✨ النية
• نيتك هي التي ستحدد حجم وكمية الإنتفاع من القراءة، فالنية مؤثرة على العمل *والمرءُ يُعطى على قدر نيته ..*
كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى..."
• فإذا فتحت مصحفك لتقرأ .. انظر ما هي نيتك؟؟
هل أنت تبحث عن الأجر والحسنات فقط، أم أنك تقرأ وأنت في نيتك
طلب الهداية والعلم ..
طلب النور ..
طلب الثبات ..
طلب التزكية والصلاح ..
طلب الشفاء من أي شهوة أو معصية اُبتليت بها ..
طلب زيادة الإيمان ..
طلب الرشد والبصيرة ..
وهكذا ...
• كل من صحح نيته وبدأ يقرأ بهذه النوايا انتفع من قراءته للقرآن أكثر، *فالقرآن كتابٌ كريم، يُكرم قارئه بكل خير ...*
____________
✨ الأدب والتعظيم ،،،
• التعظيم من أهم الأسباب التي يُرزق بها العبد تدبر القرآن ..
فكلما عظُم قدر القرآن في قلوبنا، وبلغت عظمته كما ينبغي فُتح لنا فيه ..
• كان السلف إذا أراد أحدهم أن يقرأ القرآن اعتمّ ولبس أحسن ثيابه وتطيب واستقبل القبلة ..
• كانوا يحسنون الجلسة والإصغاء ويكظمون التثاؤب ..
• كانوا يحرصون على طهارة الفم عند تلاوة القرآن، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فطهروا أفواهكم للقرآن..."
فالملائكة تدنو من قارئ القرآن إن كان متسوكاً ويضع الملك فاه على فيه القارئ ويأخذ القرآن منه آية آية ..
• إنها مأدُبةٌ عظيمة كل واحدٍ منّا يأخذ نصيبه من هذه الضيافة على حسب إقباله وحسن أدبه وتعظيمه ..
وقد قيل: من دخل على الملوك بالأدب خلعوا عليه الخلع.
____________
✨تهيئة القلب وإزالة أقفاله ،،،*
• هذا هو مربط الفرس وبيت القصيد وأساس التدبر والفهم ، فالقلب هو جهاز التدبر ومحوره وعاموده الذي يقوم عليه { إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ }
● *فإذا أردت التأثر والتدبر والإنتفاع بالقرآن:*
• *فطهر قلبك* من الهوى والحرام والشهوات، فإنها تلوث القلب وتدنسه ..
والقرآن لا تدخل معانيه لقلب ملوث، ولا لقلب مشغول بالحرام، ولا لقلب مملوء بالعبث واللهو والغدرات والفجرات ..
*القرآن شرف* ، وهذه الشهوات والغدرات والنظرات والخيانات تمحق الشرف وتسلبه ..!
• *طهر قلبك* من الظلم، فأكثف وأغلظ حجاب يغطي القلب ويسوده ويقسيه ويقفله ويحجبه هو الظلم، فالمظالمُ قُفلها شديد جداً على القلب ..
• *طهر قلبك* من الدنيا وتخفف منها، فالدنيا حُلوةٌ خضِرة كلما فتحت على نفسك أبوابها فتنتك وسحبتك ..
والقرآنُ لا يفتح أبوابه لقلوب مغموسة في الدنيا وأوديتها ..
[ *فالله إذا أراد بعبده خيراً نزع الدنيا من قلبه ،،*]
____________
*تابع للمفتاح الثالث: تهيئة القلب وإزالة أقفاله ،،،*
• *طهر قلبك* من المعاصي القلبية وكبائر القلوب فإنها تفتت الإيمان، تحصد الحسنات، تدمر سكينتك، تحرمك كل لذة، هي من أكبر القواطع التي تقطع وتمنع وتحول بينك وبين كل خير ..
• فلا تتصور أن يفتح لك القرآن كنوزه وفي صدرك جمرةٌ تشتعل حين ترى نعمةً أنعم الله بها على غيرك ..
أو رزقاً خصّ الله به أحد إخوتك أو أقرانك أو جيرانك، فتستكثرها عليه، وتظل في داخلك تغلي غلياناً لا يهدأ ..!
• ولا تتصور أن يغدق عليك القرآن وبداخلك من الشحناء والبغضاء والحقد والكره واللوثات والسخائم والدغل والشوائب ما فيه ..
*إنها الحالقة* ..!
" لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين "
مثل هذه القلوب ممحوقة البركة منزوعة البركة ..
قلوب استرسلت مع نزغات الشيطان فطُمس النور بداخلها ..
*وليس اشأم على العبد من انطفاء نور قلبه..!*
• ولا تتصور أن تعيش مع القرآن وتتلذذ به وتُرزق الدموع عند قراءته وفي قلبك ذرات بل أرطال وأرطال من الكبر !
يالله كم حرم وكم صرف هذا الكبر القلوب عن فهم كتاب الله ..
{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ }
*إذا أردت القرآن فأصلح قلبك وطهره، فالقرآن يحتاج إلى قلب،،،*
____________
✨ القراءة على مُكث :
• أن تقرأ بتأني وتؤدة وتحزّن وتخشّع وترتيل ، لا تعجل ولا تُهذرم ولا تأكل الحروف ، بل تُظهرها واضحة ..
فمن يسمعك يفهم الآيات من نبرة صوتك ورفعك وخفصك ومدّك وتأثرك ، وكأنها قراءة مصوّرة مفسّرة أمامه، يتحرك فيها قلبك ودموعك وتتلذذ فيها بقراءتك .
✨ الاستعاذة والبسملة :
وكلاهما مفتاحٌ من مفاتيح فهم القران وتقديرهما :
[ ابدأ قراءتي متبركاً بإسمك يارب ، مستعيناً بك أن ترزقني حضور القلب وأن تُعيذني من هذا العدو الشيطان الرجيم الذي يحضر ابن آدم في كل شأنه، وقعد له بأطرقه، حتى لا يصدني عن فهم كتابك ...]
✨ السماع :
سماعُ القرآن فيه سِر...
وأحياناً يكون السماعُ أقوى من القراءة،
والله عزوجل إذا أراد بعبده خيراً أسمعه سماعاً ينتفعُ به ،
ينفذ إلى قلبه ..
يجدُ أثره وبركته عليه ..
🔸يقول ابن القيم رحمه الله: "السماعُ رسولُ الإيمان إلى القلب وداعيه ومعلمه، فمن الناس من يسمع بالله لا يسمع بغيره " .
فأكثر من سماع القرآن فهو مفتاحٌ يرقيك جدا في فهم كلام الله ..
✨ كثرة العبادة :
فإذا أردت أن تُعان على الفهم والتدبر وحضور القلب فاعتني بعبادتك،
لاسيما أن العطايا والمنح الكبار لا تأتي إلا بعد طاعة ..
فالعبادةُ تستدعي القلب، تُحضر القلب ..
وفي الفاتحة هناك ربطٌ بين العون وبين العبادة { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
*من قدم حق الله بالعبادة،وفى الله له حقه في المعونة ..*
✨ الإحسان للخلق :
• يقول الدكتور عبدالكريم بكار _ حفظه الله ( وما وضع إنسانٌ في يد الفقير شيئاً إلا وضع الله في قلبه شيئاً )
فلعل ما يضعه الله في قلبك العلم والفهم لكتابه، فإن من أحسن إلى عباد الله كان الله إليه بكل خيرٍ أسرع ، وأقبل بقلوب العباد إليه، وفتح على قلبه أبواب العلم ..
*فكما تكون للناس يكون الله لك..!*
✨ الدعاء :
القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، إن شاء فتحها وإن شاء أغلقها ..
وقد قال أحد السلف ( إذا لم تستعن بالفتاح ستبقى الأبواب مغلقةً دونك )
الدعاء يفتح ما كان مغلقاً وييسر ماكان عسيراً ، وليس لك لفتح قلبك إلا الدعاء وأفضل الدعاء وأجمعه ما ورد عن رسولك صلى الله عليه وسلم ...
✨ الصُحبة ،،،
• الصحبة تقتضي المرافقة والملازمة والقُرب..
فرقٌ بين من كان حافظاً والقرآن في صدره ولكنه لا يقرؤه إلا إذا كان مع طلابه أو في مواسم الطاعة، وغير ذلك قراءته ضعيفة ..
وبين من لا يحفظه ولكنه رُزق حب القرآن، هو مع القرآن والقرآن معه لا يفارقه في أي حال من أحواله، في سفر أو صحة أو مرض ..
يختم في كل عشر، أو في كل أسبوع، ويتكدر إن مرّ عليه يوم لم يقرأ فيه القرآن ..
فأيهما أشد صحبةً للقرآن ؟!
• هذه الصحبة تقتضي كشف الأسرار بين الصاحبين ..
فمن وثّق صحبته بالقرآن، وانفرد به، وخصه بأوقات لا يسمح فيها لأحدٍ أن يُزاحم فيها هذا الصاحب، فتح له القرآن كنوزه وذخائره ..
*وسيغرف منه أكثر من غيره ...*
____________
✨الحب ،،،
• إذا أحببت شيئاً واحتل في قلبك مكانة كبيرة، تكبرُ بينك وبينه العهود والمواثيق ..
هذا في حب البشر لبعضهم، في حب مخلوقٍ لمخلوقٍ مثله ..
فكيف إذا أحب الإنسانُ كلام ربه ....؟!
وكبُرَ كلام الله في نفسه .. ما الذي يحصل في هذه العهود والمواثيق بين العبد وربه؟
كيف سيكون هذا الإنسان في صحبته للقرآن؟
كيف سيتلقى القرآن؟
كيف سيعايشه ويدرسه؟؟
• تأمل هذا الحب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لجبريل عليه السلام ألا تُكثر من زيارتنا ..؟
وماهو إلا اشتياقاً للوحي الذي ينزل به ...
وتأمله حين ضاقت عليه روحه ونفسه لما انقطع عنه الوحي، حتى نزلت الآيات تُطمئن وتُسكن وتُسلي
{وَالضُّحَىٰ ° وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ° مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ }
• تأمله في ذاك النشيج الضارع والتوسل الطويل ...
" اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك، ماضي فيَّ حكمك، عدل في قضاؤك، اسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك .... "
كل هذا ليطلب ماذا؟؟؟
*"أن تجعل القرآن ربيع قلبي ..."*
إنه *الحب* وليس شئٌ غيره
الحب الذي إن رُزقته فتح لك القرآن أبوابه وكنوزه بلا قيدٍ .. وتلذذت بالقرآن أكثر وأشهى مما يتلذذ أهل الشهوات بشهواتهم، بل لا مقارنة ..!
فاللهم بارك لنا ببركة لاحدّ لها ولاحصر،، واروي قلوبنا بالقرآن ريّاً يغنينا عن كل شئ .. واجعلنا ممن يفرحون بالقرآن في الدنيا والآخرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق