثر ما يُسرع بالإنسان ويحقق له السبق، "سبق درهم ألف درهم" .. هو *الإخلاص* ..

• أكثر ما يقوي العبد ويسنده ويجعله كأنه أمة لوحده يتحرك في الأرض هو *الإخلاص*، 
[ *كلما كنت مخلصاً سنَدَكَ الله ..!*]

• من أكبر المنجيات، ومن أكبر مكفرات الذنوب بل مكفرات الكبائر هو *الإخلاص* ..

فقد غفر الله لبغي حرفتها الزنا، لأنها سقت كلباً لا تنتظر من ورائه ذكراً ولا شهرة ولا تعويضاً ولا ثناءً ولا مدحاً ..
سقته ولم يرها أحد .. فشكر الله لها وغفر لها وأدخلها الجنة!

• من أكثر ما يبارك الأعمال وينميها ويزيدها ويجعل للعمل أثره وامتداده .. هو *الإخلاص* ...

والبركةُ إذا حلت في شئ، لا تسل عن سعته وبسطه وكثرته ،،،
____________
🌙
البوابة الثالثة:*
 قوة التوكل وصدق التعلق  بالله ،،،
• وهي من أقوى البوابات التي تقفز بك في سلم العبودية، لأن صاحبها معتقد أن الله جل وعلا كامل الصفات، له الكمال المطلق ..

لا يُعجزه شئ، ولا يُغالب، ولا يُمانع، قويٌّ قادر الكلُ في قبضته وملكه. 

• فكلما عرض له عارض من مضايق الدنيا وهمومها و أمورها .. قطع قلبه عن العلائق، وأخرج الناس، والأسباب، وفلان وعلان من قلبه، و *أسند قلبه بكليّته لله*..!
وانسلخ من تدبير نفسه، وفوض الأمر لله وقال: [يارب أنت الأول والآخر والظاهر و الباطن دبرني فلا يدبر أمري إلا أنت...]

• وكلما كان العبد *صادقاً* في ركونه وتوكله وتعلقه وتفويضه وانقطعَ لله،
تكفل الله به...
وتحمّل الله حوائجه..
وسخر له من يشتغل بأمره، سخر له من خلقه وجنوده ما لا يعلمه إلا الله ...
• فمن توكل على الله كفاه وأحسن له في هذه الوكالة ..
*[إذا صدقت مع الله فلن يضيعك..!]*
____________
🌙
*البوابة الرابعة :
 الحلم والتواضع وحسن الخلق ،،،
*الأخلاق* دين،
*الأخلاق* عبادة،
*الأخلاق* رزق ..
أكثر ما يُدخل الناس الجنة: تقوى الله وحسن الخلق.

• والله يبتلي الناس بعضهم ببعض، ليرى ما هم صانعون ببعضهم {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً} .

• حُسن الخُلق *لا حظّ* فيه للسبابين واللعانين والمتفحشين ..

*لا حظّ* فيه لمن اُبتلوا بالجدل والمهاترات والردود الموغرة للصدور ..

*لا حظّ* فيه لمن اُبتلوا بالفجور في الخصومة، فإذا خاصمك أتى بالجديد والقديم، وفتح كل الملفات، وخرج من كل حدود الأدب ..
*لا حظ*ّ فيه للمتقاطعين والمتدابرين والمتهاجرين، والمتشاحنين الذين يحملون أرطالاً وأرطالاً من البغض في قلوبهم ..
 
*لا حظ*ّ فيه للمتكبرين والمتسلطين والمغرورين والمؤذين ..

*لا حظ*ّ فيه للحقود والحسود والخبايا الملوثة ..
• فمن أراد الغرف فلا ينظر الله لصدره إلا ويرى فيه الطهر والبياض ..!
يرى فيه قلباً تنزه، قلباً تعفف، قلباً يخاف من نزغات الشيطان أن تأخذه بعيداً وتطفئ نور قلبه ..
وليس أشأم على العبد من انطفاء نور قلبه ..!

• وكلما ارتفع الإنسان في العبودية،
كان *أبر قلبا*ً ..
و *أصلح نفساً* ..
و *أحسن أخلاقا*ً ....
____________
🌙
البوابة الخامسة :
 قيام الليل ،،،
• الليل شأنه عظيم ..
يقولون: [ *من خدم بالليل وصل..!*]

هو ركيزة السباق وهو سوق الآخرة، وهو وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: "واستعينوا بشئ من الدلجة فإن الأرض تُطوى ...."

• فعبادة الليل .. وصلاة الليل .. وبكاء الليل .. ومناجاة الليل .. وطول القنوت بالليل .. وانكسار القلب بين يدي ربه بالليل ..
هذه الأعمال هي التي تطوي لك الطريق ...
هي التي *تُقربك*،
هي التي *تُدنيك*،
هي التي *تقفز بك*..!

فيا لسخافة عقولنا إن ضيعنا ليل رمضان ولم نقدر له قدره...!!

[ *إن لم تغتنم تُحرم*]
فمن أسرع هنا، أسرع هناك ..
ومن أبطأ هنا .. أبطأ هناك ..
*والليل هو مظنة السرعة والبطء ،،،*
____________
🌙
البوابة السادسة:* الخشية والخوف ،،،
• أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يدخلُ الجنة أقوامٌ أفئدتهم *كأفئدة الطير* ..

حديثٌ يضربُ بجناحيه في قلب كل مؤمن، ويجلسُ بين يدي تلك الصورة المُحلقة لأولئك الذين أدخلهم رب العالمين لجنته لأنهم يمتلكون مثل هذه القلوب..!

• *كأفئدة الطير* في ضعفها ورقتها وخوفها وفزعها، فالطائر إذا اقتربت منه سرعان ما يطير لأنه يخاف ..

وهؤلاء رحّلوا قلوبهم للسماء، للآخرة، فدخلوا في دائرة من قال الله عنهم :
{ إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ } 

• يقول عبدالله بن عمرو بن العاص:
" لئن أدمع دمعة من خشية الله عزوجل أحب إليّ من أن أتصدق بألف دينار..!"

• ليس شيئٌ أحب إلى الله من قطرتين .. قطرة دمٍ تُراق في سبيل الله، وقطرة دمع تخرج من خشية الله ..
إن من أعظم الغبن أن يُحرم الانسان البكاء من خشية الله،
وإن من الحرمان أن يـُحرم الإنسان البكاء على ذنوبه وماضيه ...

• إن الدموع إذا نزلت غسلت صاحبها وتحاتت عنه ذنوبه كما تتحات الأوراق عن الشجر ..!!
وإن لحظة وجل أو لحظة انكسار وخشية تقع في قلب العبد ويقشعر  جلده وتفيض عينه قد يرتفع بها رفعةً لا يسقط بعدها أبدا ...
•[ *من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل ..*]
____________
🌙
البوابة السابعة:
 الإنفاق ،،،
يقول الله عزوجل :
{ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ...}
هذا المال الذي بين يديك، وبرصيدك، وبإسمك .. *أنت مستخلفٌ فيه*، جعلك الله وكيلاً عليه، فأنفق منه ولا تبخل ..

•إذا كان الله جعل جزاء من تفسح في المكان أن يفسح الله له، قيل: "بتوسعة المنازل في الجنة، وبتوسعة الرزق في الدنيا .."

° فكيف إذاً بمن *فرج عن مسلم كربةً* في رمضان..؟
° كيف بمن *قام على أرملةٍ ومساكين* في رمضان..؟
° كيف بمن *قضى ديناً عن مديون ومعُسرٍ مسجون* في رمضان..؟
° كيف بمن *دفع تكاليف عملية وعلاج  لمريض* في رمضان..؟
° كيف بمن *أوقف مصحفا*ً أو *حفر بئراً* أو *ساهم بنشر علم*ٍ أو *ساهم بوقفٍ* في رمضان....؟؟

يا ترى أيُّ توسعةٍ تنتظره من ربٍ كريم، المعاملة معه هي ربحٌ بكل أحوالها ومقاييسها...!

•إن لله عباداً اختارهم الله وجعلهم نافعين مباركين ..
هم سُرُجٌ ومصابيح يُجري الله الخير على أيديهم ..
يارب اجعلنا منهم ،،،
____________
🌙
البوابة الثامنة :
 الترفع عن السفاسف والفواحش وتربية النفس على الكمال ،،،

• لا يُتصور أن أناساً يبحثون عن الغرف، والاصطناع، والولاية، وتلك المراتب العالية .. ثم تجدهم وقد انغمسوا في الرذائل والنقائص والهوى والشهوات!!

لاسيما أنهم يعلمون أن كل معصية تُنقص من إيمانهم، وكل فاحشة أو كبيرة تنزع من إيمانهم الشيئ الكثير ..

• إنهم يحتاطون ويحرسون قلوبهم وجوارحهم من أن تتعلق بحرام..

فإذا اقتربت الشهوة ..
وألحت النفس ..
ووسوس الشيطان ..
وأخذتهم الخواطر ..
وتذكروا حرمة من حرمات الله كانوا يتلذذون بها ..
*قاوموا، ودفعوا، وفروا، وأغلقوا الأبواب،* وقالوا مثل ما قال يوسف عليه السلام :
{ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }
• *قدر الله في قلوبهم كبير*، فهم يتحملون من أجل ربهم، ويتركون من أجل ربهم، وهم على يقين أنه ما من تركٍ تركوه هنا إلا وفرحوا به هناك ....

 • [ *المعاملةُ مع الله ربح ..!*]
____________
🌙
البوابة التاسعة :
 التوبة ،،،

من أجلّ نعم الله على عباده، ومن أعظم صور رحمة الله وبر الله بعباده *التوبة* ..

• فالله يقول :
{ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ }
*لأنه يُريد* ..فهو يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مُسيئ الليل..

*ولأنه يُريد* .. فهو ينادي عباده، بالرغم أنهم أسرفوا وتجاوزوا وفرطوا .. بل ومازال ينسبهم إلى نفسه { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا }

*ولأنه يُريد* ..طمأنهم {إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} ..
أنهم إذا تابوا وعادوا وأنابوا فلن يذكرهم بذنوبهم وجرائرهم، ولن تُفتح لهم ملفاتهم القديمة وماضيهم القديم!!

• لأن التوبة *محوٌ* لا يسألك الله بعده عن الذنب، فالتوبة تهدم ما قبلها .. تمحو كل شئ ...

التائب من الذنب كمن لا ذنب له،
 فالزموا التوبة كما تلزمون التوحيد..!

• *إذا قصرتَ، فتُب ..*
و *إذا اخطأتَ، فتُب ..*
و *إذا أظلم عليك قلبك، فتُب ...*
فالباب لايزال مفتوحاً،
و الربُ كريم ......
____________
🌙
البوابة العاشرة :
 ترك الفضول واللغو ،،،

• جمع الله لهم الخير من كل أطرافه وأعانهم على أنفسهم فأمسكوا جوارحهم عن الفضول واللغو فأطلقها لهم في طاعته ورضوانه ..

فمن أكثر ما يعيق الإنسان ويعرقله عن المسارعة والمسابقة *الإغراق في المباحات وكثرة اللغو*، فهي مفسدات تفسد القلب وتُضعف همته وعزيمته ..

فالقلوب والجوارح المزحومة المشغولة المملوؤة والمثقلة بالفضول لن تُعان ...!
فلا يجري في السباق إلا من كان مضمرا، خفيفاً...

وهاهي ليلتكم وهي أرجى ليالي العشر تحتاج منكم سباقاً، ومسارعةً وهمةً ..
وإغلاقاً لنوافذ الفضول من جوالات واتصالات ..
*عليكم بالخلوات،*
*الزموا مصاحفكم،*
استعينوا بربكم واحبسوا أنفسكم على طاعة الله فهي ثمان ساعات .. تخرجون بعدها بأجر أكثر من ثمانين سنة!!
{ اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

جعلني الله واياكم ممن قامها إيماناً واحتساباً وفاز بفضلها وأجرها كاملا غير منقوص ،،،
____________
🌙
البوابة الحادية عشرة :
 فهم القرآن وتدبره ،،،

• أما أصحاب الغُرف فصحبتهم للقرآن صحبة عجيبة..!
ليست هي صحبة الحفظ والشهادة والإجازة والسند والمخارج والصفات فقط!
ولكنها...
*صُحبة صدق..*
*صُحبة قلب..*
*صُحبة علم..*
*صحبة عمل..*

• صحبوا القرآن صحبةً جعلتهم مباركين، كثُرَ خيرهم على أنفسهم وعلى غيرهم كما كثُر خير حليمة حين حضنت من تنزّل عليه القرآن بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام ..

• إذا فتحوا مصاحفهم بحثوا عن الإيمان في القرآن، عن تربية الله لعباده في القرآن .. عن الهداية والرحمة والصلاح والاستقامة والتزكية واللطف في القرآن ..

• إنهم يقرؤون القرآن بقصد الانتفاع به والعمل به .. { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا }

• بينهم وبين القرآن *حب*، وبينهم وبين القرآن *ملازمةٌ وقيام وبكاء وعبادة* ..
بينهم وبين القرآن وفاء..!
[ومن وفى، وفى الله له ..]

اللهم اجعلنا منهم وارزقنا الصدق مع القرآن، وحسن الصحبة للقرآن، واجعلنا ممن يأخذه بحقه ،،،
____________
🌙
البوابة الثانية عشرة : •الدعاء ،،،

 *أيها المؤمنون الراغبون في الغُرف* :
ما عند الله لا يُنال إلا بطلبٍ من الله، من رغِب وطمِعَ وسألَ وألحَّ *وجد طلبه..!*
فليس شئ أكرم على الله من الدعاء ..
وكلُ خيرٍ يُستجلب بالدعاء ..
• الغُرف تُستجلبُ *بالدعاء* ..
التوفيق يُستجلبُ *بالدعاء* ..
حياة القلب وخلاصه من الشهوات والأسر يُستجلب *بالدعاء* ..
الخشوع، الخشية، المحبة، الحياء، التعظيم، الصبر، التوكل، كلها أعمال قلبية تُستجلب *بالدعاء* ...

• الدعاء له مقاييس تتجاوز مقاييس البشر، لأنه طلبٌ من العظيم ..

و[ *العظيمُ إذا امتنّ، امتنّ بعظيم..!*]
____________
🌙 
• هاهم أهل الغُرف أوشكوا على الوصول ..!
طال مشوارهم ..
طال تعبهم ..
طالت مجاهدتهم ..
كانوا في جهاد مع الدنيا، وجهاد مع أنفسهم، وجهاد مع الناس، وجهاد مع الشيطان ...

عاشوا وهم يعلمون أن الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله..!
وفوا ببيعتهم،
وهاهو الستار يُسدل على احتفاء قرآني كبير يُرطب تلك القلوب التي جاهدت كثيراً ..
*لقد وصلوا....*
{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ • وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }
 
ونحن في اللحظات الأخيرة من شهرنا، وفي ختام سلسلتنا ..
يارب إنا ببابك واقفون، متعرضون مُلحّون،
ذنوبنا لا يغفرها إلا أنت ..
ورقابنا لا يعتقها إلا أنت ..
ودموعنا لا يرحمها إلا أنت ..
نعوذ بك أن نخسر وأن نُحرم وأنت ربنا ..
اكرمنا كرماً يليق بك،
واجبرنا جبراً يليق بك،
وعاملنا بإسمك الغفور الشكور ...

• والحمدلله الذي تتم بنعمته الصالحات ،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق